السودان اليوم:
تأسفت بشدة للاهتمام المبالغ بما رد به د.علي الحاج علي سؤال القاضي والسخرية منه والتلهي به وشغل الشباب به عن مهامهم الملحة في هذه الايام المفصلية التي ستشكل مستقبل بلادنا. ان ما قاله د.علي الحاج في المحكمة امس ما كان ليهتم به شخص جاد همه هو المساهمة في اخراج بلادنا من الورطة التي وقعت فيها منذ التغيير الذي حدث في ديسمبر ، حيث انه كان من الواجب علي من احدث ذلك التغيير ان يكون جاهزا بخطط بديلة وكفاءات مقتدرة تقوم باحداث تغيير للافضل في كل المجالات بناءا علي كل الامكانات التي كانت متوفرة عند احداث التغيير وتطوير تلك الامكانيات وتحديثها ولكن للاسف ما حدث هو ان جماعة من مدمني الانتقام السياسي والفجور في الخصومة قاموا بحرف توجه الثورة ووجهوها نفس التوجهات السابقة التي افشلت كل الحكومات التي سبقت كل تغيير سياسي حصل في بلادنا. فمثلا علي نفس منهاج ازالة آثار مايو قام بعض قدامي الساسة بقيادة الشباب الي الاهتمام بالانتقام وترك العمل والانتاج وادمان مفاهيم الكسل والتعطل والاعتماد بالكلية علي انتظار وظائف الدولة وعدم القدرة علي الانتاج باستعمال الموارد المتاحة حتي وان كانت شحيحة وتسخيرها في شكل مشاريع صغيرة . كنت اتوقع ممن يشغلون مراكز توجيهية وارشادية في الصحف والاعلام ووسائل التواصل ان يقودوا الشباب للانتاج والاهتمام بمعالجة المشاكل الطارئة التي المت ببلادنا مثل الصراعات القبلية وفيضان النيل وتردي البيئة ،ولكنني للاسف وجدت اغلب اولئك مهتمون بالسخرية مما ادلي به بعض خصومهم السياسيين باقوال ورسومات ساخرة تستنفذ الوقت والجهد وتستقطب اهتمامات الشباب لما لا يفيده من ناحية ومن ناحية اهم تصرفه حتي عن التفكير في انجاز ما يصلح حاله وحال اسرته او مكان سكنه او مدرسته او جامعته او بلاده.والانكي من ذلك ان حكومة الكفاءات بقيادة الخبير الدولي د.حمدوك لم تقم باستحداث اي مشاربع استثمارية جدة او حتي توسيع الاستثمار في مشاريع زراعية ونفطية وزراعية وتعدينية كانت منتجة اصلا الي حين حدوث التغيير في ديسمبر 2018 .
ياليت احدا قد وجه الشباب الي طرق علمية لعمل مصارف لتصريف المياه او ستائر معدنية لتعلية التروس علي النيل او طرق حديثة لتجفيف ورش البرك والمستنقعات او اي طرق مستحدثة لاصحاح البيئة ، كما انني تعجبت للذين لم يهتموا بالنظر الي النواحي الايجابية التي نتجت عن اتفاقية سلام جوبا التي وقعت اول امس وصارت امرا واقعا ويجب ان يتم التوحد حولها ومعاونة الحكومة الحالية لتطويرها الي ان يرى الشعب نتائجها علي الارض، كما انني استغربت للذين انتقدوا تلك الاتفاقية نظريا دون ان ينتظروا ليروا تاثيرها علي ارض الواقع.
ان من العيب ان يحجم المرء عن عمل اي شئ مفيد ويبقي جالسا لينتقد بدون الالمام بحقائق الامور من يقوم بتحقيق الانجازات المتاحة حتي وان كانت نتائجها تبدو اقل من المتوقع، فمن السهل علي من يجلس في مكانه ان ينتقد من ينجز ويكد ولكن الانتقاد السلبي والمحبط دائما ما يفشل البدايات الجيده. علينا ان نحيي اولا كل من امضي حوالي تسعة اشهر للوصول الي ذلك الاتفاق فلربما لم يكن في الامكان افضل مما كان فنحن لسنا باكثر الماما بالظروف التي ادت القبول بذلك الاتفاق ولسنا اكثر علما ولا وطنية ممن صاغوه ووقعوه.
علينا ان نغير كل شئ للافضل ما استطعنا ولا نشغل انفسنا بما لايفيد،يل قد يضر ومن كان بؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت (الحديث).
The post السخرية من علي الحاج والخصوم السياسيين هل تبني الوطن؟.. بقلم م. نصر رضوان appeared first on السودان اليوم.