مذاكرات ومذكرات من أزمة المريخ (4)
خاص كورة سودانية
– أبوعاقله أماسا
* من ملخص ما نشر في الحلقة الفائتة أننا تطرقنا إلى أن المريخ فقد القيادات ذات القبول لدى كل الأطراف عند الأزمات، تلك القيادات التي تتمتع بالحكمة والكاريزما والخبرة والمعرفة في إدارة الأزمات، وفقد كذلك الدور الإرشادي والتوجيهي لمجالس الإدارات في حال إرتكب المجلس أخطاء فنية وإدارية يمكن أن تؤثر في مسيرة النادي، والدليل على ذلك أننا لم نشهد أية اتصالات بين بعض الذين يقودون حراك التغيير ، من عناصر صالة الغروب وبعض كبار المريخ وأقطابه مع المجلس حتى نسميها محاولات لإنهاء الأزمة سلمياً وبدون تعقيدات إضافية، ورغم التصريحات الإيجابية التي صدرت في مناسبات عديدة عن المجلس المنتخب، من سوداكال وحتى عضويته، وإظهارهم لحسن النية إلا أن المعارضة اتخذت إتجاهاً واحداً وهو تقويض وتفكيك المجلس بالقوة، أو بمضاعفة الضغوط الإعلامية وإضعافه بشكل أو بآخر، وهو طريق طويل جداً وفيه بعض الأنشطة التي تضر بسمعة النادي وتنال من إستقراره مستقبلاً، فضلا عن أنه يوسع الشقة بين الأجيال.
* هنالك إرتفاع كبير ومخيف للوعي بين الأجيال الجديدة والمطلعة على حركة التطور في الفكر الإحترافي والتطبيقات والنتائج حول العالم، وقد إنعكس ذلك على تنامي طموحات قاعدة الأنصار العريضة، مع النشاط المتطور في الأسافير، في حين يتراجع النضج الإداري وتتخلف مسيرة النادي بصورة مثيرة تبعا للعقليات التي تقوده، فقد أضفت مجموعات المشجعين في الأسافير سرعة في إيقاع العمل وتطوراً في المفاهيم العامة، مع بطء مخل للنمط الإداري السابق والحالي.
* نادي المريخ يفتقر للهيكل الإداري المستقر، وكل شيء فيه يتغير مع مجالس الإدارات، حتى الثقافات المجتمعية والعلاقات بين الأفراد والجماعات… كلها ترتبط بالشخص الذي يجلس على كرسي الرئاسة وليس بالمؤسسة والكيان ليكون ذلك من مظاهر عدم الإستقرار في النادي الكبير، والصحيح أن الأندية الكبيرة يكون لها أسلوبها المميز في التعامل مع الملفات المختلفة (التسجيلات والتعاقدات، الإدارة المالية، العلاقات مع الكيانات ذات الصلة مثل الإتحادات والأندية الصديقة داخلياً وخارجياً).. وبهذا المعيار نجد أن الحصيلة العامة للمجهودات الإدارية مع تعاقب مجالس الإدارات مخجلة جداً ما لم تكن فضيحة متكاملة، حيث لا ملامح تدل على أن هذه المؤسسة تتمتع بأرقام مليونية من الأنصار، وهنا تظهر الهوة الدائمة بين الفكر الإداري لنادي المريخ بكل تأريخه وعمره الذي يشارف على القرن ومفهوم الإستثمار الرياضي والرعايات التي تقوم في الأساس على كثافة الأنصار والمتابعين، وتأكيداً على الفشل الذريع فقد عرضت على مجالس الإدارات حزمة مشروعات محترمة تدر على الخزينة عشرات الملايين دون جهد يذكر، ولكن تواضع الفكر الإداري كان حجر العثرة الدائم للأفكار الإستثمارية.
* على ذلك فإن الذين يجتهدون الآن لإختزال مشكلة المريخ في مجلس الإدارة القائم، أو السابق واللاحق إنما يريدون أن يقلبوا صفحة واحدة فقط من مجلد إزمات نادي المريخ، مالم تتوسع الفكرة من الرغبة في إسقاط المجلس إلى إنقلاب شامل ينتظم كل أركان النادي حتى يلحق بركب التطوير.
* أزمات المريخ بحاجة ماسة لمن يقرأها شاملة كل الجوانب بدون أن يجزيء الحلول.. فهي مشكلة مؤسسة تحتاج لمنهج إداري واضح بغض النظر عن الأشخاص الذين يقع على عاتقهم قيادة العمل..
….. نتابع
المصدر: مذاكرات ومذكرات من أزمة المريخ (4) بموقع صحيفة كورة سودانية الإلكترونية.