غير مصنف --

أحمد يوسف التاي يكتب: «البرق الخاطف»

حملة «البرق الخاطف» التي تنفذها حالياً شرطة ولاية الخرطوم ولجنة تنسيق شؤون أمن الولاية في رأيي هي الآن على درجة من الأهمية، فهي في تقديري اشبه بالمصل أو الترياق المضاد للسُّم والذي يوقف سيولة الدم، فولاية الخرطوم التي تعاني اليوم من ظاهرة «السيولة الأمنية» تبدو الآن في وضع الجسد الذي تسري بداخله سموم «أفعى» قاتلة أصابته بـ «سيولة» الدم ، فإما أن يُعطى المصل المضاد للسُّم القاتل ويوقف سيولة الدم وتُنقذ حياته بشكل عاجل ، أو يُترك للموت بـ»السيولة» عندما تنزف دماؤه عبر المسامات واللعاب والعرق…الخ..
الظواهر السالبة بالأسواق والشوارع وشبكات الإجرام وأوكار الجريمة وحالات السطو وترويع الآمنين كل ذلك ظواهر أقلقت مضاجع الولاية وهي بمثابة الأفعى السامة، وولاية الخرطوم التي يسري في جسدها هذا «السم» القاتل لا بد لها من هذا الترياق المضاد الذي يوقف «السيولة» ويعطي أملاً في الحياة الآمنة المستقرة..
لا خلاف في أن ولاية الخرطوم في الوقت الراهن تعاني من حالة سيولة أمنية مخيفة ومزعجة للغاية، وكان لا بد من وضع حد لهذا التدهور الأمني المريع..
صحيح أن عمليات الدهم والتفتيش لأوكار الجريمة والمناطق المشبوهة قد تتقاطع في بعض الزوايا الحادة مع الحريات، ولكن مما لا شك فيه أيضاً أن أمن الجماعة مُقدم على حريات الأشخاص خاصة إذا كان هؤلاء الأشخاص مشتبه بهم ويثيرون الرعب ويذهبون طمأنينة النفوس ويزعزعون الأمن، فالأمن مقدم على الحريات وهذا باتفاق الجميع حتى في البلاد التي تُعلي من شأن الحريات الشخصية لدرجة القداسة، كما أن درء الخطر والضرر عن المجتمع المسلم وجلب المنفعة مسنود بالمرجعية الإسلامية والقاعدة الشرعية ، وعلاوة على كل ما سبق فإن هذه الحملات التي داهمت أوكار الجريمة وحاصرت المجرمين في عقر دارهم قد بثت الطمأنينة في نفوس المواطنين بعد أن رانت على قلوبهم المخاوف والمخاطر، ويمكن القول إن هذه الحملات أعادت جزءاً من الثقة في القوات النظامية والتي كادت أن تذهب بسبب سلوك وسياسات النظام المخلوع الذي أوجد فجوة كبيرة بين المواطن والقوات النظامية في الفترة السابقة.
أعود وأقل وتأسيساً على ما سبقت الإشارة إليه يجب أن تستمر هذه الحملات بحزم وحسم وألا تتوقف أبداً مع نشر أعداد كبيرة من الشرطة في مختلف مناطق الولاية باليل والنهار مع إنارة الشوارع والأزقة ومعالجة أسباب الجريمة….اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين….

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى