الموسيقي وعضو مجموعة عقد الجلاد الغنائية سابقاً سعد الدين الطيب من مواليد الحصاحيصا، درس بولاية كردفان نسبة لعمل والده بالسكة الحديد، وهذه الفترة هي التي شكلت الفنان بداخله (صوت القطار والخضرة، والمناطق الجميلة)كان والده فنان الحصاحيصا، وتربطه علاقة وثيقة بمن واكب فترته أمثال “كرومة وعبد المنعم حفيظ”، بدأ العزف على آلة الأكورديون ومن ثم ألتحق بمعهد الموسيقى والمسرح، يعتبر من مؤسسي فرقة السمندل التي خرجت من رحمها فرقة عقد الجلاد وتركها لبعض الخلافات، ويعتبر العازف الوحيد الذي تخصص في آلة الآورغن في السودان، وهو متخصص في قيادة الأوكسترا وله تاريخ في تفاصيل وعالم الموسيقى ..جلست (كوكتيل) إليه في حوار خاص جداً…فماذا قال.؟
ماذا تعني لك آلة الأورغن؟
الآورغن مرحلة جاءت بعد آلة الاكورديون، وعندما كنت في مرحلة الثانوي قمنا بإنشاء فرقة موسيقية للفنان مصطفى سيد أحمد في الحصاحيصا، وبعدها ألتحقت بكلية الموسيقى والمسرح، وكنت الدارس الوحيد لآلة الأورغن ويؤسفني جداً ان لا اجد روح المنافسة عليه آنذاك، وكان شخصي وعلي السقيد الوحيدين اللذين درسا قيادة الأوكسترا، فخرجنا إلى العالمية ودرسنا أكثر.
علاقتك بمصطفى سيد أحمد ؟
علاقة بيت، ومصطفى (ود البيت وأكثر أوقاته بعديها مع الحاجة جنب صاج الكسرة وملاح التقلية) ونحن جيران وكنت محظوظا إنى نشأت مع مصطفى وازهري محمد علي، وعملت بفرقته الموسيقية بمنطقة الحصاحيصا، وبعدها انتقلنا سوياً إلى الخرطوم، وأنا كلية الموسيقى والمسرح، ومصطفى كلية المعلمين، وبعد أن تخرج في كلية المعلمين، درس معنا في كلية الموسيقى.
أوائل الفنانين الذين تعاملت معهم؟
أول حفلاتي كانت مع الفنان محمد ميرغني ، والفنان حمد الريح، والراحل زيدان إبراهيم، والراحل عثمان حسين، وقتها كنت أدرس في المستوى الأول بالكلية.
حدثنا عن الفترة التي قضيتها عازفاًً مع الفنان محمد الأمين؟
مازلت أعزف للفنان محمد الأمين، والصدفة التى جعلتني اعمل معه كنت قبلها أعمل مع الفنان حمد الريح .. وسافرت القاهرة في رمضان وعند عودتي للسودان كنت قد تأخرت على الحفل وتم استبدالي بعازف آخر، وكان العيد على الأبواب، وعندها ذهبت الحصاحيصا وطلب مني الحبر سليم أنا ومحمد اسماعيل ان اعزف معه آلة الأكورديون مع الفنان محمد الأمين، ووافقت فوراً وتعتبر من اجمل وأميز الفترات التى مررت بها في حياتي، لأن الأخ محمد الأمين “بخليك براحتك” وبحترم الزول.
عزفت لجيلين مختلفين عن بعض…فأحكي؟
“ما عايز اظلم الجيل الحالي”، ولكن الثقافة الغربية مسيطرة عليه ، والآن أصبحت الموسيقى أكثر استماعاً وانتشاراً مقارنة بالماضي، ولكن الموسيقى القديمة كانت منظمة وكان هناك احترام للأغنية وللفنان وكان هناك اجتهاد واحترام للبروفات، هذا الجيل به تشوهات سمعية كثيرة (في غناء في الساحة ماعارف جاء من وين ولا نتيجة لشنو).
ما الذي ينقص الموسيقى السودانية؟
الموسيقى غنية جداً، ونحن نتعامل مع السلم الخماسي، وهذا السلم غني بالمعالجات الموسيقية، والمعالجات هي التى تنقص “غنانا”، وما ينقصنا في الموسيقى هي التوزيع الموسيقى ومحاولات التنظيم، والرعاية الموسيقية والموسيقيين(ناس فقرا جداً)، (مشكلتنا بنقدم موسيقتنا مشوهة والعالم لا يقبلها).
هل لديك تجربة مع فنانين غير سودانيين؟
تعاونت مع عدد من المغنين غير السودانيين منهم الفنان القطري علي عبد الستار، ومغنية إثيوبية، وبعض الفنانين الأفارقة، والعمل في الخارج مريح جداً، وذلك لأن موسيقتهم تأتي مكتوبة، امتهنت التدريس في الجمهورية الليبية سنة 1991م
فنان أثر فيك واستمتعت بالعزف معه؟
الفنان محمد الأمين بستمتع بغنائه بحكم إنني عملت معه فترة طويلة، ولكن هذا لا يمنع بأن استمتع بموسيقى أخرى.
هل ينتابك الخوف بالعزف مع فنان معين؟
في بداياتي كنت بخاف من الفنان محمد الأمين بالرغم من اني كنت حافظ أغنياته، ولأنه دقيق جداً، ولازم تكون دقيق وكان يعطيك مساحة ترتجل، وأول مرة يتملكني الخوف بشدة عندما عزفت أغنية “زاد الشجون” بمسرح الجزيرة مدني ولم أكن دارسا تكنيك موسيقي.
فنان لم تكن مرتاحاً معه نفسياًً؟
(هههه وهو أنا البوديني ليهو شنو) احيانا تجمعنا الصدف بمجموعة من الفنانين في منتدى مراسي الشوق، وتكون لديهم أخطاء موسيقية (ولكن طوالي بنزلهم من المسرح)، ولن استطيع الإفصاح عن الأسماء.
من أصدقائك من الفنانين الشباب؟
الفنان طه سليمان “ما قاعد يقصر معانا في حفلاتنا” وحسين الصادق وشكر الله وعاصم البنا، وعدد من الشباب و”علاقتي معاهم حلوة شديد”.
معروف أن عداد عازف الأورغن أكثر من العازفين ..فكم عدادك بصراحة؟
“دي شغلة عازفين الزنق والصولات بإختصارعازفين الزمن دا، لأنه الواحد بجي ومعاهو القونة وبتكون في نقطة”، بصراحة شديدة عدادي مثل كل الموسيقيين في الفرقة،(وعمري ما طلبت اتقيم اكثر من الناس أو اعضاء الفرقة).
هل آلة الاورغن فقدت قيمتها؟
لا.. ربما خفض بريقها، بسبب الطريقة “البعزفوا بيها الناس الخطأ” وفي ناس شوهوا الأوغن، وحاصلة فوضى في الاورغن ويجب حسمها”.
العازف الشهير”طاسو” والضجة التى اثارها ما تعليقك؟
(ما قاعد اسمع الناس ديل)، واتحفظ عن الرد، لأن هؤلاء لديهم معجبين.
أيهما مريح في العمل الحفلات أم الاستديوهات؟
أنا توقفت عن الحفلات منذ 2007م و(حاسي إنها لا تضيف لي شيئا وكبرت على الحاجات دي، وبيوت الأعراس عايزة موسيقى غير، وأنا لا اعزفها).
خلافك مع فرقة عقد الجلاد… ما الأسباب ؟
كانت هناك خلافات كثيرة، وحسيت إني لن أستطيع المواصلة فيها، والتفاصيل كثيرة و”عايزة يوم كامل” المهم في الآخر انسحبت منها.
إذن ما رأيك في اداء عقد الجلاد الآن بعد مغادرتك؟
عقد الجلاد كانت، ولكن بدأت بالإنهيار، وفي رأيي عقد الجلاد غير موجودة، أنا زول قلبي على عقد الجلاد، واردت تطويرها للأمام (كان بإمكاني اشوف البحصل فيها واسد دي بطينة ودي بعجينة )ولكن لم استطع لان لديها مكانة خاصة جواي.
برأيك هل نجحت الثورة وأدت المطلوب ….؟
الثورة نجحت ولا بديل للثورة إلا الثورة، ولا بديل لهذه الحكومة المدنية إلا هي، وهذه عثرات وسوف تزول، مشكلتنا في السودان( أي زول عايز يبقى سياسي وينتقد)، والسياسيون لازال يغلب عليهم طابع المصالح أكثر من المصلحة القومية.
رأيك في الساحة الفنية الآن؟
طبيعة الدنيا بالتغير، ولكن حظنا قادنا إلى التغير الأسوأ، وما يطرح من نصوص وإيقاع ويفترض أن تكون أفضل مما قدمه الرواد، ولكنهم “يبررون بأن الناس هم من يطلبون ذلك” ولكن الفنان هو السبب في ذلك.
ما رأيك في الفنانة عشة الجبل وخصوصاً أنها مثيرة للجدل فنياً؟
“ما قاعد اسمع للناس ديل”، والله لم استمع لها من قبل.
إذا رجع بك الزمن لمن تعزف؟
الآن أنا سعيد، لانني تعاملت مع كل رواد الغناء السوداني، وكنت في غاية الانبساط عندما كنت اتعامل مع عقد الجلاد.
من بوابة الخروج؟
الأغاني البحبها “ما بقدراعزفها لاني بسرح معاها”، فزت بأحسن عازف اورغن في القرن الماضي وكانت بإستفتاء كل الكتاب والموسيقيين.
حوار: ساجدة دفع الله صحيفة السوداني