مقالات

أحمد يوسف التاي يكتب: باريس… الشي المهم ماقتو ليك..!!!

الراى السودانى

(1)
يظل مؤتمر باريس علامة فارقة، ونقطة تحول كُبرى في مسيرة ثورة ديسمبر الشبابية السلمية الحضارية، ذلك لأنه وضع الأساس واللبنة الأولى لتجسير الهوة الكبيرة بين السودان والعالم الخارجي وفتح الباب واسعاً أمام الأسرة الدولية للإقبال على السودان وهذا يعني عملياً إنهاء العزلة الدولية التي أقحم نظام الإنقاذ فيها البلاد لثلاثة عقود من الزمان، ويعني بالضرورة تفكيك الحصار السياسي والاقتصادي والثقافي المضروب على بلادنا طوال سنوات النظام المخلوع، ويعني السند الدولي والتأييد العالمي لثورة ديسمبر وتمكينها من وضع الأساس للحكم الديمقراطي وإرساء الحكم الرشيد وبناء دولة القانون وهذا في رأيي أكبر مكسب حققه السودان من مؤتمر باريس، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار الحضور المميز لعدد من الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي والتأثير في المشهد الدولي..
(2)
على الصعيد الاقتصادي كان المؤتمر فرصة ثمينة ونادرة لجذب الاستثمارات الخارجية ودفع المؤسسات والشركات العالمية العملاقة للاستثمار في مشاريع البنى التحتية وإلقاء الضوء على مجالات الاستثمار في قطاعات الزراعة والتعدين والطاقة، هذا فضلاً عن إعفاء الديون الخارجية التي ظلت بمثابة القيود الثقيلة التي كبلت البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي وأقعدتها وحالت دون إحداث أية نهضة أو تنمية اقتصادية…. لا جدال في أن إعفاء الديون الخارجية مع تدفق القروض الأجنبية والاستثمارات الخارجية ستكون بمثابة عملية ضخ للدم والأوكسجين في جسد الاقتصاد وعروقه الزابلة على نحو يمكنه من استرداد عافيته بما ينعش قطاعاته الإنتاجية بشكل تكون فيه البلاد قادرة على التصدير وضخ العملات الأجنبية في خزينة الدولة…
(3)
لكن (الشي المهم ماقتو ليك..!!!)…الحقيقة التي تحب أن تمشي عارية دون الحاجة إلى ثياب هي أن مؤتمر باريس ليس كل شيء وليس خاتمة المطاف ، فحُسن الإدارة والتدبير ، وترتيب الأولويات هي الأساس ورأس الرمح في عملية البناء والخروج من عنق الزجاجة، والإدارة الاقتصادية الانتهازية الفاشلة المُحبطة التي تعجز عن إدارة الموارد العامة ستكون أعجز في إدارة (المنح)، و(المساعدات)، و(القروض)… إذا عجزت الثورة عن إيجاد قيادات وكوادر مؤهلة لإدارة الاقتصاد والسياسة والدبلوماسية فإن كل الجهود الوطنية، والدعم الدولي والمساعدات والاستثمارات ستذهب أدراج الرياح ، لذلك نقول مثلما كانت الإدارة الاقتصادية الناجحة هي الأساس ومربط الفرس في إدارة الموارد القومية للبناء والنهضة ، هي أيضاً رأس الرمح في إدارة المنح والقروض وتوظيف السند والدعم الدولي وكل نتائج المؤتمر……اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى