منوعات

ما قصة الصورة التي أخرج فيها آينشتاين لسانه؟

الراى السودانى

مرت أمس، ذكرى ميلاد عالم الفيزياء الألماني الشهير ألبرت آينشتاين

ويعد آينشتاين من أذكى وأندر العقول التي عرفتها البشرية، ورغم رحيله منذ عقود إلا أن نظرياته في الفيزياء ستبقى حية، كذلك صورته الشهيرة وهو يظهر لسانه بطريقة غريبة، فما قصتها؟

في 14 مارس من العام 1951، كان زملاء عبقري الفيزياء ألبرت آينشتاين يحتفلون معه بعيد ميلاده الحادي والسبعين في معهد “الدراسات المتقدمة” التابع لجامعة برينستون الأمريكية، في نيوجيرسي التي انتقل إليها للعمل في المعهد.

خارج مبنى المعهد العلمي ينتظر الصحفيون والمصورون، يرغبون باصطياد صورة أو الاستماع إلى رأي من طرف أشهر عالم في الفيزياء حول قضايا تخص العالم.

آينشتاين متعب من الاحتفال ومنزعج من لحاق الصحفيين به، ومعروف عن العبقري الألماني الأصل كرهه للحاق الإعلام به أينما حل.

آينشتاين يريد الرحيل من المكان بأية طريقة، لكنه لا يستطيع، يجلس في المقعد الخلفي بين مدير المعهد فرانك أيدلوته وزوجته ماري.

آينشتاين يقول للمصورين والصحفيين “يكفي، يكفي”، لكنهم لا يتركوه في حاله. أحدهم يقول له “بروفسور، ابتسم رجاء أريد التقاط صورة”.

صورة للتاريخ

آينشتاين صاحب العقل غير التقليدي والحر والروح الساخرة، يخرج لسانه للصحفيين وفي هذه اللحظة يضغط المصور آرثر ساسه على زر كاميرته، ليلتقط الصورة التي أصبحت واحدة من أشهر الصور وعلامة مميزة لآينشتاين.

الصورة أصبحت شهيرة جدا، والفضل ليس للمصور آرثر ساسه نفسه بل للأستاذ، الذي أعجبته الصورة فطلب نسخا منها وقام بتقطيع الصورة كي يظهر هو وحده فيها مع لسانه من دون مدير المعهد فرانك أيدلوته وزوجته ماري، وفق موقع قناة “دي دبليو”.

آينشتاين أرسل نسخ الصورة المعدلة إلى عدد من أصدقائه وزملائه. آخر صديقة له يوحنا فانتوفا قال لها ممازحا “لساني الممدود في الصورة يكشف عن موقفي من السياسة العالمية”. لم يكن يؤيد ما يجري من حرب باردة ولا سياسة الملاحقة التي اتبعها الجنرال كون ماكرثي ضد الشيوعيين في الولايات المتحدة بدعوى أنهم “ليسو أمريكيين”.

قال آينشتاين جملتين شهيرتين حول غباء البعض. يقول في أولاهما “لا يمكن التغلب على حكم الأغبياء، لأنهم كثيرون جدا وأصواتهم تحسب مثل أصواتنا”.

أما جملته الشهيرة الثانية فهي “شيئان لا نهائيان: الكون وغباء البشرية، لكني لست متأكدا تماما بعد من لا نهائية الكون”، أي أنه متأكد تماما من لانهائية غباء البشرية.

غباء، يواجهه آينشتاين بعبقرية فريدة، وبلسان مده بعفوية في صورة نجدها اليوم في كل مكان، على القمصان وبطاقات التهنئة أو في الكتب وأكواب الشاي ولوحات كبيرة معلقة على جدران المباني.

وُلد ألبرت أينشتاين في مدينة أولم الألمانية في 14 مارس 1879م وترعرع في مدينة ميونيخ. تأخر آينشتاين الطفل في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفا كبيراً بالطبيعة ومقدرةً على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة.

وآينشتاين، الذي كان ينسى أحيانا حتى ارتداء جوارب حذائه، هو صاحب النظريتين النسبية الخاصة والعامة اللتين يتعذر على كثيرين فهمهما، عدا القليلين من المتخصصين.

صحيفة البيان

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى