ظلت قرية قريقس، بمحلية حلفا الجديدة، بولاية كسلا، تتعرّض للعديد من الحرائق المجهولة، التي التهمت عدداً من المنازل. وقال شهود عيان من أهالي المنطقة لـ(السوداني)، إن قريتهم ظلت تتعرّض للحرائق الغريبة
منذ يوم الخميس الماضي وحتى مساء اليوم، وأكدوا أن الحرائق ظلت تشب في المنازل دون أي أسباب ظاهرة، وتنتقل بسرعة جنونية في مختلف منازل القرية. وأضاف شهود العيان: “أصبحنا ننوم ونصحا على أصوات الاستغاثة، وما أن نفرغ من إطفاء النيران في أحد المنازل حتى تشب في منزل آخر
وبلغت الخسائر حتى الآن 21 منزلاً”. على ذات الصعيد، ظلت قوات الدفاع المدني تكافح في إخماد النيران الغريبة.
في وقت عزا بعض سكان القرية، أسباب النيران التي تلتهم منازلهم – حسب اعتقادهم – إلى الجن، وقالوا إنه صراع بين الإنس والجن، وإن هناك شيئاً ما اغضب الجن ودفعه لإشعال الحرائق المجهولة، وطالبوا المشايخ ورجال الدين بمد يد العون حتى يساهموا بعلمهم في إيقاف الحرائق.
وقال شيخ قرية ود العجمي، عبد المنعم عبد الله إبراهيم العجمي لـ(السُّوداني)، إن بداية اندلاع الحريق نهار الخميس الماضي بقطيتين ليستمر بعدها طيلة الأيام الماضية وحتى عصر اليوم.
ليقضي على (19) قُطية وعدد من العرائش (الرواكيب)، وأوضح العجمي بأنه لا توجد أسباب عقلانية للحريق وينشب دون سابق إنذار مما يصعب السيطرة عليه من قبل السكان، ونوّه إلى أن الحريق خلّف أوضاعاً مأساوية لسكان القرية وخلق حالة من الهلع والخوف والذُّعر وسط النساء والأطفال والشيوخ.
وأضاف: الحريق قضى على (19) من القطاطي، (10) منها تحتوي على ذهب وأثاثات ولم يخرج منها شيئاً غير ساكنيها؛ وكميات مقدرة من محصول الذرة بالمخازن ونفوق عدد من الحيوانات وتلف الخط الناقل للمياه. وتابع: إن اندلاع الحريق شبيه بالجدولة، حيث يبدأ في التاسعة صباحاً وينتهي في الرابعة عصراً طيلة الأيام الماضية”، وطالب العجمي، حكومة ولاية كسلا بالوقوف معهم ومساعدتهم حتى يتجاوزوا مِحنتهم.
من جانبه، أكّد والي ولاية كسلا، خوجلي محمد عبد الله لـ(السُّوداني) أن حكومته ستقوم بجبر الضرر الذي أصاب سكان قرية ود العجمي وسوف يُسخِّر كل إمكانات الولاية لخدمتهم، وكشف عن زيارته للقرية نهار اليوم وتقديم الدعم العيني والمالي للمتضررين، ونوّه إلى تكليف وحدة إدارية لمتابعة الأحداث ورفع التقارير للولاية في حينها، ومرابطة عناصر الدفاع المدني وتوفير كادر طبي ومُرشدين نفسيين من الولاية لمركز صحي القرية للجلوس مع النساء والأطفال وتقديم الجُرعات اللازمة لهم.
وأكد الوالي، عن شروعهم في إعادة تأهيل خط شبكة المياه الذي أتلفه الحريق، وشدد على التزام حكومة الولاية بكل المعينات التي تسهم في استقرار القرية.
