6 ساعات عاشها العالم بدون خدمات فيسبوك والمنصات التابعة له، انستجرام وواتساب وماسنجر، لتظهر الكثير من الأسئلة والنظريات حول أسباب العطل، لكن الخبراء يوجهون أصابعهم إلى متهم وحيد، إنه نظام DNS.
عند كتابة عنوان لموقع ويب في متصفح الإنترنت على جهاز الكمبيوتر أو الموبايل، مثل Facebook.com وبعدها الضغط على زر Enter، يحول متصفح الويب هذا العنوان إلى مجموعة من الأرقام تحمل اسم IP Address، والتي تعتبر بمثابة عنوان المنزل الذي تسعى للوصول إليه.
ما هو DNS؟
يعتبر هذا العنوان بمثابة اللغة التي تفهمها الأنظمة الإلكترونية، والشبكات العنكبوتية لنقل البيانات على الإنترنت، لأن عناوين المواقع التقليدية المكونة من الأحرف، ليس لها أي معنى بالنسبة للأنظمة الإلكترونية.
وتحمل الأنظمة المسؤولة عن عملية ترجمة عناوين المواقع المعروفة إلى عناوين رقمية (IP Address) اسم DNS، وهي اختصار لمصطلح Domain Name System، وتعني نظام أسماء النطاقات.
تحديث مدمر
وقال دوج مادوري، مدير وكالة Kentik لتحليلات الإنترنت، إن السبب الرئيسي وراء انقطاع خدمات فيسبوك بشكل مفاجئ، هو “إجراء تحديث من داخل الشركة للسجلات المُخزن بها عناوين DNS الخاصة بمواقع خدمات الشركة”.
وشبهّت بلومبرغ الأمر بأنه مثل حذف كافة الأرقام المخزنة على الهاتف الذكي، مع الإبقاء على أسماء جهات الاتصال كما هي، فعندما تحاول الاتصال بأي جهة لن تتمكن من ذلك، لأن رقم الهاتف تم حذفه، وبالتالي لا يمكن الاتصال.
وبعد إطلاق هذا التحديث الذي وصف بـ”المدمر”، استغرقت عودة الأمور إلى طبيعتها ساعات طويلة، عمل خلالها مهندسو فيسبوك على إعادة ربط أسماء مواقع خدمات الشركة، بأرقام الـIP Address الخاصة بها، حتى تتمكن متصفحات الويب وتطبيقات الموبايل من الوصول إليها بسهولة.
بوابات الإنترنت
بعد إجراء التحديث وقع تغيير فيما يسمى ببروتوكول البوابة الحدودية، وهو ما يعرف بـBGP، وهي أنظمة إلكترونية تنظم عملية مرور طلبات الوصول إلى مواقع وعناوين الإنترنت المختلفة، بأفضل طريق ممكن، وهي أشبه بأنظمة الخرائط الجغرافية التي تشير إلى أفضل الطرق لسلكها حتى يتم الوصول إلى الوجهة.
وكان تأثير تحديث فيسبوك على بروتوكول البوابة الحدودية، بمثابة حذف بعض مسارات الطرق عن الخرائط الجغرافية، وبذلك أصبح من المستحيل الوصول إلى الوجهة المنشودة، وهو تماماً ما حدث من تضليل لطلبات المستخدمين للوصول لخدمات فيسبوك المختلفة، بحسب ما نشره موقع ذا فيرج.
وأوضحت شركة “كلاود فلير” العلاقة بين الـDNS والـBGP، فالأول هو المسؤول عن معرفة العنوان الدقيق للموقع الذي يرغب المستخدم في الوصول إليه، سواء عبر متصفح الإنترنت أو تطبيق الموبايل، بينما الثاني فهو مسار الوصول إلى ذلك العنوان عبر أفضل الطرق الممكنة.