السودان اليوم:
بالامس وصلتنى مداخلات على صفحتي (بالفيسبوك) من قراء كرام مُعلقين على مقال الامس (أها جوبا كيف) بين مؤيد ومختلف مع سطور المقال فكانت حصيلة آراء متباينة أسعدتنى ايما سعادة وقناعتى أن منبر الاعلام يجب أن يكون هكذا وأن لا نلجأ (لحشر) الاخرين و تصنيفهم مُجرد اختلافنا معهم فى الرأي فبإثراء النقاش واحياء الفكرة سنبنى هذا الوطن قبل يومين وصلنى تعليق من احد القراء عبر ادارة هذه الصحيفة [الانتباهة أونلاين] ممتعضاً من مقال (إنهم يرقصون في جوبا) قائلاً : (ياخ مقالات العيكورة ده بتعكر مزاجي عديل) وهذا بالطبع رأيُ نقدره ونسعد به فالكلمة رسالة وامانة وتعبر عن وجهة نظر كاتبها وبالطبع قد لا تنال رضى واستحسان جميع القراء ولكنها تظل (رأي) قد يلتفُ حوله الناس وقد لا .
نعودُ لمقال الامس والذى تناولنا فيه قُصور الحُكومة عن مواساة المتضررين من الامطار والفيضانات الاخيرة وعجزها عن احتواء الاقتتال القبلى بولاية (كسلا) وإستنكرنا على السيد رئيس الوزراء أن لا تخرجه كل هذه المصائب بينما (يطير) لجوبا لحضور توقيع السلام بين الجبهة الثورية والحكومة و بالاحرف الاولى وقلنا في ظل ما تمر به البلاد من ظرف استثنائي كان يمكن ان يكون تمثيلاً رمزياً من مجلس الوزراء طالما أن الموضوع (حفلة) او حتى ان يؤجل بالكلية وأشرنا الى الحالة المأساوية التى عكستها مقاطع (الفيديو) وإفادات السكان بمنطقة (ود رملي) شمال الخرطوم .
الأستاذ (سامي) كتب مُعلقاً : وما ذنب (حمدوك) اذا استلم بلاداً مُنهارة الاقتصاد عاجزة الانتاج معدومة البنية التحتية وكأن ما حصل من سيول وامطار لم يحدث سابقاً و لم تقف الحكومات السابقة عاجزة امامه فالسيول أغرقت الالف في (جدة) وقتلت المئات ومثلهم في البرازيل وحتى الولايات المتحدة الامريكية نسأل الله ان يصلح الحال .
أما الأستاذ صلاح عبد الوهاب (المحامي) فكتب مُعلقاً : رب ضارة نافعة فالفيضانات التى اجتاحت السودان فضحت الحكومة واكدت أن (حمدوك) غريب الوجه واليد واللسان فهو يتعامل مع مُعاناة المواطنين ببرود يؤكد عجزة وضعفه وقلة حيلته وهذا ما أدى الى التدهور الاقتصادي و الاجتماعي وضحكت من جهله الامم فهو حديث عهد بالرئاسة ولا يعرف أدبياتها فلا يشارك المواطنين في أفراحهم و اتراحهم فلم نسمع به في مواقع الحصاد بالجزيرة مشاركاً ومشجعاً ولم نسمع به متفقداً آثار الفيضان و مواسياً للأسر المُشردة والمنكوبة والحمد لله فقد انكشف المستور وسيذهب هؤلاء قريباً والى الأبد .
القارئة ماجدولين هبا علّقت على المقال قائلة : (كلام زي الذهب) .
أما المهندس النوراني محمد الهادي فقد كتب مُعلقاً : بشروا بالسلام و أتركونا من عقلية المسؤول الذى (يُكبر) و يخوض في مياه السيول حتى تبتل ساقيه ويبيع الاغاثة صباحاً في سوق الله أكبر .
تقريباً هذه بعضاً من تعليقات القراء الكرام لا أخفى سعادتى و فخري بها فليس المهم أن يتفقوا حول الرأي أو يختلفوا ولكن أن يمنحونى بعضاً من وقتهم للقراءة فذاك يعنى أن هناك موضوع إستحق وقفتهم وهذا يكفينى فخراً.
بالطبع لا أحد يعترض على أقدار الله و نواميس الطبيعة من الامطار والسيول والفيضانات وفعلها الافاعيل في أنحاء المعمورة وما تخلفه من دمار و تشرد وتلف المحاصيل وذهاب الاموال والارواح ونتابع كثيراً من زعماء تلك الدول يلغون كل برامجهم المعتادة اذا حلّت بهم الكوارث وينزلوا مع شعوبهم وهى فرصة لابداء التعاطف وحسن النوايا والاحساس بهم وليس الخوض بالبنطال الا ضرباً من المؤازرة وذات أثر نفسي وسحر عجيب في نفوس المنكوبين فلم لم يفعلها (حمدوك)؟ وماذا كان سيخسر لو نزل مع شعبه (صابونه) لغسيل البنطلون؟ ولماذا هذا الاصرار (العجيب) أن يخاطبنا هذا الرجل عبر (الميديا) واستوديوهات التلفاز حتى عندما اشتعلت (كسلا) لم يُحرك ساكناً وهل زعماء الدول الاخري ليس لديهم شرطة ودفاع مدنى ومنظمات درء الكوارث عندما نزلوا مع شعوبهم ؟ ولماذا لم يكتفوا بالتوجيه كما يغنى لذلك بعضاً من (المغرمين) بحمدوك ! نزولهم في الطين والوحل ياسيدي هو أبسط البديهيات وأقل واجب مجاملة أن تصل المواطن حيث حبسته المياه . إستلام (حمدوك) لبلد مُنهارة هكذا دعونا نأخذ كلمة (منهارة) ونغمض أعيننا عن إنجازات ثلاثين عاماً وندخلها قسراً داخل هذه الكلمة (منهارة) فهل أبقانا السيد حمدوك عند هذا الصفر المُنهار أم أنه إنحدر بنا الى (سالب) ما لا نهاية في كل شي ولن أحصى وأترك ذلك لفطنه القارئ الكريم . الذين (باعوا) الاغاثة في السوق ننتظر لجنة إزالة التمكين أن تعلن لنا عن أيُ قضية أوصلتها منصات القضاء وحُكم فيها ولا أحد سيدافع عن المفسدين إذاً فلنترك القضاء يقول كلمته إذا اردنا أن نبني وطناً مُعافاً فالاحكام مكانها الطبيعي القضاء وليس (الوسائط) .
قبل ما أنسي : ــــ
الأقوياء فقط هم من يحتمل المعارضة فقد ضاق حكام اليوم بمعارضة سلمية لعام واحد بقلم ورأيٍ لم تحمل سلاحاً كما حملوه هم ضد من سبقوهم ولم تتاجر بأمن الوطن وعرض حرائره بميادين (النجيله) في اوروبا و (واشنطن) عبر شاشات العرض العملاقة فأحتملوا القلم والرأي يا هؤلاء فلستم أكثر منّا حرصاً وحباً لهذا الوطن .
The post وهل ترك لنا حمدوك الصفرُ صِفراً؟.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.