أقر متحدثون من القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح بجنوب دارفور خلال إفطار تجمع قوى تحرير السودان بنيالا، بأن البلاد تمر بمفترق طرق وتحتاج للعمل الجاد لإخراجها إلى بر الأمان.
ونوه ممثل الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية عن حركة العدل والمساواة السودانية بالولاية أحمد جرمه، إلى مستجدات الراهن السياسي والاحتقان الماثل بالبلاد، وقال إنها في مفترق طرق وتحتاج من الجميع الاحتكام لصوت العقل ووضع السودان في حدقات العيون وفوق المصالح الشخصية.
وترحم جرمه على الذين فقدوهم في الأحداث بدارفور مؤخراً بسبب السيولة الأمنية، وقال إن ذلك نتاج للفراغ السياسي في البلد، وأضاف “ننشد وطناً يسع الجميع ماعدا النظام السابق”.
من جانبه، قال ممثل الحرية والتغيير- المجلس المركزي حافظ أحمد عمر، إن الساحة السياسية والأمنية في السودان تعج بكثير من الأمور التي يخشون عبرها أن تخرج من السيطرة، ودعا القوى السياسية ولجان المقاومة وكل الحادبين للعمل معاً للخروج من هذه الدوامة.
وأضاف بأنهم ينشدون دولة مدنية خلال الفترة الانتقالية تقودهم إلى انتخابات حرة ونزيهة، وتابع “لذلك ننشد أن يكون هنالك استقرار أمني ووضع سياسي مطمئن وحياة رخية ووضع اقتصادي مستقر”.
وذكر حافظ بأن مجريات الاتفاق وصلت لنهاياتها لذلك أراد البعض قطع الطريق أمام الوصول لمرحلة التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي، لكنه سيمضى إلى النهايات.
من جهته، نبه رئيس تجمع قوى تحرير السودان بالولاية علي أحمد حمد الله، إلى أن البلاد تمر بأزمة أمنية خانقة وأزمة معيشية ضاغطة تتطلب مسارعة الخطى لاحتواء ذلك.
ووجه رسالة إلى “البرهان وحميدتي” بأن الذي يجرى لا يشبه تاريخ السودان في الماضي والحاضر، ودعاهما لضبط النفس ووضع مصلحة السودان فوق أي اعتبار، كما دعا الجهاز التنفيذي بحكومة جنوب دارفور ولجنة أمنها إلى مزيد من الجهد لمعالجة قضية الأمن التي أرقت المواطن، وقال إنه لابد أن يهنأ المواطن بالطمأنينة لأن انهيار الأمن يقود إلى تفكك المجتمعات وانهيار الاقتصاد وغيرها من الانعكاسات.
وطالب حمد الله الجميع بمواجهة التحديات، وأن تتوفر الإرادة بأن يكون لنا وطن يضاهي الآخرين.
بدوره، أثنى ممثل والي جنوب دارفور أبو القاسم أحمد، على اللقاء الذي نظمه تجمع قوى تحرير السودان بإفطاره الرمضاني، مؤكدا أنهم كحكومة مسؤولون أمام الله عما يعانيه المواطن، وقال “رسالة للقائدين الفريق أول البرهان والفريق أول حميدتي الماشي دا ما بشبهنا والتاريخ لا يرحم والآن العالم كله شغال مديدة حرقاني بأن يتجزأ السودان إلى دويلات لكن نقول بأن السودان له أبناء قادرون على استقرار وتجاوز الهنات ونحن نرفض الشي الماشي دا حتى يصل الصراع بين القيادة العسكرية إن صح ما يتداول في الإعلام فنحن ضدهم وندعوكم أن تتفقوا اليوم قبل الغد”.
وأضاف “نقول للإخوة في الإتفاق الإطاري أن افتحوا هذا الإطاري للشعب السوداني حتى يكون التغيير للأفضل”.
وحول الأحداث الأمنية التي تشهدها دارفور هذه الأيام، قال أبو القاسم إن “المشكلات الحاصلة هي نتاج لما جنته أيدينا فلابد من التوحد لمجابهة ذلك”.