على الرغم من وجود 320 منظمة غير حكومية تعنى بالحيوانات في مدينة اسطنبول، فإن المدينة التي تعد ثاني أكبر المدن التركية والوجهة السياحية الأولى لزائري البلاد تعاني حتى الآن من ظاهرة الكلاب الضالة التي تهاجم المارة في بعض الأحيان، لاسيما حين يحاولون التهرب منها.
وكاد طفلٌ صغير اليوم، يبلغ من العمر 10 سنوات، أن يقع ضحية كلبٍ شاردٍ من نوع “بيتبول” بعدما هاجمه أثناء مروره في شارعٍ يقع وسط اسطنبول، لكن عدداً من المارة تدخّلوا لمساعدة الطفل الذي نجا من الكلب، وفق ما أظهر مقطع فيديو نشرته صحيفة “يني شفق” التركية الموالية للحكومة والتي أعادت إلى الواجهة من جديد مسألة الكلاب الضالة.
وقام مغرّدون من تركيا بإعادة نشر مقطع الفيديو على موقع “تويتر”، والذي يظهر إنقاذ المارة لطفل صغير من كلبٍ بدأ بمهاجمته، حيث كتب بعضهم “أين هي بلدية اسطنبول؟”، لاسيما أن مسؤولية ضبط الحيوانات الضالة وفق القانون التركي تقع على عاتق البلديات.
ويبلغ عدد الكلاب الضالة في مدينة اسطنبول وحدها حوالي 250 ألف كلب، بحسب ما ذكر لـ”العربية.نت”، مصدر من بلدية المدينة التي يرأسها أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي لحزب المعارضة الرئيسي في البلاد وهو حزب “الشعب الجمهوري”.
ومع أن بلدية مدينة اسطنبول تشرف على 38 ملجأ للحيوانات في المدينة، لكن القدرة الاستيعابية لتلك الملاجئ تفوق عدد الكلاب الشاردة، فهي تكفي لإيواء نحو 17 ألف حيوان، في حين يقدّر عدد الكلاب الضالة بحوالي ربع مليون كلب.
وتعتمد الكلاب الضالة على الغذاء الذي يتركه لهم سكان المدينة في الحدائق وبالقرب من مداخل الأبنية والمحلاّت التجارية والمطاعم.
وكان البرلمان التركي قد أقر في مطلع شهر يوليو من عام 2021 الماضي، قانوناً لحماية الحيوانات الأليفة والبرّية على حدّ سواء.
وبموجب ذلك القانون، تفرض السلطات عقوبة بالسجن مع دفع غرامةٍ مالية تبلغ 50 ألف ليرة تركية (ما يعادل حوالي 2700 دولار أميركي) بحق كل من ينتهك حقوق الحيوان أو يقوم بقتله أو تعذيبه عن قصد.
وتعد الكلاب الضالة مشكلة رئيسية في اسطنبول والعاصمة أنقرة وإزمير، حيث تخرج إلى الشوارع ليلاً، وقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البلديات أكثر من مرة إلى جمع تلك الكلاب في ملاجئ مخصصة، لكن هذا لم يحصل حتى الآن.
وفي حين يحاول المارّة الهروب من الكلاب الضالة عند مصادفتهم لها، لكن هذا قد يؤدي بهم إلى الموت أو الإصابة بجروحٍ بليغة عندما يركضون من الكلاب باتجاه شوارعٍ رئيسية، حيث تصدمهم السيارات المسرعة، كما حصل في اسطنبول أكثر من مرة هذا العام.