غير مصنف 2

الفيضانات بالبلاد… الحكومة الإنتقالية استجابة ضعيفة…

السودان اليوم:
ماتزال أم محمد تبكي بحرقة على وفاة ابنها غرقاً بالقرب من كوبري المنشية ، ابنها البالغ من العمر 17 عاماً غادر المنزل صباحاً وودعها الوداع الأخير، ظل جسده الطاهر غريقاً بالنيل إلى أن تم العثور عليه بعد يومين.
المرأة الأربعينية تحكي والدموع تملأ عينيها وتقبل جلباب ابنها الأبيض الذي تركه على الأرض قبل نزوله للاستحمام في النيل، تُعدد محاسنه وبعدها تدعو الله أن يلزمها الصبر الجميل.
انخفاض النيل
محمد ليس الوحيد الذي توفي بسبب الغرق بالقرب من المناطق التي غمرتها مياه النيل ، فهو ضمن أكثر من (89) شخصاً حصدت أرواحهم الفيضانات التي تجاوزت معدلاتها عامي 1949 و1988م ، كما أعلن الدفاع المدني في تقريره أمس الأول، واضاف التقرير أن (44) اخرين أصيبوا ،مشيراً إلى انهيار (19723)منزلا انهيارا كليا و(3612) منزلا انهيارا جزئيا ، ولفت إلى نفوق (5379) رأسا من الماشية ، فيما نبهت لجنة الفيضان إلى أن وارد النيل الأزرق في حدود 967 مليون متر مكعب وارتفاع إيراد أعالي نهر عطبرة خلال ال38 ساعة القادمة .
رئيس المجلس القومي للدفاع المدني اللواء أحمد عمر سعيد أكد في حديثه لـ(السوداني) أن منسوب النيل سيشهد انخفاضا تدريجيا من 17 مترا و50 سم الى 17 مترا و48 سم .
مستدركاً : نتوقع انخفاض النيل، لكن إذا سقطت أمطار في بعض المناطق ربما تؤدي إلى فيضانات ، مشيراً إلى أنه بدأ تخزين المياه في خزان الرصيرص فيما يشهد خزانا الرهد وعطبرة انخفاضا ملحوظا ، وهذه مؤشرات بأن منسوب النيل سيشهد انخفاضاً .
وقال إن الخرطوم تأثرت جداً بالفيضان لأن منسوب النيل فيها فاق التدابير التي كان معمولا بها وفق آخر فيضان وهو 16 مترا و98سم ، مشيرا الى ان المياه تجاوزت الحواجز الترابية في جبل اولياء، الجيلي، ودرملي والشقيلاب.
مشيرا الى تأثر مناطق اخرى بالفيضان نتيجة للزيادة غير المتوقعة مثل سنجة ، بربر ، وولايات الشمالية ، نهر النيل ، مشيرا الى ان الجهات المختصة بذلت جهودا كبيرة وخاصة لجنة الفيضان التي نسقت وضبطت المياه القادمة للخرطوم ومستوى التصريف بعدد من الخزانات، و 80% من الوضع الآن تمت المحافظة عليه وكسر شمبات وتمت معالجة الكسر.
تغيرات مناخية
شباب توتي ومناطق أخرى (ترسوا) النيل بصدورهم ليعيش أهلهم في أمان، نزلوا الى المياه وبعضهم ارتقى الى السماء بسبب الصواعق وآخرون على قيد الحياة مايزالون يقفون سداً منيعاً حتى لا تغدر بهم مياه الفيضان.
مدن كثيرة أيقظتها مكبرات الصوت منتصف الليل أو الساعات الأولى من الصباح، كانت تطالب المواطنين بالخروج من منازلهم لـ(تتريس) المنطقة حتى لا تغرق، ربما هذه المرة الأولى التي يختار فيها النيل أن يكون على الإسفلت في شوارع كان عصياً عليه دخولها ، ففي شارع النيل والجامعة ماتزال مياه الفيضان تعرقل حركة المرور.
مقرر لجنة الفيضان حاتم أبوقرون يذهب في حديثه لـ(السوداني) الى ان الزيادة الكبير في مناسيب النيل جاءت نتيجة للتغيرات المناخية ، مشيرا الى ان هذه النسبة لم يسجلها منذ 100 عام .
أبوقرون قال إن منسوب النيل فاق كل التوقعات ، واشار الى ان الفيضان غطى مناطق كبيرة بولاية الخرطوم ، مؤكدا اهمية تصريف المياه قبل وصولها للخرطوم عبر بوابات التوزيع للمناطق الاخرى داعيا الى عمل معالجات هندسية اخرى مثل التروس الثابتة ، بالاضافة الى ضرورة الاهتمام بحصاد المياه لحماية الولاية وللاستفادة من المياه في الري ،داعيا المواطنين للابتعاد عن السكن في المناطق العشوائية ومناطق السيول حفاظا على حياتهم .
استجابة ضعيفة
تجمع المهنيين السودانيين طلب من الحكومة إعلان حالة الطوارئ في المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات لتتمكن الجهات المختصة من إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، وتخوف من انتشار الامراض والاوبئة فيها، معتبرا أن استجابة الجهات الرسمية لحاجة تلك المناطق ضعيفة، وطالب باجلاء المتضررين من الفيضانات.
فيما طالبت لجنة الاطباء المتأثرين بالفيضانات بالتعاون مع الحكومة للاخلاء الطوعي، داعية الدفاع المدني والقوات النظامية بضرورة التواجد في تلك المناطق ، وطالبت الكوادر الطبية بضرورة التواجد بغرف الطوارئ بالمستشفيات لإسعاف المواطنين المتأثرين.
أمس اعلنت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية أن محطة شندي سجلت (18.17متر) والتي تفوق أعلى قمة مسجلة (18.07 متر) بـ10 سم،بينما تظل الخرطوم مستقرة على منسوب الأمس (17.52 متر) والتي تفوق أعلى قمة مسجلة (17.26 متر) بـ26 سم، مؤكدة انها تستقر على المناسيب العليا الحالية .
وقالت اللجنة في بيانها أمس إن متوسط الأمطار التي هطلت في أعلى حوض النيل الازرق في أيام 29 و30 و31 أغسطس ستؤدي لارتفاع في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية – الإثيوبية امس الاربعاء ليكون في حدود 985 مليون متر مكعب، بينما تؤدي الأمطار التي هطلت في حوض العطبراوي في يومي 30 و31 أغسطس إلى استقرار في إيراد أعالي نهر عطبرة في اليومين القادمين.
واشارت التنبؤات الى استقرار النيل في المنسوب العالي في معظم الاحباس عدا القطاع خشم القربة – عطبرة والذي يشهد ارتفاعاً (في حدود 3 سم).
وتوقعت لجنة الفيضانات أن تستقر المناسيب في محطة مدني على 20.51 مترا للأيام الثلاثة القادمة، وفي محطة الكاملين تستقر على 19.08 متراً، كما تسجل محطة الخرطوم استقرارا على 17.52 مترا للأيام الثلاثة القادمة ، وفي شندي تستقر المناسيب عند 18.17 متراً خلال للأيام الثلاثة القادمة ،بينما سجلت محطة عطبرة اليوم 15.25 مترا وترتفع غدا الى 15.28 متراً وبعد غد الى 15.33 وتسجل يوم الجمعة 15.34 متراً، وسجلت محطة دنقلا أمس 15.16 متراً وترتفع الاربعاء الى 15.18 متراً، وتستقر على 15.16 مترا يومي الخميس والجمعة.
ودعت لجنة الفيضانات الجهات المختصة والمواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم وسوف تواصل الإدارة العامة متابعة موقف الفيضان.

The post الفيضانات بالبلاد… الحكومة الإنتقالية استجابة ضعيفة… appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى