غير مصنف 2

إنهُم يرقصون في جوبا.. بقلم العيكورة

السودان اليوم:
القادة الكبار كانوا يزورون الفراشين والخفراء في المستشفيات ويشاركونهم أفراحهم ويساهمون بحر مالهم في كشوفات المساعدة كسائر الناس بل كان منهم من امتثل لأمر حارس الباب عندما أخطره أن وقت الزيارة قد انتهى فعاد أدراجه راجعاً وهو رئيساً للوزراء وقد فعلها علي عثمان أيضاً وهو نائباً للرئيس، كانوا يلغون جميع المراسم والمواعيد إذا حدث طارئ يجمع أهل السودان وما يجمعهم غير الفرح والملمات، كانوا رجالاً إذا تحدثوا ورجالاً إذا أنفقوا ورجالاً إذا وطأوا الثرى لا يطأطئون رؤوسهم من تهمة تطاردهم ولا رذيلة يستحيون منها فعندما كان هؤلاء كذلك غنى مبارك حسن بركات وعبد العزيز محمد داؤود للشاعر محمد علي أبوقطاطي
الفينا مشهودة عارفانا المكارم أنحنا بنقودا
والحارة بنخوضا
الزول بفتخر يباهي بالعندو
نحن أسياد شهامة والكرم جندو
ما في وسطنا واحداً ما إنكرب زندو
البعجز بيناتنا بنسندو والحارة بنخوضا
نعم غنوا لكل هذه المعانى السامية النابعة من بين دفتي المصحف وأخلاق السودانيين عندما كان هنالك قادة يمشون في الأسواق ويأكلون طعام عامة الشعب.
حدثني والدي رحمة الله عليه أنه تناول طعام الغداء ذات يوم على مائدة حماد توفيق وكان وزيراً للمالية آنذاك يقول لي كان الغداء صينية بها لفّات كسرة ويتوسطهن ملاح رجلة وصحن من السلطة الخضراء. هذا كان غداء وزير مالية دولة جنيهها يعادل الثلاثة دولارات وزيادة !.
(برأيي) في ظل هذه الحكومة فعلى السودانيين أن يحيوا روح التكافل وبث الأمل، فالدنيا ما زالت بخير و(الفينا مشهودة) ويجب أن ينهض الجميع متجاوزين هذا النبت السرطاني حتى يذهبه الله فالتكافل وتفقد الجار وإغاثة الملهوف والفزع والنفير فكلها قيم سودانية أصبحنا في أمس الحاجة لها، فأتركوا الحكومة وراء ظهوركم فهؤلاء لا خير فيهم أحملوا (القدح البجر) أيها السودانيون أطعموا وتراحموا (فحمدوك) لن يفعل لكم شيئاً ولا حكومته، فقد فشلوا في كل مضمار دخلوه ودمروا ما كان موجوداً وأحالوا حياة الناس إلى جحيم لا يطاق لا تنتظروا نشطاء (الميديا) فهؤلاء لا يستوعبون (دخلوها وصقيرا حام) ولا ( أبويا ما بنقدر سيل الوادي المنحدر) هؤلاء أتوكم من أوروبا لا يفرقون بين الويكة والويكاب وأم تكشو هؤلاء أغراب عن طيبنة هذا البلد الطيب، فلا تنتظروا هؤلاء القاعدين فلن يزيدوكم إلاّ خبالاً، فأنهضوا أيها الناس وأطردوا اليأس من النفوس فما من ليلٍ إلا ويعقبه صباحٌ مشرق ويوم بهي.
(أنسوا) أن بالخرطوم حكومة وإعتمدوا على أنفسكم تجاوزوهم فهو أفضل عقاب لهؤلاء الدخلاء دعوهم يركبوا فارهات المراكب وخوضوا أنتم بعزة وكرامة في الطين والوحل. تكدسوا في محطات الوقود وصفوف الخبز وزيدوهم عناداً وإصراراً بأننا سنحيا بلا حكومتكم أسمعوهم في كل مرة أغنية (بلادي أنا) وأن هذه الارض لنا.
لا تنتظروا من لم تخرجهم كسلا الجريحة من الخرطوم ولم تخرجهم الأمطار والسيول ولم تحرك فيهم شعرة أنّات المرضى والذين وجدوا أنفسهم في الشوارع بلا مأوى ولكن (طار) بعضهم لجوبا لحضور حفل توقيع سلام بالأحرف الاولى وكل من يفهم في الساسة يعلم ماذا تعني جملة (الأحرف الاولى). نعم تحمل كل الهشاشة وعدم الالزام وأن هناك أشياء ما زالت معلقة.
ذهبوا في أنيق هندامهم وكسلا تنزف والخرطوم تغرق، فلله المشتكي وعليه التكلان.
قبل ما أنسى: ــــ
كان الزعيم إسماعيل الأزهري و وزير خارجيته مبارك زروق ويحيي الفضلى يهمون بزيارة مريض بالمستشفى فنظر الأزهري لساعته وكان وقت الزيارة قد انتهى فقال لهم: (تفتكروا لو وصلنا الغفير حا يخلينا ندخل) !! أهديها للسيد حمدوك على أنغام النور الجيلاني (روعة زهور في مهرجان عيد الصبا يللا روح جوبا). وكسلا تنزف يا سيدي فأين أنتم من هؤلاء!

The post إنهُم يرقصون في جوبا.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button