سجال وتباين في الآراء بعد الإطاحة بالناظر تِرِك، رئيس مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة وتعيين العمدة إبراهيم أدروب، خلفاً له، تلك الخلافات عمَّقت الأزمة بشرق السودان وزادت من حدة الفجوة التي بدأت بسبب اتفاق جوبا. ولعل الخلاف الجوهري بين تِرِك والمجلس هو تنصيب عمدة كما يقول تِرِك على نظارات وهو ما يراه مخالف للأعراف ويرى تِرِك في حوار قصير عبر الهاتف مع الـ(الصيحة): إن المجموعة التي نصَّبت العمدة إبراهيم أدروب، خشيت على نفسها ألا يكونوا في عضوية المجلس القادم المنتخب من القواعد فلذلك سلكوا هذا الطريق. تابع الحوار:
الخلافات بين أطراف الهدندوة بصورة عامة وداخل المجلس إلى أي مدى يمكن أن تؤثر في قضية شرق السودان؟
إن كنتِ تقصدين مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة لابد أن تعلم الصحافة والرأي العام بأن هذا المجلس ينسِّق بين نظارات البجا وهو أشبه بــ(جامعة الدول العربية ـــ مجلس دول التعاون الخليجي)، وكل قبيلة لها حريتها الكاملة إن شاءت أن تستمر وأن لم تشأ تنسحب من المجلس، وهذه الحقيقة لابد أن تصل إلى الرأي العام السوداني حتى لا يقولوا بأن هنالك سيطرة من قبيلة أو جهة واحدة.
كيف تم ذلك؟
تم ذلك في إطار رفضنا الثابت للمسار المشؤوم، فتم تكوين مجلس وكل نظارة قامت باختيار شخصين من الوكلاء وهذا المجلس بمثابة تحالف للنظارات وليس مسألة لتجمع سياسيين.
هل يملك حق الانسحاب؟
من حق أي نظارة أن تنسحب من المجلس أو تستمر ولا يحق لأي من كيانات البجا أن تنفرد بالمجلس وحدها وتسمى بجا، لأن البجا هي نظارات وليس كيانات, وإذا لم تتفق نظارة الهدندوة والبشاريين والأمرأر والحلنقة والعموديات المستقلة فلن يكون هنالك مجلس أبداً، كذلك كان المجلس جامع ولكن نظارة الهدندوة والعبابدة والبشاريين والعموديات المستقلة والحلنقة وجزء من الأمرأر كانوا حضوراً في مؤتمر سنكات، أركويت الاستثنائي الثاني واتخذ المؤتمر قراراً بحل المجلس السابق لينتخب مجلساً جديداً.
ولكن أين المشكلة؟
هؤلاء الإخوة الآن ليسوء بعمد قبائل وهم: (عبد الله أدروب، موسى محمد أحمد، عبد الله أوبشار وسيد أبو آمنة).
ولماذا الاعتراض؟
هل يمكن لعمدة تحت نظارة معيَّنة يرأس نظارات البجا وعموديات مستقلة من خارج قبيلته؟
ولكن العمدة إبراهيم أدروب كان نائباً لك ولثلاث سنوات؟
فليكن كذلك، هل إذا انسحب السودان من جامعة الدول العربية يحق له أن يعيِّن رئيساً على الجامعة، فالأمر الآن ينطبق على الذي تم بالأمس، فإبراهيم أدروب تحت نظارة الناظر علي محمود ناظر الأمرأر ولا يحق له أن يرأس نظارة الهدندوة والبشاريين والأمرأر والعموديات المستقلة ونظارة الحلنقة، فهل يمكن ذلك، فإن تنصيب العمدة إبراهيم أدروب غير شرعي فلا يحق لعمدة في نظارة معيَّنة أن يرأس نظارات قائمة على أرضها وشعبها.
المجموعة المناوئة لك اجتمعوا على هذا القرار؟
هل ناظر الأمرأر يندرج تحت نظارة إبراهيم أدروب وناظر البشاريين والهدندوة والحلنقة وعبابدة وكل العموديات المستقلة التي تمثل نظارات هل اجتمعت ليكون إبراهيم أدروب رئيساً لمجلس البجا والعموديات المستقلة.
ولكن إبراهيم أدروب تم تعيينه من قبل نائب رئيس مجلس السيادة وأدى القسم؟
هذا الكلام خاطئ، أنا عيَّنته وقمت باختياره للجنة عندما اتصل بي موسى محمد أحمد، واقترح تكوين لجنة فاعتمدتها أنا وليس نائب رئيس المجلس السيادي, وهذه اللجنة انتهت مهامها بالأجندة الأربعة والآن عندما نستخرج حدود نظارة الهدندوة يكون ناظر الهدندوة هو الذي يسخرجها وليس إبراهيم أدروب.
هل هذه المجموعة الآن أصبحت تشكِّل خطراً حقيقياً للناظر تِرِك؟
هي مجموعة لا تتعدى أصابع اليد، وهي مجموعة سياسية وأنا أتأسف بأن ينقاد إبراهيم أدروب وراء مجموعة سياسية، فإبراهيم أدروب الآن فليكن رئيساً لأي تنظيم في أهله ليس لدينا فيها أي مشكلة ولكنه يعلم والذين نصَّبوه لا يمكن لعمدة أن يرأس نظارات بأرضها وقبائلها.
الخلاف مع المسار والبني عامر؟
الخلاف مع المسار ومع البني عامر لأنهم رأوا أنهم يمثلون شرق السودان، وهذا تغييب لنا نحن، الآن نعيش المسألة ذاتها ويكرِّرها موسى محمد أحمد وعبد الله أوبشار، وهذا هو الخلاف السائد مع البني عامر, فعندما تتغيَّب نظارات بأراضيها ووشعبها ويوقعوا على سلام مزيَّف في جوبا فهذا هو الخلاف الذي جمع البجا. البجا في كتلة واحدة، فالآن يتكرَّر نفس السيناريو وتتبنى مجموعة خشيت على نفسها ألا يكونوا في عضوية المجلس القادم المنتخب من القواعد فلذلك سلكوا هذا المسلك.
ولكن هل لديكم خيارات أخرى؟
نحن يمكن أن نبارك باسم آخر وليس المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة لأنه لايوجد ناظر مع هذه المجموعة ولا عمدة مستقل، فهل يمكن أن يقال إن البرهان رئيساً للملكة العربية السعودية.
كيف يمكن أن نوضِّح هذا الأمر للرأي العام؟
أرجو من الإخوة في الإعلام بأشكاله المختلفة أن يساهموا في حل الإشكال بتصويب الخطأ وليس إعطاء الشرعية للخطأ. إبراهيم أدروب ومجموعته نحن نحترمهم ونقدَّرهم، لكن الآن نختلف معهم ولهم الحق في أن ينشئوا تنظيماً منفصلاً وهذا الأمر نعتبره تعدياً على النظارات والعموديات المستقلة وهذا هو مربط الخلاف.
ماهي الحلول لجمع الأطراف لتنضوي تحت المجلس؟
أولاً، الاعتراف بشرعية مؤتمر سنكات الاستثنائي الثاني والقبول بقراراته التي أصدرها المؤتمر والتي أيَّد فيها قرارات المؤتمر الأول، وأضاف: إجازة النظام السياسي الأساسي واللوائح وإنشاء هيئة شرعية بعدد(400) شخص، تكوِّن المكتب التنفيذي والأمانة العامة لمجلس النظارات فإذا رأوا الانضمام والعودة فليقروا بهذه المقررات، مقررات الشعب والحرية والديموقراطية .
كلمة أخيرة ؟
على المواطنين بشرق السودان أن يتحدوا ويقفوا مع الحق ويخدموا قضية الشرق بالوحدة وليس بالمحاباة والعاطفة التي لا تخدم القضية.