الراى السودانى
نقاط لم ينتبه لها في إفطار الإسلاميين
١. وهي النقطة الأهم، أن الطريقة السابقة في حظر مناشط الإسلاميين كانت تحريض الشباب والثوار بالذهاب إليها والغاءها بالمواجهة الشعبية وعندها تتدخل السلطات لإيقاف العنف بعد التأكد من تعطيل المنشط. وما حدث في صالة قرطبة كان النموذج الاول وتكرر كثيرا بمزاعم شتى حتى ولو لم يكن تجمع إسلاميين مثل الغداء الذي أقامه الزميل جمال عنقرة للفريق كباشي ولكن تم التحريض بناء على ذلك. الان اعتقد ان الذين سجلوا موقفا واضحا كالشمس هم الشباب والثوار ولجان المقاومة، انهم لم يعودو واجهات حزبية أو دمي سياسية تسوقها اية جهة إلى معارك هي غير مقتنعة بها، في وقت يتقاصر فيه أداء الحكومة عن توفير مياه أو جرعة دواء أو حتى إكرام ميت بدفنه وترك جثته “تطق” وتتعفن.
٢. بات من المؤكد وجود انقسام بين مكونات الحكومة في التعامل مع الإسلاميين بين فريق مقتنع تماما بالتصالح معهم والسماح لهم بممارسة أنشطة سياسية واجتماعية دون حظر وفريق يراهن على منعهم بقوة القانون وان أفضى الأمر إلى اي نتيجة. والتيار الاول بعضه يرجح التعامل مع الإسلاميين لأسباب مختلفة إذ منهم المبدئي الذي يؤمن بالحريات العامة، ومنهم الواقعي الذي كان يراهن على دعم خارجي وتفويض بالقمع لاستنساخ سيناريو مصر في السودان في ظل دولة ناجحة ولكن خذلهم الدعم الخارجي وضعف الغضب الداخلي على الإسلاميين بسبب الأداء السيء للحكومة الانتقالية.
٣. لم يعد ممن الممكن اختزال الإسلاميين في قيادات قديمة أو تاريخية أو سلطوية تسول لها نفسها المساومة بهم للدخول في صفقات سياسية مشبوهة فات الأوان عليها ولم يعد ممكنا لها تبرير اي تسويات غير مقنعة للتيار الإسلامي الوطني العريض.
مكي المغربي