الراى السودانى
الخرطوم: تفاؤل العامري
اشتهرنا بين الدول بالكرم والعطاء والتكافل، فهي سمات اجتماعية تميزنا عن غيرنا خاصة بالأرياف إذ تجد الجميع يداً واحدة في الأتراح والأفراح بالإضافة إلى الكرم الحاتمي الذي يجده الضيف، قصرت إقامته أم طالت لكن ما حدث في السنوات الأخيرة بفعل الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد جعل وجود الضيف أمراً مزعجاً للأسر التي لا تحتمل ظروفها وجود أي أعباء إضافية خارج نطاق الأسرة.
غير مرغوب
محمد الشيخ في العقد الخامس عمر يعمل بمخبز البركة بأم درمان قال بات وجود الضيف غير مرغوب فيه إطلاقاً في الوقت الراهن للأسف الشديد.. كنا سابقاً نحتوي كل قادم إلينا دون ضيق لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل يفوق الخيال أصبح وجود الضيف الذي يمكث لأيام أمراً مرفوضاً لكثير من الأسر التي أصبحت يدها مغلولة.
لا نرفض ولكن
عواطف حسن ربة منزل أكدت في حديثها لـ(السوداني) أن كل ضيف يأتي برزقه ودارها يستقبل كل قادم بطيب خاطر في السابق لكن في ظل الظروف الحالية التي تعيشها أغلب الأسر السودانية اصبحنا في زمن وجبة واحدة تكلف نصف راتب موظف حكومي فكيف لتلك الأسرة أن تتحمل ضيفاً تطول فترة إقامته وراتبها لا يتعدى (قفة الخضار).
ما باليد حيلة
أبدت سيدة عبدالباقي حسرتها وأسفها الشديد لاندثار كثير من القيم المجتمعية التي كانت تميز شعبنا مشيرة إلى أنه في وقت سابق كانت كل أسرة تخصص(الديوان) للضيوف أصحاب الإقامات الطويلة منهم من يأتي من الأرياف للتعليم أو الدراسة أو حتى الوظيفة ويتم استقبالهم بالمحبة وخدمتهم بكل طيب خاطر لكن مع تبدل الأحوال المعيشية وسوء الأحوال الاقتصادية الراهنة أصبح استقبال الضيوف أمراً عسيراً وعبئاً على كاهل الأسر التي تكمل بقية يومها بالصبر والدعوات.