اليوم التالي – علي الطاهر
عشه الجبل ليست شقيقة الفنان الكبير”الهادي الجبل،” ولكن الثنائي ينتسب كلاهما إلى “جبل الأولياء” جنوبي العاصمة الخرطوم والمرتبطة بالخزان ، وهي المنطقة التي تبادلا معها المصالح وتقاسما الفوائد بيد أنها أعطتهما اللقب ومنحاها الشهرة رغم اختلاف أسلوب الغناء والنوع بين “الهادي” الذي تميز ب”المدينية” و”عشه” البارعة في “المغارز” التي جلبت عليها الشهرة وبالاً، ووضعتها أمام عواصف انتقادات متواصلة منذ ظهورها وحتى اليوم..
*السيرة وملامح الاسم
الاسم الحقيقي للفنانة الضجة عشه الجبل هو “عائشة محمد صالح ” من مواليد مدينة الخرطوم عام 1994 م، نشأت وترعرعت بمنطقة جبل أولياء جنوبي العاصمة، إلا أن جذورها تعود إلى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان “حي كريمة شمال” متزوجة أكثر من مرة ولها أطفال ، ولم يغير لقبها “عشه” ملامح الاسم “عائشة”، لأنه ذو صيغة محلية شعبية وهي سمة سائدة في المجتمع السوداني موجودة بشكل كثيف ومربوطة بأسماء معينة، وفي كثير من الأحيان يطلق عليها “الجبلية” فقط..
*الهبوط الناعم والنجومية..
ظهرت نجومية “عشه الجبل” مطلع الألفية الثانية، وفجأة أصبحت مغنية لامعة ذاع صيتها وسط المدينة وعم القرى والحضر، وخرجت من الحيز الضيق بمنطقة جبل أولياء إلى كل بقاع السودان، وبالرغم من الهبوط الناعم والسلس لعشه الجبل على السطح الفني إلا أن استخدامها الغناء سلاحاً لضرب أقرانها من الفنانات، وتحويل مناسبات الأفراح إلى منصة تطلق منها “المغارز” وتلك النوعية من الأغاني الهابطة وضعها تحت مرمى نيران النقد، وشن عليها رواد التواصل الاجتماعي وعشاق الأسافير هجوماً عنيفاً لم يخل من الشتائم التي جعلتها في كثير من الأحيان تبكي وتستعين بالدموع لمواساة نفسها، كما قالت ذات مرة في حوار : (اشتكيت إلى والدي بسبب الشتائم اليومية فقال والدها ضاحكاً( إن جاء يوم ولم تتعرضي للشتم أبكي)، وهذا الرد يفسر بشكل واضح دفع ضريبة النجومية..
*حوادث في طريق المغنية
تعرضت(عشه الجبل) في مسيرتها الفنية إلى حوادث وصدامات عنيفة تركت آثاراُ و خدوشاً على ذات وسمعة المغنية، ولكنها لم تكن كافية لتحطيم عزيمتها فنهضت من بين الركام وواصلت طريقها، ويعد التحرش بها في حفل في منطقة الجديد الثورة أول حادث مؤلم تتعرض له ترك آثاراً نفسية عميقة خاصة عندما انتشر في منصات التواصل الاجتماعي الفيسبوك والواتساب، إلا أن الكثيرين من الرواد ومتابعي السوشيال ميديا وقفوا إلى جانبها في وجه المتحرشين الذين أطلق عليهم الذئاب البشرية..ولم تتعاف عشة الجبل من صدمتها الأولى بعد، حتى سقطت مجدداً ضحية إشاعة مغرضة حول عمرها عندما فهم البعض سياق تصريحاتها حول عمرها خطأً واعتبروها من مواليد العام 2000، وهي التي أكدت أنها من مواليد العام 1994،ومع أن فارق العمر ضئيل يوازي 6 سنوات إلا أنه خلف ضجة كبيرة تناول فيها المهاجمون الأمر بسخرية كبيرة وقللوا من شأنها بطريقة مستفزة بقصد النيل منها وتثبيط همتها..
وتعد واقعة النسخة الأخيرة لبرنامج (يلا نغني) الذي بثته قناة الهلال صدمة نفسية كبيرة لها وذلك عندما رفض الفنان “عصام محمد نور” الغناء معها في حلقة واحدة أمام الجميع وخرج من الاستديو في اللحظة التي دخلت فيها، كان الحادث بمثابة صفعة أمام الجميع بمن فيه جمهورها وزملاؤها الفنانون لذلك خنقتها العبرة وذرفت في لحظتها الدموع وبكت كثيراً، ورغم محاولة احتواء الموقف وتبرير عصام محمد نور للموقف بعدما أكد أنه يحترمها كإنسانة وفنانة ولكن لا تعجبه نوعية ومستوى أغنياتها، إلا أن ذلك أثار لغطاً وجدلاً كثيفاً في الوسط الفني الذي انقسم ما بين مؤيد ومعارض..
وبعد حادثة عصام نشب صراع داخلي بين عشه الجبل ومنسق حفلاتها ومستشارها الفني “كوشي” بدأ بنشر صورة على الفيس بوك لحفل ميلاد ترك ردود أفعال وتعليقات كثيرة حول طبيعة العلاقة بين الاثنين، ولكن لعنة الصورة ظهرت سريعاً عندما ما اندلعت حرب بينهما علنية تخطت الحدود ﻭﺫﻟﻚ عقب ﺣﻔﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﺑﺪﺑﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻀﺮﺏ والاشتباك بالأيدي بسبب ﺳﻮﺀ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﻭﻗﻊ ﺑﻴﻦ ﻋشة ﻭﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﻠﺬين ﺗﺮﺑﻄﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻹﺣﻴﺎﺀ ﺣﻔﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ في ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺎﻻﺕ ﺑﺈﻣﺎﺭﺓ ﺩﺑﻲ، وانتهى الحادث ببلاغ لدى ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ..
*حرب “الغرزة” والمصالحة
نشبت حرب خاصة بين الفنانة “عشه الجبل” و الغريم اللدود “مروة الدولية” استخدم فيه الطرفان الأغاني الهابطة صواريخ بعيدة المدى، والموسيقى قنابل يدوية تفجرها متى ما سنحت الفرصة في حفل لمناسبة خاصة أو عامة، وبدأت المعركة في منطقة جبل أولياء ومايو جنوب الحزام مسرح نشاط الفنانتين، ولكن الصراع وصل ذروته بخطف العازفين وعمل تحالفات بجانب البحث عن أغاني المغارز التي لا تعتمد على معايير ومقاييس رسالة الغناء وانزلق الجميع إلى الحضيض من أجل التشفي من الآخر، وبعد صراع طويل وضعت الحرب أوزارها ووصل الطرفان إلى صلح جاء متزامناً مع مناسبة عيد ميلاد عشه الجبل بحضور عدد من أصدقائهما ونجوم الوسط الفني على رأسهم العازف الشهير عبدالرحيم طاسو ، وزميله علي تباشي، والمطربة منى موروكو.
*مقاطعة منصات التواصل
رغم الصفحات المنتشرة على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” باسم الفنان “عشة الجبل” شخصياً إلا أن الفنانة الضجة قالت في حوار إذاعي أنها لا تستخدم أو تتعامل مع الوسائط ومواقع التواصل الاجتماعي بتاتاً،وعن المسؤول عن إنشاء الصفحات قالت إن صفحتها أسسها شخص اسمه “يوسف” وإنها عرفت بها بعد أربع سنوات، وخلال هذه الفترة كان يحاول التواصل معها ولكن فشلت كل المحاولات السابقة قبل أن تكلل بالنجاح في الفترة الأخيرة وتكتشف أن الرجل من معجبي فنها ويهتم بنشر كل أخبارها والأغاني..
ويوجد أكثر من حساب باسم الفنانة عشه الجبل على موقع الفيسبوك بالإضافة إلى مجموعة من حسابات أنشأها المعجبون وتهتم جميعها بنشر كل ما يتعلق بالفنانة ولم تستثن حتى أزياءها..
*الجبلية والدافوري
وقالت عشة الجبل في حديث سابق لبرنامج “ست الكورة” الذي يذاع في وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر الإعلامي خليل سلمان : (أنا طيبة ومسكينة وفي حالي ( وفي ناس ما مريحاني) مضيفة لعبت دافوري مع اخواني..
ومن أقوال الفنانة المثيرة للجدل وأصبحت مشهورة وسط المجتمع سيما النساء ( الحظ والغناء صرفة والصرفة صرفتي والجيل جيلي) – (هييي دي مالا)، هذه العبارات الشعبية وغيرها من أغاني المغارز والتقليل من الشأن فتحت لها باب الشهرة فدخل عليها الشاعر اسحق الحلنقي رئيس جمهورية الحب للتعامل معاً والارتقاء بأغانيها إلى مستوىً رفيع وهو يعد أكبر مقابل معنوي يمكن أن تتقاضاه طوال مسيرتها الفنية..