تُعتبر قاعدة الشفرليت الواقعة في الحدود السودانية الليبية المصرية من المواقع الاستراتيجية المهمة لحفظ الأمن القومي السوداني باعتبارها واحدةً من الأماكن التي يتسلّل منها تجار الأسلحة والمخدرات وأؤلئك الذين يعملون في الإتجار بالبشر وتهريبهم بصورة غير شرعية.
إنّ هذه القاعدة تقع في قلب الصحراء الكبرى ولم يكن يوجد بها أي حياة في السابق؛ ولكن بعزيمة القيادة العليا لقوات الدعم السريع أصبحت هذه القاعدة تتوفّر فيها سبل الحياة من آبار لشرب الماء وتوفير مخيم طبي وتقديم الخدمات الضرورية؛ وتم فيها اسعاف الكثيرين الذين ضلّوا طريقهم وتاهوا في هذه الصحراء الموغلة الوهاد.
إنّ قاعدة الشفرليت أصبحت الآن تشكِّل واحدة من مراكز الارتكاز المهمة لقوات الدعم السريع؛ خاصة قوات “متحرك درع الصحراء” المتواجدة على مدار العام في هذه القاعدة وتقوم بتمشيط ومراقبة الحدود الممتدة بين السودان وليبيا ومصر ومحاربة تجار تهريب الأسلحة والبشر والمخدرات.
ولأهمية هذه القاعدة الاستراتيجية في حفظ الأمن القومي السوداني زار العقيد الركن عثمان علي عبد المجيد قائد قاعدة الشفرليت الحدودية بصحبة قيادة متحرك درع الصحراء، اللواء (75) دنقلا، وكان في استقبالهم اللواء الركن قرشي حسن قائد الفرقة (19) مشاة مروي والعميد مالك محمد رملي قائد اللواء (75) مشاة؛ وتأتي هذه الزيارة في إطار التعاون والتنسيق المتبادل لحفظ الأمن القومي السوداني والاستقرار بحدود السودان الشمالية التي تقع مع الحدود الدولية بين مصر وليبيا.
وأبدى اللواء الركن قرشي حسن، سعادته بالزيارة مرحباً بها متمنياً أن تتكرر من أجل الوصول لأعلى درجات التنسيق والتحكم في الحدود الطويلة والممتدة بين الدول الثلاث، كما أشاد بقاعدة الشفرليت العسكرية مثمناً دورها وأهميتها في محاربة الظواهر السالبة وحفظ الأمن بحدود بالبلاد الشمالية.
من جانبه، اطلع العقيد الركن عثمان علي عبد المجيد، قيادة الفرقة بالمجهود الكبير الذي تقوم به قوات الدعم السريع في الصحراء لتأمين الحدود ومحاربة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، مؤكداً وقفتهم الصلبة أمام كل التحديات التي تواجه السودان عبر الصحراء الكبرى.
ويرى الخبراء أنّ لقاعدة الشفرليت في الحدود الدولية بين السودان ومصر وليبيا أهمية إستراتيجية لحفظ الأمن القومي السوداني.
ويشير الخبراء في هذا الصدد، إلى أنّ قاعدة الشفرليت التي تتمركز فيها قوات الدعم السريع؛ خاصة قوات متحرك درع الصحراء قد أدت إلى تخفيف حدة تهريب البشر والإتجار بهم، وقللت من خطورة عصابات التبو الليبية والتي تنشط في تلك الصحراء الواسعة لخبراتها ودرايتها بها.
ويقول الخبراء إنّ وجود قوات الدعم السريع في هذه القاعدة الاستراتيجية حجّم كذلك من دور العصابات التي تعمل على تجارة الأسلحة وسرقة وتهريب السيارات بشتى أنواعها.