إذا كان الناس تسافر خارج البلاد للنزهة والسياحة أقول لهم إن بلدنا السودان يتمتع بمواقع سياحية طبيعية وليست مصنوعة كما نراها في العديد من البلدان لكن الشئ الوحيد المنقوص هنا هو أن السياحة في السودان لم تجد حظها من الاهتمام ولم يروَّج لها الإعلام السياحي الذي ربما لم يكن موجوداً أصلاً. فلو وجدت السياحة قدراً كافياً من الاهتمام والترويج لها ستساهم بصورة كبيرة جدًا في دعم الاقتصاد .
أهم المعالم
فجبل مرة بغربي السودان واحد من المواقع السياحية المنسية رغم إنه من أهم المعالم السياحية في السودان وقبيل اندلاع الحرب في دارفور كان مقصداً للسياح وكتب فيه عدد من الشعراء تغنى له عدد من الفنانين وخاصة الأغنية الشهيرة التي تغنى بها الفنان خليل إسماعيل: لو شفت مرة جبل مرة يعاودك حنين طول السنين واسترسل فيها الشاعر في وصف المناطق السياحية الخلابة كسوني ومرتجلو وقلول وغيرها العديد من المناطق السياحية .
وسط الجبل
وتعتبر ولاية وسط دارفور المنطقة السياحية الأولى في إقليم دارفور وخاصة في محليات غرب الجبل وجنوب ووسط الجبل التي تحتضن جميعها شلالات ومناظر ساحرة من بينها شلال نيرتتي الذي يرتاده الزوار من ولاية جنوب دارفور بأعداد كبيرة أيام العطل ليلتقوا مع أهلهم بوسط دارفور والقادمين من ولايات أخرى.
بوابة السياحة
ورغم تلك الأهمية والقيمة الاقتصادية التي يمكن أن تتحقق عبر بوابة السياحة إلا أن ضعف البنى التحتية من طرق وفنادق لاستيعاب الزوار والكهرباء حال دون تحقيق ذلك وهذا كان ينبغي أن يتم قبل اندلاع الحرب في دارفور التي غيَّرت كل المعالم الجميلة نتيجة لإفرازاتها التي خلفت دماراً ونزوحاً للمواطنين بكافة الولايات، لكن طبيعة جبل مرة مازالت شامخة تنشد مع أهل غرب السودان إحلال السلام الشامل والمستدام لتفتح الأبواب مشرعة لكل العالم للسياحة في هذه المناطق التي حباها الله بجمال ساحر قل ما تجده في أي مكان آخر .
رويدا رويدا
وبعد التعافي الذي تشهده دارفور على الأرض في الصعيد الأمني بدأت الحياة تعود رويدا رويدا وأصبحت مدينة نيرتتي حاضرة محلية غرب جبل مرة بولاية وسط دارفور تستقبل الزوار من كل الأمكنة في شلال نيرتتي الشهير وجمال الخضرة والطبيعة التي تظل ثابتة في كل فصول السنة وتزدان جمالاً ورونقاً في فصل الخريف. بالإضافة لذلك الخيرات الكبيرة التي ينتجها جبل مرة على رأسها البرتقال الجبلي الشهير بـ(أبو صرة) الذي يغذي أسواق الولايات والعاصمة الخرطوم علاوة على التفاح والمانجو والقريب وغيرها من المحاصيل النقدية.
بوابة الاستثمار
لفتة بارعة انتهجها ابن ولاية وسط دارفور رجل الأعمال والخير الأستاذ عصام آدم عبدالجبار، الذي وعبر بوابة الاستثمار بدأ في وضع اللبنات الأساسية لمشاريع البنى التحتية للسياحة من خلال إنشاء فندق نيرتتي السياحي الذي زاد المدينة ألقاً وجمالاً ومن المتوقع افتتاحه قريباً وبه تكون الحلقة قد اكتملت بمدينة نيرتتي لاستيعاب كل زائر خاصة وأن الطريق مسفلت من نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وحتى نيرتتي بولاية وسط دارفور . فالفندق تم تأسيسه بمواصفات عالية الجودة وكأنما عصام يريد به أن يقول لكل من أراد السياحة في نيرتتي مرحباً بكم في نيرتتي السياحية فالمقومات موجودة (طريق وسكن وكهرباء واتصالات). فما قام به عصام نأمل أن يتم قريباً في كافة المناطق السياحية بجبل وتتكامل مقومات السياحة حتى تكون إحدى روافد الاقتصاد. ما قام به رجل الأعمال التحية يصب في المجهود الذي تم بفضل التحسن الكبير في الأوضاع الأمنية والجهود المبذولة من قبل القوات النظامية وسماحة إنسان نيرتتي الذي ظل يرحب بكل زائر حتى أصبحت قبلة للسياحة.
إنشاء كبري
سبق لعصام أن قام بتمويل إنشاء الكبري في الطريق العابر إلى الشلال ولولاه لكان الوصول صعباً لوجود مجرى عميق دائم الجريان وهاهو يبدأ مشوار وضع مقومات البنى التحتية للسياحة عبر بوابة الاستثمار، ودعا البعض أن يرى مثله خدمات أخرى في المواقع السياحية والتي من بينها (قلول، مرتجلو، شلال عباس، سوني، جاوة ونلما)، وغيرها العديد من الشلالات والمناطق السياحية بجبل مرة الشامخ.
السياحة
هنالك دعوات أطلقت للحكومة المركزية وحكومة الإقليم بضرورة وضع قضية السياحة في سلم أولوياتكم بعد أن تنصلح حال البلاد المائلة ويتحقق السلام المستدام ودعوتي -أيضاً- وبصورة عاجلة إكمال الطريق القومي محور نيرتتي زالنجي والذي تبقى له (٦٠) كيلو متر، فقط، حتى يكتمل الطريق لربط ثلاث ولايات من جنوب دارفور وحتى غرب دارفور الحدودية مع الجارة تشاد.