اخبار السودان

أمجد فريد : أنا لست من الحرية والتغيير أصلاً حتى “أجاوب” هذا السؤال “…”

الساحة السياسية مليئة بالثابت والمتحرِّك من الأحداث السياسية التي تشغل بال الرأي العام، ولعل الاتفاق الإطاري وكيفية الوصول إلى إجماع حوله هو محور تلك الأحداث، ولكن ربما ما أفرزه الاتفاق -أيضاً- يشكِّل حراكاً كبيراً في الساحة، والآن تعقد الورش التي انبثقت من الاتفاق وهناك حراك إقليمي ودولي تجاه قضية السودان حول كل ذلك، وعلى عجالة طرحنا بعض الأسئلة الملحة على مستشار رئيس الوزراء السابق د. أمجد فريد فماذا قال ؟

حوار: عوضية سليمان

ورش الإطاري محاولة لإعادة إنتاج اتفاق مُعد مسبقاً لا معنى لها


ما تقييمكم للورش الخاصة بالاتفاق الإطاري وهل ستفضي إلى نجاحات ممكنة؟

ورش الإطاري عبارة عن محاولة لإعادة إنتاج اتفاق مُعد مسبقاً. لا معنى لها، ومجرَّد تمثيلية تهدف لكسب الوقت وملء الخانات. الأجدى من ذلك الوضوح ومناقشة بنود الاتفاق الذي قطعته الحرية والتغيير مع المكوِّن العسكري بوضوح وصراحة مع الجماهير.

رئيس البعثة الأممية فولكر قال لا يمكن احتكار العملية الديموقراطية.هل بالإمكان فتح الإطاري؟

حسب علمي أن هناك قائمة مسبقة متفق عليها بين الحرية والتغيير وبرهان وحميدتي تحدد من الذي يسمح لهم بالمشاركة في العملية السياسية. لهذا لا اعتقد أن فولكر أو الثلاثية تملك من أمرها شيئاً في تحديد اتجاه هذه التمثيلية السياسية التي تحدث حالياً.

الكتلة الديموقراطية (حامدة شاكرة) ربها قاعدة أصلاً في الحكومة


اختيار رئيس مجلس الوزراء ما زال هنالك جدلاً واسعاً حول الترشيحات؟

هل وصلنا إلى هذه المرحلة، مرحلة اختيار رئيس الوزراء, اعتقد أن هذا الأمر لا يزال بعيداً. البلاد لا تزال محكومة بإجراءات (٢٥) أكتوبر ٢٠٢١.

التباين داخل القوى السياسية وانشقاقها في الاتفاق الإطاري هل يؤثر على مواقف تلك القوى من الاتفاق؟

بالطبع أكيد، وجود القوى الثورية الحقيقية خارج العملية السياسية يجعلها مجرَّد عملية شكلانية تحاول تقنين الوضع السائد حالياً. أما بالنسبة للكتلة الديمقراطية فهي “حامدة شاكرة” ربها قاعدة أصلاً في الحكومة.

كيف يتم تحديد مسؤولية الحوار، مع أي طرف من الأطراف السياسية؟

اعتقد أن أي حوار ينبغي أن ينبني على تحديد المسؤولية السياسية بوضوح وتحميلها لمرتكبي إجراءات (٢٥) أكتوبر، ولكن الانطلاق من مبدأ عفا الله عما سلف لن يمهِّد إلا لمزيد من الانقلابات وعدم الاستقرار في السودان.

الانتخابات المبكِّرة كلمة باطل أريد بها باطل, نحتاج لفترة انتقالية حقيقية


بعض القوى السياسية التي ترفض الاتفاق تلوح بالانتخابات المبكِّرة هل هي الأمثل لخروج من الأزمة؟

الانتخابات المبكِّرة كلمة باطل أريد بها باطل، السودان في حاجة لفترة انتقالية حقيقية تقوم بإنجاز مهام الإصلاح, بعدها يمكن أن نتحدث عن انتخابات كيف تكون حرة ونزيهة. المطالبة بالانتخابات المبكِّرة هي محاولة من قوى الردة للاستفادة من الأوضاع الحالية في إعادة انتخابات البشير.

هل من الممكن أن يكون هنالك حوار سوداني بعيداً عن الأجندة الخارجية؟

ممكن جداً, لو اقتنعت القوى السياسية بأن المهم هو التوصل إلى حلول شاملة فعلاً وقابلة للتطبيق, وليس احتكار العملية السياسية كوسيلة لاحتكار السلطة.

مباحثات مصر وأمريكا حول ملف السودان كيف ترى الموقف المصري؟

الموقف المصري متعلق بمصالحها والتي لا تبدو متسقة مع أي آفاق للتحوُّل الديموقراطي في السودان.

ولكن هناك مواقف لدول أخرى مثل الإمارات؟

أيضاً- ينطبق عليها ما ينطبق على مصر.

الآلية الثلاثية قالت إن العملية السياسية دخلت مرحلة حاسمة؟

السؤال هل هي حاسمة للعملية أم حاسمة للتوصل إلى حل؟ إذا كان الأمر مجرَّد الانتهاء من إجراءات فربما يكون كلام الإطارية صحيح، أما بالنسبة للتوصل إلى حل، فهذا لا يزال بعيداً.

كيف تنظر إلى المرحلة الانتقالية بوضعها الحالي؟

الفترة الانتقالية فترة ذات مهام سياسية بطبيعتها، الكلام عن ابتعاد السياسيين عنها هو مجرَّد لغو شعبوي، لكن لا يجب إخضاعها للمحاصصات الحزبية.

اليوم انطلاق تقييم اتفاق جوبا ما تقييمك؟

اتفاق جوبا تم إنجازه بتلهف على السلام بدون النظر للتفاصيل العملية لترجمة السلام على أرض الواقع. ونتيجته أن عدداً من الموقعين عليه أصبحوا جزءاً من الحكومة الحالية (مني وجبريل) بينما يطالب أحد المفاوضين الرئيسين في صياغة بنوده (ياسر عرمان) بتعديله. هذا المشهد العبثي وحده كفيل بتقييم الاتفاق.

كيف تعلِّق على الحديث بأن ورش السلام تنطلق بمن حضر؟

حتى لا يكون النقاش الصوري معيباً للغاية أتمنى أن يتناول الطاهر حجر والهادي إدريس وبقية حلفائهم من الموقعين سؤال كيف تتسق حملات التجنيد المحتدمة للحركات مع تنفيذ أي اتفاق سلام, بالتجربة القريبة وبالتاريخ السياسي، لن يمكن تحقيق سلام واستقرار حقيقي في السودان بدون تناول قضية إنهاء نظام المليشيا السياسية بشكل مباشر وصريح.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى