الراي السوداني
على غير العادة آثر رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان الصمت عن ما اثير بشان الحديث الذي نسب اليه استنجاده بالقاهرة خشية انقلاب وشيك يقوده نائبه محمد حمدان دقلو واطراف خارجية لم يحددها، ومنذ نشوب الخلافات بين المكون المدني والعسكري كان الاخير يسارع في دحض اي شائعات حول خلافات بين الجيش والدعم السريع، ولكن لم يصدر عن اي جهة تكذيب لما ورد وتناقلته وسائل الإعلام، الامر الذي زاد من الشكوك حول صحة الخلاف هذه المرة…
وبدأ الحديث يتناقل بصورة متسارعة حول الخلاف بين الجيش والدعم السريع خاصة عقب حديث اخر متداول بسحب قوات الدعم السريع من الارتكازات واستبدالها بقوات الجيش، ويرى مراقبون ان الخلافات كثرت بين الطرفين واستعصى حلها سيما وان طموح حميدتي تجاوز حدود المعقول خاصة بعد زياراته الخارجية التي شملت اثيوبيا وإسرائيل واخيراً روسيا في حين الاعتراض عليها من قبل جهات متعددة، وهذا ما يعزز صحة الخلاف وعدم اعتباره شائعة.
وسبق ان اشارت تحليلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى ان الخلاف الذي حدث بين نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضو المجلس السيادي الفريق أول شمس الدين الكباشي سببه زيارة حميدتي إلى اثيوبيا، ولكن اراء اخرى ذهبت الى ان جهات خفية تسعى لاشعال النار داخل المكون العسكري لاسباب مجهولة، ولكن الخبير الاستراتيجي جمال اسماعيل استبعد وجود خلافات بين الطرفين لجهة انها في حال ثبتت فستكون كارثة لانها ستؤدي الى حرب، وقال في حديثه لـ (الانتباهة) البلاد الان اكثر حاجة للاستقرار وان اي خلاف جديد ستكون عواقبه وخيمة لانه سيكون بين اطراف عسكرية وليست مدنية.
وأيد المحلل السياسي راشد المبارك الرأي الذي يتحدث عن وجود قوة خفية لتحريك الصراع العسكري، وقال الخلاف موجود وهذا امر لا يستطيع احد انكاره او اخفائه ولكنه قد يكون طبيعياً خاصة في هذه المرحلة، ولكن هناك عناصر لديها مصلحة في هذه الخلافات وتريد ان تبرزها للعلن خاصة بعد قرارات ٢٥ اكتوبر، واستبعد اتجاه العسكر للدخول في مواجهات لانها ستعيد البلاد الى المربع الاول وستكون الخسارة اكبر من الربح.
وتبقى الاسئلة حول تلك الخلافات قائمة هل هي شائعة مجهولة المصدر من جهات تريد الزج بالمكون العسكري في مواجهات، ام انها حقيقة يسعى العسكر لاخفائها، وربما تحمل الايام المقبلة اجابات حول حقيقة الصراع بين الجيش والدعم السريع.