السودان اليوم:
أصبح العنف بمختلف أشكاله أحد أبرز ملامح فترة مابعد الثورة لا سيما العنف الذي يرتبط بالتعبير عن اختلاف في الموقف السياسي أو الفكري أو الإيديولوجي. ..
من أبرز أوجه ذلك العنف الاعتداء على أسرة الشهيد (كشة ) أما أخطره فقد تمثل في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ومن ثم محاولة اغتيال ناظر الهدندوة( ترك ) وبالرغم من فشل تلك المحاولات إلا أن الأمر يعطي مؤشرات تستحق الوقوف عندها ومحاولة قراءتها بصورة علمية. لمعرفة أثر ذلك العنف وتأثيره على واقع ومستقبل العملية السياسية في السودان .في المساحة التالية التقت صحيفة (التحرير ) بعدد من ذوي الاختصاص لتقديم رؤى تشخيصية للعنف الذي تطور ليصبح محاولات اغتيال (فاشلة ) ولكنها تفتح (أقواس الخوف والحذر ).
تراجع دور الدولة وسيطرة السلطة الاجتماعية….
في البدء تحدث لنا الدكتور عباس التجاني الإعلامي والباحث في قضايا السلام فقال:
من الواضح أن العنف الذي سيطر على المشهد مؤخرا يجسد مجموعة رسائل بعضها في بريد المكون العسكري بالسلطة الانتقالية ومفاده أن هؤلاء يريدوا أن يقولوا بأن وجودهم ضروري ومهم..
يضيف الدكتور عباس بأن الوضع يكون خطيرا اذا تحول الصراع والعنف إلى مواجهات فإنه قد يعطي المكون العسكري حجة لفرض نفوذه خاصة و أن هناك ولايات تعاني هشاشة أمنية..
وهذا بدوره قد يضاعف من شقة الخلاف بين المكون المدني والعسكري خاصة أن الوصف الوظيفي للولاة المدنيين غير محدد …
ومعلوم أن تعيين الولاة المدنيين قد غير موازين القوى السياسية والاجتماعية وعليه فإن تفشي العنف يؤدي لأرباك الفترة الانتقالية وقد يتسبب في انهيارها وتشظيها لأن العنف يزيد الكلفة الأمنية.
وعن العنف الذي شهدته ولاية كسلا مؤخرا قال الدكتور عباس التجاني أن البعض هناك أراد إيصال صوته بالاعتراض على لجنة إزالة التمكين ، إذ أن الولاية تعاني من مشاكل في التهريب والتهرب الضريبي لذلك يريد البعض أن يكون الوالي ضعيفا. .
كما لا نستبعد البعد الإقليمي …
وانتقد الدكتور عباس التجاني الإدارات الأهلية التي قال إنها ظلت تابعة لكل الحكومات (شمولية كانت أم ديمقراطية ) وبعضها يفكر فقط في حماية مصالحه مما جعل الصراعات تتطور وتتحول إلى نزاعات حول الأراضي. ..
وهنا أشار الدكتور عباس التجاني إلى تراجع دور الدولة بينما فرضت السلطة الاجتماعية سيطرتها
وانتقد الدكتور عباس التجاني الأحزاب السياسية التي قال بأنها غير قادرة على استيعاب الوضع واذا حدث ذلك فإنه يكون في إطار مصالحها فقط.
توقعات باتساع دائرة العنف…
الخبير الأمني والمحلل السياسي الفريق خليل محمد الصادق ابتدر حديثه قائلا: السودان دولة متماسكة قيميا ومحافظ على عاداته وتقاليده التي تأثرت بسبب التداخل الذي حدث من خلال حدوده الكبيرة والذي أدى لتغييرات انعكست على المفاهيم والمرجعية الخاصة بالسياسات ..
يواصل الخبير الأمني الفريق خليل ويقول: هناك ضعف واضح في الإدارات الأهلية لذلك اتوقع ان تتسع دائرة العنف ومحاولات الاغتيالات واستهداف الرموز وهذا أمر سيكون له آثاره الضارة بالوضع السياسي والاقتصادي …
يضيف الخبير الأمني الفريق خليل محمد ويؤكد بأن الواقع السياسي السوداني شهد محاولات اغتيال في فترات سابقة ربما كان ذلك لتصفية حسابات وعليه قد تكون ذات العناصر قد طورت من ذات النهج بغرض زعزعة الحكومة الحالية وخلق حالة من عدم الاستقرار ..
لمواجهة تلك المخاطر الأمنية قال الخبير الأمني الفريق خليل محمد الصادق أن الدولة مطالبة بتقوية الأجهزة الأمنية وعلى رأسها (الشرطة) وذلك لفرض هيبة الدولة …
كما يجب على جهات الاختصاص التعامل مع كل المعلومات التي يجمعها جهاز الأمن بجدية تامة لانها مؤشرات مهمة وبعضها يعطي إشارات حمراء يجب التعامل معها بالشكل المطلوب.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من صحيفة التحرير
The post خبير أمني: الهدف من العنف (ارباك) الحكومة الانتقالية appeared first on السودان اليوم.