للمرة الثانية يقدم حمدوك على اقتراف خطيئة كبرى ما سبقه عليها احد من العالمين ، خطيئة تنال من دين الله وشريعته ، أخفاها حتى عن مجلس وزرائه وعن المجلس السيادي ورئيسه البرهان ، لكنه لم يخفها ، ويا للعجب ، عن (الخواجات) الذين اعلن احدهم انه من دبرها وانجزها ولم يفعل مأموره غير التوقيع!
فقد تباهى الامريكي ديفيد بيرسلي المدير السابق لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) الذي ظل يزود معسكرات الجيش الشعبي بجبال النوبة بالغذاء أنه من رتب لاتفاق العلمانية الذي ابرم بين الحلو وحمدوك في اديس ابابا ، وان ذلك تم منذ ان رتب زيارة حمدوك الى عاصمة الحلو (المحررة!) كاودا والتي صحبه فيها ، ومن عجب ان ذلك الخواجة المتآمر ظهر خلف حمدوك لحظة التوقيع ، فما اتعسنا وما اباسنا وما اهوننا على انفسنا وعلى الناس؟!
كان عرفان صديق السفير البريطاني الذي لقبه البعض ببريمر السودان ، اول من هنأ بتوقيع اتفاق العلمانية بين حمدوك والحلو ، وحق له ان يفعل ما يشاء في بلاد محتقرة ، لا وجيع لها ولا صليح ولا سيادة ولا كرامة ولا قرار ، فهو بطل القصة الاولى التي رتبها سرا مع مواطنه البريطاني حمدوك !
هل نسيتم قرائي الكرام كارثة استدعاء البعثة الاممية لفرض الوصاية على السودان ودور عرفان صديق ، الشيعي الاسماعيلي ورجل الاستخبارات البريطاني الذي كان قد لعب دورا قذرا في عراق الشهيد صدام حسين ، ذلك الفارس الجحجاح الذي كان شوكة حوت في حلق الصهاينة فاذا بالاستعماري عرفان صديق والامريكان يحيلون بلاد الرافدين الى حطام ، فهل تراهم يكررون خطيئتهم في سودان القحط والفشل بالتعاون مع رمز العجز حمدوك؟!
واحر قلباه ، ثم وا حرقلباه!
بريمر السودان عرفان صديق يا من نسيتم جريمته النكراء ، هو الذي كتب الخطاب الذي وقعه حمدوك وارسله الى رئيسه السابق الامين العام للامم المتحدة بدون علم البرهان ومجلسه السيادي ومجلس الوزراء (المتيس) .. ما المني وفقع مرارتي ان عرفان صديق بدلا من ان يطرد بعد أن يزجر و(يشلت) ، عبر عن غضبه لافتضاح امر الخطاب الذي سيؤدي الى فرض الوصاية الأممية ببعثة عسكرية على السودان .. هاج عرفان صديق وماج وارغى وازبد وارعد وابرق لان السر المخفي حتى عن البرهان تفشى وعم البدو والحضر!
كل ما فعله البرهان ،ويا حسرتاه، أنه دعا مجلس الامن والدفاع واجرى تعديلا طفيفا في خطاب عرفان صديق الموقع من قبل حمدوك بدون كلمة عتاب بالرغم من ان حمدوك كان يستحق السجن بتهمة الخيانة العظمى.
اما عرفان صديق فواصل دوره ولا يزال لمتابعة خطابه في دهاليز مجلس الامن في اطار مهمته كحاكم عام للسودان!
حمدوك ، وفقا للدور المرسوم ، قال لوزير الخارجية الامريكي بومبيو ، إبان زيارته الأخيرة للخرطوم : إن التطبيع مع اسرائيل ليس من مهام الفترة الانتقالية ، لكنه رغم ذلك يشد الرحال لاديس ابابا ويوقع على اتفاق لا يعلم به غيره وولي نعمته الامريكي بيرسلي ..اتفاق ينص على فصل الدين عن الدولة وبالعدم تقرير المصير .. ولا يسأل حمدوك نفسه : هل ما اقترفه من خطيئة كبرى وبالسر ، من مهام الفترة الانتقالية؟!
طبخة نيئة يعلم راعي الضأن أنها ساذجة ذلك أن الحلو ليس مخولا بالخيارين ولا يحق له ان يطبق العلمانية حتى في جبال النوبة التي يعتنق معظم شعبها الاسلام ، ناهيك عن كل الولاية او كل السودان ، ثم إنه ليس مخولا بان يطالب بتقرير المصير في الولايتين او حتى في جبال النوبة فهو لا يمثل الا نفسه وعددا قليلا من تابعيه ، لكنها رغبة الحلو والخواجات وحمدوك فكلهم لا يضمرون للاسلام وشريعته الا الحقد الدفين.
ويتعرى مجلس وزراء بني علمان بقيادة الحزب الشيوعي ويزيل اخر ما تبقى من ورقة التوت التي كان يواري بها سوءته المتمثلة في تشدقه الكذوب بالديمقراطية بعد أن شيعها الى مثواها الأخير من خلال اجازته لللاتفاق السري الذي ابرمه حمدوك مع الحلو واقر به علمانية الدولة!
يجهر مجلس الوزراء بكل مكوناته العلمانية بالاعلان عن (سريان اتفاق حمدوك والحلو والزاميته بعد اجازته من المؤسسات المعنية) بما يعني أن مجلس الوزراء منح الاتفاق مباركته وتبقى بعض (التشطيبات) من بعض المستويات الادنى!
اما البرهان والمجلس السيادي فقد دعا لاجتماع عاجل ظننا انه سيلغي ذلك الاتفاق الكارثي ، ولكن كالعادة فقد تمخض الجبل فولد فأرا ، فقد سكت ولم ينبس ببنت شفة ، فواحرقلباه.
اقولها لكل من يجيز ذلك الفعل الأحادي الذي ارتكبه حمدوك او يسكت عنه : إنكم قد سقطتم في امتحان الديمقراطية .. رفعت الاقلام وجفت الصحف.
أختم بالسؤال : بالله عليكم من يحكم السودان.. اليس بعض السفراء الغربيين والعرب بالنيابة عن دولهم ؟! الم يهن السودان الذي اضحى بلا وجيع؟!
صحيفة الانتباهة