مقالات

صباح محمد الحسن تكتب الانفعال بأثر رجعي!!

الانفعال بأثر رجعي!!
صباح محمد الحسن
في أحد أفلامه التي حظيت بالمشاهدة كان الممثل فيل موي يجسد دوراً رائعاً لشخصية تعاني من مرض نفسي يجعل إحساسه وشعوره وانفعاله مع الأحداث يأتي بأثر رجعي، أي أنه أحياناً يبالغ في البكاء على عزيز بعد عامين من رحيله أكثر من بكائه عليه لحظة سماع خبر وفاته

ذكرني ذلك حديث قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أمس في مدينة الدمازين الذي كال الإتهامات على قوات الدعم السريع وكأنه يحذر الناس من خطر هذه القوات حتى يأخذوا الحيطة والحذر منها، ذات الخطاب الذي كانوا يتبادلون فيه الإتهامات عندما كنا وقتها نعيش توتر أيام ما قبل الصراع ونخشى من أن يتسبب ذلك في اندلاع الحرب

والسؤال هل عاش معنا البرهان كارثة الأربعة أشهر ام أنه لا يدري حتى الآن تفاصيل ما حدث من مأساة

فالرجل فور خروجه طفق يحدثنا بأن قوات الدعم السريع مليشيا متمردة تستحق الدحر والحسم

بعدها أصدر قراراً بحل قوات الدعم السريع والتي يجب أن يأتي قرار حلها من أول يوم تمردت فيه

وبالأمس خرج البرهان على أهل الدمازين بتصنيف الدعم السريع بالجماعة الإرهابية وبالرغم من أن البرهان ليس الجهة المخول لها تصنيف الجماعات وإن الأمر يحتاج إلى خضوعه إلى معايير دولية وقانونية لكن يبدو أن الشهور التي قضاها البرهان تحت سقف البدروم جعلته بعيداً عن الأحداث فالشعب السوداني تجاوز دائرة الإتهام والإدانة لقوات الدعم السريع، ولأن الأفعال أكثر دليل من الأقوال، فالحرب كشفت عن كل الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في حق الشعب، لذلك لا ينتظر المواطن البرهان ليحدثه عن الوصف الذي يليق بقوات الدعم السريع لأنه تخطى هذه المرحلة فهو الآن ينتظر ما بعدها،

فالسؤال الذي يطرحه الشعب الآن هو أين وصل الجيش في حسمه للمعركة؟ و يجب أن يحدثه البرهان دون (لف ودوران) أما عن الحسم أو التفاوض، فإن لم يستطع الإجابة عن هذا السؤال

فيجب عليه أن ينشغل بأموره العسكرية والهم الميداني أكثر من اهتمامه بترتيب جدول الزيارات الداخلية والخارجية

فالبلاد تعيش الآن حالة حرب الشعب يترقب النتائج، حسماً أو تفاوضاً، ليس هناك منطقة وسطى.

فمثل هذه التصريحات تكون دائماً في مرحلة ما قبل الحرب

ولا قيمة لها الآن بعد (خراب سوبا)

وقد لا يكون ثمة تفسير للحالة التي يمر بها البرهان الآن، حالة (فيل مولي)، (الانفعال بأثر رجعي) سوى أن البرهان إما أنه تجاوز الحل عبر الحسم العسكري وأصبحت المعركة لا تهمه كثيراً وأن مهمته الآن إعادة الخطابات الاستهلاكية المتكررة، أو أنه كقائد للجيش بعيد عن المعارك الدائرة وعن غرفة الكنترول فلا يمكن أن تكون المعاركة حامية حول المدرعات والقائد مشغول بحرب الإتهامات!!.

أما قبل، فما لفت نظري في حديث البرهان وبعد تصنيفه للدعم السريع كمجموعه إرهابية قال إنه قام بواجبه تجاه الجنود الذين سلموا أنفسهم وانضموا للمؤسسة العسكرية وذلك بصرف ذات الرواتب التي كانوا يتقاضونها من الدعم السريع، وهذا يعني أن الجيش السوداني الآن يضم في صفوفه مجموعة من الإرهابيين!!

كما أن فلول النظام البائد قالت إن قوات الدعم السريع غير سودانية، وهذا أيضاً يعني أن جيشنا اليوم به قوات غير سودانية تقاتل في صفوفه في معركة وطنية، فهل سمعتم البرهان تحدث عن أنه ضم إلى صفوف الجيش الذين يحملون فقط الجنسية السودانية، لم يقل!!

والغريب أنه أيضاً يشيد بمالك عقار وقواته تلك المليشيا المتمردة الساقطة في (حسن السير والسلوك) والتي مارست النهب والسلب والاغتصاب وعمل افرادها قطاع طرق للمسافرين إلى الولايات أم أن البرهان عندما كان في مخبئه لا يدري عن ما ارتكبته قوات مالك عقار!! ولطالما أن البرهان أصبح يصنف ما هو إرهابي وما دونه إذن ما هو رأيه وتصنيفه لكتائب البراء وكتائب البنيان المرصوص!!

طيف أخير:
#لا_للحرب

إلى جنات الخلد الزميلة الصحفية المناضلة صاحبة العقل والقلب الكبير حليمة عبد الرحمن، العزاء لكل الزملاء في البلاط الصحفي لها الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

الجريدة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

تعليق واحد

  1. وماذا لو صنفهم البرهان بأثر رجعي؟؟ هل وجعك تصنيف البرهان لهم بأنهم مجموعة ارهابية، ام ماذا ؟؟؟ كلام يسعى من كتبه الى التشكيك في القيادة العليا للجيش، وشق صف المواطنين، ولا يصب إلا في مصلحة الجنجويد الارهابيين،في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد الى جمع وتوحيد الصف والكلمة. ماذا نستفيد من هذا الكلام في هذا الوقت، الم تجدي موضوعاً هادفاً يخدم المواطن والوطن بدلاً من هذا الهراء الذي يضر ولا ينفع ويفرق ولا ينفع؟
    اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واكفنا شر الأشرار وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، وانصر جيشنا على الجنجويد المرتزقة الأرهابيين، ومن يعاونهم ويناصرهم من اعداء الدين والوطن..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى