في الأول من أغسطس الجاري أوقفت وزارة الصحة ولاية الخرطوم التنويم بالعناية المكثفة والوسيطة بمراكز العزل بالولاية، بسبب الأزمة والنقص الحاد في الأدوية، وأصدرت وزارة الصحة بولاية الخرطوم خطابا معنونا إلى وكيل وزارة الصحة الاتحادية، بإيقاف دخول المرضى إلى العناية المكثفة والوسيطة بمراكز العزل بالخرطوم بسبب نقص الامداد الدوائي، خصوصاً الأدوية المخدرة والمسكنة.. (السوداني) بحثت في الموضوع مع جهات الاختصاص وخرجت بالحصيلة التالية.
تأخُر إمداد:
المدير العام لوزارة الصحة ولاية الخرطوم “المكلف”، د. محجوب تاج السر منوفلي، أوضح أن مرّد أزمة الدواء نتيجة تأخر الامداد لأكثر من 4 أشهر، وعدم إيفاء وزارة الصحة الاتحادية بالطلبيات التي بطرفها، مبديا أسفه لاتخاذ هكذا قرار في ظل الجائحة المتفشية.
انعدام أدوية:
ويقول مُدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة د. نادر الطيب ل (السوداني) إن تفاقم مشاكل أدوية التخدير الذي تسبب في إيقاف دخول العناية الوسيطة بمراكز العزل بسبب انعدام الأدوية يعود إلى انعدام الأدوية بالصندوق القومي للإمدادات الطبية، وأضاف د. نادر إن معظم أدوية التخدير يتم استيرادها من دولتي الصين والهند، ونوه إلى أن تلك الدول مستهلكة للأدوية لسد حاجتها المحلية بعد ظهور أمراض جديدة وجائحة كورونا، وأوضح أن طلبات الأدوية تتم عبر خطاب من المدير العام لوزارة الصحة بولاية الخرطوم بعدد الحاجة الشهرية للأدوية بناءً على التردد الشهري لحالات الإصابة بفيروس كورونا بمراكز العزل بولاية الخرطوم لإدارة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية. وبين أن وكيل وزارة الصحة الاتحادية يقوم بتوجيه الصندوق القومي للإمدادات الطبية بتوفير الأدوية لمراكز العزل. وقال إن المشكلة ليست في التوزيع أو الاستلام وإنما تعود لانعدامه، وكشف عن إن إحصائية عدد الحالات بمراكز العزل بولاية الخرطوم في تقرير الأسبوع الماضي بلغ 70 حالة موزعة على 9 مراكز عزل بالعاصمة، وطالب جهات الاختصاص بالاهتمام والاتجاه للتصنيع المحلي للأدوية بدلاً عن اجراءات الاستيراد التي تستغرق أشهرا، مما نتجت عنه الأزمة الحالية، مشيراً إلى تواجد المواد الخام التي تُصنع منها الأدوية بالبلاد، مبيناً أن تلك الدولة تستورد تلك المواد من بلادنا.
توضيح وزاري:
وكيلة وزارة الصحة الاتحادية د. يُسرى محمد عثمان أوضحت ل (السوداني) أن قرار إيقاف دخول العناية الوسيطة بمراكز العزل لانعدام الدواء صدر من وزارة الصحة بولاية الخُرطوم وحدها وليس من كل وزارات الولايات، وأضافت يُسرى إن الإمداد الدوائي لكل ولايات السودان يتم عبر إرسال طلب إلكتروني للصندوق القومي للإمدادات الطبية عند وصول نسبة الأدوية المتبقية بالولاية إلى 25% تفادياً لانقطاعها، ونوهت إلى أنه تتم متابعة لصيقة من الولاية لطلبها المرسل مع الإمدادات حتى استلام ادويتها، وأكدت وفرة الأدوية أعلاه بالصندوق القومي للإمدادات الطبية واستلام وزارة الصحة بولاية الخرطوم لكميات كبيرة من الأدوية للأشهر الماضية، لافتة إلى أن وزارة الصحة الاتحادية لا تتدخل في عملية طلبات وتوزيع الأدوية بوزارات الولايات، وقالت إنها مسئولية الإمدادات الطبية، مُشيرة إلى أن تدخل وزارة الصحة الاتحادية يتم في حالة توفير النقد الأجنبي واتخاذ التدابير للحلول العاجلة لتوفير الأدوية التي على وشك الانقطاع لإنقاذ المرضى، ونفت تغطية أدوية التخدير التي وصلت للبلاد منحة من جمهورية مصر العربية لحاجة البلاد ل 6 أشهر مقبلة.
