السودان اليوم:
كثيرون استهزأوا أمس من علي الحاج القيادي في المؤتمر الشعبي حينما سأله القاضي عن جنسيته فأجاب “ألماني من أصول سودانية”..
ورغم خبرة الرجل الطويلة في العمل السياسي داخل وخارج السودان لكن رده المضحك خلا من أي سياسة.
كيف يتنكر زعيم حزب سياسي وقيادي إسلامي لجنسيته الأصل وهو في أعقد الأوضاع..؟!
علي الحاج سوداني يحمل الجواز الألماني وليس ألماني من أصول سودانية، والرسائل التي يُمكن أن تُبعث إلى السفارة أو غيرها قد تكون فاقدة للصلاحية.. فلم الإحراج؟
حكاوى جنسية علي الحاج ظلت تلاحقه وهو في ألمانيا والخرطوم والآن داخل السجن..
القانون ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ لا ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺻل كما ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺑﺤﻤﻞ ﺟﻮﺍﺯ ﺁﺧﺮ، ﺇﻻ في ﺣﺎﻝ ﺗﻨﺎﺯَﻝ ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻷﺻﻞ.. مع ذلك سمحت ألمانيا باستثناءات، حيث منحت جنسيتها دون أن تُسقط الأصل..
وأذكر قبل سنوات، ما أكدته قيادات معارضة أن الحاج لم يكن يحمل الجنسية السودانية لكن بعد عودته إلى الخرطوم تم استخراج جواز سوداني له..
لكن بعيداً عن علي الحاج، فالسياسيون مزدوجو الجنسية والولاء ظهروا مع بواكير الإنقاذ واستمر ظهورهم حتى اليوم.!
أعددت عدة تقارير وتحقيقات في سنواتٍ مضت، حول الوزراء والسياسيين من أصحاب الولاء المزدوج، وكانت إفادة أحد المعارضين سابقاً وهو من الحاكمين اليوم، أنه عَذَر اﻠﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻤﻞ ﺟﻮﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻮﻓﺮ لهم ﻗﺪﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ، ﻟﻜنه لا يجد العذر لهم ﺍﻟﻴﻮﻡ بعد أن باتوا ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﻤﻦ ﻳﺒﻴﺘﻮﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ إلى بلدﺍﻧﻬﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ..!
إفادته موجودة في تقرير كُتب عام 2013، – موجود في الانترنت – ووقتها كان ﻗﻄﺒﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﺸﻴﺮ ﻃﻪ، ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﺟﻼﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻋﺮﻭﺓ، وغيرهم كثر من حملة الجوازات الأجنبية، وكانت المعارضة حينها تعتبر الأمر مشيناً ومعيباً، وما درَتْ أن الدنيا ستدور بعد بضع سنوات فقط ليتولوا زمام الحكومة وهم يحملون جنسيات الدول الأخرى..!
وصدق من قال إن السياسة تعتمد على المصالح لا المبادئ..!
ومن أقوال الساسة وهذه المرة نعود إلى الوراء مع صلاح كرار، الذي هرب إلى خارج السودان بعد سقوط نظامه، حيث قال في حوار شهير مع صحيفة المجهر ” لن أقفز من السفينة، فإن غرقت سنغرق معاً وإن سلمت نسلم معها”، بل زاد أيضاً ” من سيقفزون من السفينة هم بعض أعضاء المؤتمر الوطني والحكومة الحالية، الذين يحملون الجوازات البريطانية والأمريكية والكندية والأسترالية.. أما نحن فلا”..!
ولكل زمان سيظهر صلاح كرار آخر، ومع 2020م، سيكون كرار الفترة الانتقالية “تُحفة”..!
The post من أقوال الساسة..!.. بقلم لينا يعقوب appeared first on السودان اليوم.