الراى السودانى
أكد العميد د. الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، أن حديث الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية، رئيس مجلس السيادة أمس، يعبر بجلاء عن جهد وصبر لا حدود له، بُذل ومازال يبذل من أجل وصول الفرقاء السودانيين لتوافق سياسي، والذي بلا شك يحتاج لتقديم تنازلات آنية ستكون مفيدة ومربحة ورصيداً مثمراً على المدى الإستراتيجي وتعود بالنفع على التحول الديمقراطي بالبلاد.
وقال أبو هاجة في تعميم صحفي اليوم، إن التوافق السياسي سيظل هو هدف القيادة العليا في الدولة الذي تسعى له وتبذل الممكن وغير الممكن لأجل تحقيقه، مشدداً على أن التوافق السياسي درع حصين وقاعدة متينة لنجاح الانتقال الديمقراطي ويحتاج لعقلٍ سياسي استراتيجي منضبط العواطف والانفعالات، منهجه العقلانية والرشد والواقعية والنظر بعمق في البعد الاستراتيجي للدولة السودانية.
وأضاف أن كثيراً من تجارب الربيع العربي تبخّرت كدخان سياسي لا معنى له، بسبب غياب العقل المتزن الحصيف، وعدم تمتين التوافق السياسي والتركيز على الثوابت الوطنية التي تصون مبادئ الثورة وتحميها من المهددات الداخلية والخارجية.
وتابع “من الواجب أن نعمل الآن جميعاً على أن يتحول المجتمع بكل كياناته وأجسامه وشبابه ولجان مقاومته إلى قوة فاعلة ذات دفع إيجابي بدل أن تكون أداة لهدم وإعطاب التحول الديمقراطي”.
وأشار أبو هاجة إلى أن روح خطاب القائد العام أمس تقول إن التوافق هو التفاف وتجمع السودانيين بكل كياناتهم وهيئاتهم وأجسامهم وأحزابهم المختلفة حول الأفكار والنقاط والمبادئ والقضايا الوطنية التي لا خلاف عليها وتثبيتها ثم الاستمرار في الحوار حول القضايا المختلف حولها.
ولفت إلى أنه من المهم جداَ إتفاق السودانيين حول قواسم مشتركة يمكن أن تشكل مفرداتها منصات انطلاق قابلة لتتطوّر نحو حلٍ سياسي ومن ثم صياغة وكتابة برامج ورؤى للتوافق السياسي الذي يؤمِّن ويضمن الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والديمقراطي والأمن القومي ويعبِّد الطريق أمام الحريات بكافة أشكالها.
وقال “آن الآوان للبعد عن التعنت والانكفاء على الذات الذي يعطِّل التوافق الوطني، الانكفاء على أفكار ومفاهيم يصعب تطبيقها على أرض الواقع دون المرونة المطلوبة التي تستوعب هموم وأشواق وطنٍ انتظر وصبر كثيراً على جراحه وآلامه وحرمان شعبه من العيش الكريم يعتبر ضيق أفق وقلة حيلة سياسية ماكان ينبغي لها أن تكون”.
ونوه إلى أن أفضل الوسائل التي يجب إتخاذها لأجل الوصول إلى النتائج المرجوة من الحوار تتمثّل في تهيئة المناخ الإيجابي والجو المناسب لإنجاح الحوار والاستماع والإنصات إلى الطرف الثاني المختلف معه في الرأي والإنطلاق من النقاط المتفق عليها في الحوار إلى الأمام والبحث عن مشاركات جديدة وأن يكون الحوار بقصد الوصول إلى نتائج وليس الحوار لأجل الحوار بجانب البعد عن نظرية المؤامرة والأحكام الجاهزة المعلبة كأن يصف كل طرف الآخر بأوصاف مسبقة محددة والتركيز على مضمون القول وقيمته لا على القائل وتوجهاته السياسية وترتيب القضايا حسب الأهمية مثل الإستراتيجية والجوهرية وثانوية، التجرّد من الغرض وهوى النفس وحظوظها، وضوح لغة وألفاظ الحوار والبعد عن الأشياء المبهمة والاتهامات المسبقة والظنون والشكوك التي تعطل من التقدم إلى الأمام.