نهاية أزمة:
مُدير الإدارة العُليا لمراكز العزل بولاية الخرطوم بالإنابة، د . الطاهر عبدالرحمن كشف ل (السوداني) عن حل مشكلة أدوية التخدير بمراكز العزل، وأكّد الطاهر استلام الوزارة لتصديق استلام حصص أدوية التخدير لشهر أغسطس الجاري لمراكز العزل بالخرطوم عند العاشرة من صباح اليوم وانهاء أزمة شح الأدوية بمراكز العزل بالعاصمة، وقال إن نقص وشح أدوية التخدير بالبلاد بدأ قبل سقوط النظام السابق، وأضاف د . الطاهر أن جائحة كورونا فاقمت مشكلة شُح أدوية التخدير مما ضاعف الضغط على احتياطي أدوية التخدير بكل من المستشفيات ومراكز العزل وأدى لبروز الأزمة للسطح. ونوّه إلى أن أنواع وأصناف أدوية التخدير تزيد عن 20 صنفاً باستخداماتها المختلفة، وكشف عن إغلاق مراكز العزل بالولاية، مشيراً لتوقف استقبال الحالات الحرجة لمصابي فايروس كورونا وحصر الاستقبال على الحالات الباردة والمتوسطة نسبة لعدم عمل العنايات المكثفة التي تعمل بأدوية التخدير.
شهادة طبية:
ويقول الطبيب بمراكز العزل بولاية الخرطوم د . محمد نصر الدين ل (السوداني) إن المشاكل التي تعاني منها مراكز العزل تسببت فيها وزارة الصحة نفسها. وأضاف أن الوزارة لم توفر أبسط مقومات العمل، إذ إن الكوادر الطبية تعمل في بيئة صحية معقدة وغير مهيئة تماماً للأطباء ناهيك عن المرضى بمراكز العزل.
وتابع نصر الدين، إنه عند بداية ظهور الجائحة عمل بمركز عزل مستشفى يوينفيرسال وهو مستشفى متكامل، إلا أن الأطباء والمرضى يعانون من نقص حاد في الأدوية بداية من الدربات والحقن ومعظم الأدوية، وتفاقمت مشاكل الأدوية حتى وصلت الأدوية المخدرة والمنقذة للحياة، مما أدى إلى خروج المرافقين من مراكز المخالطين لمصابي كورونا بالمستشفى إلى البحث عن الأدوية بصيدليات العاصمة المختلفة، الأمر الذي أسهم في تفشي الجائحة وسط في المجتمع، ونوه إلى المسؤول الأول عن توفير الأدوية مجاناً هي الوزارة، وليس مرافقو المرضى من السوق السوداء.
سياسات كيزانية:
د. نصر الدين عاد ليؤكد ل (السوداني) عدم استلامهم لحصص أدوية التخدير بمراكز العزل منذ أبريل الماضي الأمر الذي أدى إلى صدور خطاب إغلاق مراكز العزل في أوجه مرضى كورونا نسبة لانعدام الأدوية التي تتواجد بالإمدادات الطبية لكن الوزارة لم تقم بعملية توزيعها لمراكز العزل، وأضاف: “ظللنا نسمع بوصول الأدوية في السوشال ميديا ونشرات الأخبار عبر الطائرات من الخارج، ولكن لا نراها في مراكز العزل؛ التي بسبب نقصها يتراوح عدد الوفيات اليومي ما بين 2 إلى 3 أشخاص يومياً في العام الماضي بداية ظهور الجائحة”.
وقال عز الدين إن بالوزارة (لوبي) يقوم بتعقيد الإجراءات مما يدل على اياد خفية تشابه السياسات (الكيزانية) للنظام السابق، وطالب بإغلاق الوزارة واستبدالها بمنظمات تقوم بجلب الأدوية وتوزيعها على المستشفيات بدلاً من إنهيار القطاع الصحي.
تقرير: اليسع أحمد – السودانى