كشفت دراسة بحثية مشتركة في اسكتلندا وإيطاليا وجود صلة بين التركيب الجيني لكل شخص ونوعية المأكولات التي يفضلها.
وشملت الدراسة، التي أجريت في جامعة أدنبرة باسكتلندا ومعهد “هيومان تكنوبول” للدراسات الإنسانية بمدينة ميلانو الإيطالية، أكثر من 150 ألف شخص، ومدى شغفهم بتناول نحو 137 صنفا مختلفا من المأكولات والمشروبات.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “نيتشر كوميونيكيشن”، رصد الباحثون 401 اختلافا جينيا يؤثر على المأكولات المفضلة للمشاركين في التجربة.
وأجرى فريق الدراسة استبيانات وتحليلات جينية للمتطوعين في التجربة لتطوير ما أطلقوا عليه اسم “خريطة الطعام”، والتي يمكن من خلالها تحديد نوعية المأكولات التي يفضلها كل شخص ومدى ارتباطها بوجود، أو عدم وجود، جينات معينة في تركيبه الوراثي.
واكتشفت الدراسة وجود ثلاثة تصنيفات مختلفة للتركيب الوراثي تقترن بأذواق متشابهة في المأكولات، حيث أظهرت التجربة وجود فئة من المشاركين تفضل الأغذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة، وأخرى تفضل المأكولات ذات المذاق اللاذع مثل الكحوليات والخضروات ذات الروائح النفاذة، وفئة ثالثة تفضل الأغذية ذات السعرات المنخفضة مثل الفواكه والخضروات.
ويرى الخبراء أن فهم الاختيارات الغذائية المختلفة للبشر والعوامل التي تتحكم فيها يمكن أن يساعد في ابتكار وتطوير منتجات غذائية أفضل مذاقا، وصحية بشكل أكبر، مما يساعد في علاج بعض المشكلات الصحية مثل السمنة على سبيل المثال.
ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية عن الباحث نيكولا بيراستو، وهو أحد المشاركين في التجربة، قوله: “من بين الرسائل المهمة التي تنقلها هذه الدراسة أنه رغم أهمية مستشعرات التذوق لدى الإنسان في تحديد المأكولات المفضلة لكل شخص، فإن العمليات التي تتم في مخ الإنسان هي التي تتحكم في اختياراته الغذائية”.