مقالات

سهير عبدالرحيم تكتب: الكوباني …حباً و كرامة (٣-٣)

الراى السودانى

هل شاهدتم صورة دكتور علي الكوباني و هو طريح الفراش الأبيض في إحدى المستشفيات بدولة الإمارات العربية المتحدة ..؟ ، حسناً هل شاهدتم الأطباء و قيادات شرطة رأس الخيمة وهم يلتفون حول سريره يحفونه بالحب والود والتقدير .


هل شاهدتم ذلك الإهتمام والرعاية والإحتواء التي وجدها في دولة الإمارات هل تابعتم تكريمه بجوائز التميز والأداء الجيد و الخدمة الطويلة الممتازة ، هل استمعتم إلى تشيعيه و ماكتب عنه و ما أنتج من (فيديوهات) من حكومة الإمارة عنه .


أصدقكم القول أن غصة عميقة أصابتني في مقتل ، الكوباني على سرير المرض كان ينبغي أن يكون كل الوطن ملتفاً حول سريره ، كان ينبغي أن يرفع رأسه ليجد السودانيين جلاليب و عمم و طواقي و ثياب وليس عقالات ، كان ينبغي أن تكون الحكومة والشعب حول سريره.


لقد تأخرنا كثيراً في الإعتذار له ، تأخرنا كثيراً في الإلتفاف حوله ، تأخرنا كثيراً لرد الجميل ، الآن الكوباني رحل دون أن يمنحنا شرف إلقاء النظرة الأخيرة عليه ، غادر دون أن نحظى بشرف تشييعه ، تركنا فقط لنتجرع مرارة الندم و نعض بنان الحسرة .


وكيف لا يرحل الكوباني بعيداً عنا و نحن البلد الأول في التخلي عن الجهابزة و الاساطين . كيف لا و نحن الوطن الأكثر قدرةً على لفظ أبنائه إلى الخارج ، كيف لا و نحن الرواد في إبعاد الكفاءات و هجرة العقول ، كيف لا و نحن الذين لا نكرم مبدعينا و لا نذكر محاسنهم إلا عقب رحيلهم.


نتبارى جميعاً لتدبيج الخطب و إقامة سرادق العزاء على مواقع التواصل الإجتماعي و تجهيز وشاحات الدلاقين و شهادات الـ (A3) الملونة.


لكن أين كنا و أين نحن حين أبعد الكوباني خارج حدود الوطن ..؟ أين كنا حين كانت الإنقاذ تشرد الكفاءات ؟ أين كنا حين فقدنا أفضل طبيب تشريح في السودان ..؟؟


صديقي الكوباني : مازال هناك الكثير من الحديث والونسة لم تنته بعد ، و مازال هنالك الكثير من الموتى ينتظرون أن تنصفهم و كثير من القصائد لم تغادر ذاكرتك و الكثير الكثير من الألحان حبيس حنجرتك .


كوباني صديقي الحبيب لاحول ولاقوة إلا بالله ….وإنا لله وإنا اليه راجعون


خارج السور :
نضم صوتنا إلى أصوات الجالية السودانية بدولة الإمارات العربية المتحدة المطالبين بإطلاق اسم دكتور علي الكوباني على مدينة البشير الطبية ، أعتقد أن هذا أقل أقل إعتذار للكوباني.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى