خاص السودان اليوم:
رحل عن الفانية نهار الخميس بروفيسور الطيب زين العابدين الاكاديمى والكاتب المعروف والاسلامى الكبير الذى عرف بصدقه مع نفسه وانصافه لمن يختلف معهم ، وكان -رحمة الله عليه – من المجاهرين بارائه المعارضة لسياسة حكومة الانقاذ فى سنوات بطشها وتسلطها بعد ان صرف وقتا طويلا فى مناصحة اخوانه فى الخفاء لعلهم يستجيبون
لكنه اقتنع أنهم لن يرعووا ولن يقبلوا النصح فخرج بارائه الى الصحف فى مقالات راتبة كان ينتظرها الكثيرون ، وكانت تشكل ازعاجا للسلطة وكثيرا ما ادخلتها فى حرج فلا هى تريد ايقاف الرجل عن الكتابة ولا هو ممن يمكن تطويعهم سواء بارهابهم ودفعهم قسرا للتخلى عن مواقفهم أو ممن يمكن ترغيبهم وشراء مواقفهم وتمييعها وتجييرها لصالح السلطة ، وقد سببت له هذه الصلابة فى الرأى والثبات فى المواقف والإصرار على الجهر بالرأى والدعوة للاصلاح بشكل مستمر سببت له كل هذه الامور متاعب لكنه لم يرضخ وواصل فى رفع راية الاصلاح والدعوة لارساء دعائم الحكم الديموقراطى وتأسيس دولة القانون وانهاء الاستبداد والفساد .
ظل البروف الطيب زين العابدين فى سنوات الانقاذ الأخيرة احد الذين لم ترض عنهم السلطة.
ولان المرحوم الطيب زين العابدين تميز بمواقفه الواضحة وصدوعه بضرورة احترام انسانية الانسان فقد اتفق على تأبينه ونعيه والاشادة به الاسلاميون واليساريون كما نعته الحركة الشعبية فى اعتراف منها بمواقفه الشجاعة ، ونعته الحكومة رسميا على لسان السيد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك .
ومما ورد فى الخبر عن نعى الدكتور حمدوك للدكتور الطيب تقرأ :
نعى رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك بقلب ملؤه الحزن والأسى، البروفيسور الطيب زين العابدين أحد رموز العلم والمعرفة وصاحب الكعب العالي في المبادئ والأخلاق السياسية والذي لبى نداء ربه ظهر اليوم.
وأشار نعي رئيس الوزراء إلى طيب معشر الفقيد وحسن سيرته، سائلاً الله أن يرحمه بقدر ما قدم للعلم والإنسانية.
وتقرأ ايضا فى الخبر عن نعى الحركة الشعبية للراحل :
نعت الحركة الشعبية شمال الكاتب والاستاذ الجامعي الاسلامي د. الطيب زين العابدين ، وقال بيان تسلمه(تاسيتي نيوز) رحل عن دُنيانا الفانية د. الطّيب زين العابدين؛في وقت نحتاج لحكمته وشجاعته الّتي تميّز بها، وهو وطنيٌّ وإسلاميٌّ رفض؛ الوقوف في صف القهر ونظام الإنقاذ واتخذ مواقف واضحة دعماً للحُرّيات وحقوق الإنسان والحوار بين التيّارات الوطنية السُّودانية، وسعى بين الناس داعياُ للمُصالحة والسّلام والحُرّيات، وقال كلمته في وجه سلطانّ جائر.
وكشفت الحركة عن ارتباطها بعلاقات مع الراحل وقالت: علاقات اتسمت بالاحترام والحوار والمصارحة مع الدكتور الطيب زين العابدين امتدت لسنوات ولا سيما مع مالك عقار وياسر عرمان.
وختمت الحركة نعيها بالقول: اذ نتوجّه لأسرته وأهله ومعارفه وأصدقائه بالعزاء الحار؛ داعين له بالرحمة والمغفرة وان ينزله جلّ شأنه في مقام الصّديقين والشّهداء فإنّ؛ رحيل د. الطّيب زين العابدين يطرح قضية وطنية في: كيفية التّعامل مع التّيارات الإسلامية الوطنية الرّاغبة في تفكيك نظام الإنقاذ وبناء نظام جديد وهو من الرّواد في هذه القضية.
وكتب زميله وصديقه المقرب منه القيادى الاسلامى المعروف الدكتور التجانى عبد القادر حامد ، كتب ناعيا الراحل فقال :
ونحن إذ ننعيه لا ننعى أستاذا معلما وإداريا مقتدرا وحسب، وإنما ننعى رجلا ظل يكافح من أجل الحرية والكرامة، ويجهر منفردا بالحقيقة، ويتحدث من ضميره فيعبر عن ضمير الشعب.
وكتب دكتور التجانى فى نعيه للراحل :
كانت له مشاركة قوية وفعالة في الحركة الإسلامية السودانية، وقد كان رئيسا لمجلس الشورى فيها في أوائل الثمانينات، ولكنه ظل يتباعد عنها وتتباعد عنه منذ أن شرعت قيادة الحركة في تجهيزاتها لانقلاب الإنقاذ، حيث اعترض عليه من حيث المبدأ، ولكنه ظل يناصح حكومة الإنقاذ حينا وينتقدها ويعترض على سياساتها في معظم الأحيان ،
وكان الطيب يحب الوطن ويتوق لوحدة الصف الوطني ويكره التسلط.
كانت هذه تطوافه صغيره فى بعض كلمات الناعين للراحل وهم على تباين رؤاهم ومواقفهم السياسية اتفقوا على الاشادة بالرجل وصدقه مع نفسه .
رحم الله البروفيسور الطيب زين العابدين واكرم نزله .
The post الطيب زين العابدين مثال الصدق مع النفس appeared first on السودان اليوم.