السودان اليوم:
طارق ميرغني مُزارع بمنطقة القدمبلية ولاية القضارف شكا من انتشار كثيف لآفة الهاموش(الكرمشة) التي تقضي على محصول السمسم واستهدافها للقمم النامية، وقال ميرغني لـ (السوداني) إنه أحد ضحايا هذه الآفة حيث تضررت مساحته المزروعة بمحصول السمسم التي تقدر بـ (٥٠٠) فدان قضت الكرمشة على (٤٠٠) فدان منها.
خسائر بالمليارات!!
ظهور الآفة وتعلُّقها بالمحصول، جاء بعد اكتمال الإجراءات الحقلية من حرث وكديب، حسبما أجمع عدد من المزارعين، مما يصعب على المزارع طارق تفادي الخسائره التي تربو عن مليون جنيه، مؤكداً أن المساحة التي أتلفتها الآفة في حالة نجاحها تنتج نحو (٢٠٠٠) جوال وتصل قيمتها (٣٢) مليون جنيه ( مليار بالقديم ) ، ولفت إلى أن مساحته المتضررة يقوم الآن بزراعتها ذرة بعد فوات أوان وزمن الزراعة لتصبح نسبة نجاحها في كف عفريت. وطالب حكومة الولاية بالتعاون مع المركز بالاجتهاد في اكتشاف علاج ناجع لهذه الآفة التي تهدد محصول السمسم وتُنذر بانهيار قطاع صادرالمحصول في توفير العملة الصعبة للبلاد.
أحلام ضائعة
أما مُصطفى عبدالكريم مُزارع بمنطقة ودشعبوط شمال القضارف قال لـ (السوداني) إن آفة الكرمشة قضت على أحلامه وضياع كل ما يملك هباءً منثورا بعد تلف كل مساحته التي تبلغ (٤٠٠) فدان وتحويلها إلى أرض جدباء ، وأكد أنه خلال تجواله مروراً بالمشاريع الزراعية شمالاً وجنوباً لم ير وجودا لمحصول السمسم كسابق الأعوام على معظم مناطق إنتاج السمسم.
مطالب عاجلة
وأوضح عبدالكريم أن الكرمشة تدخل عامها الرابع دون وضع حلول ومعالجات لهذا المرض الفَتَّاك الذي أرق مضاجع المزارعين وسوف يؤدي إلى هجرهم لمجال الزراعة في الأعوام المقبلة إذا لم تضع جهات الاختصاص حلولا عاجلة ، مشيراً إلى أن ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية لهذا العام بدءاً من اسعار الجازولين ، أجور السائقين، الإطارات، الإسبيرات، التقاوي، والمبيدات بنسبة وصلت إلى(٢٠٠%) من العام السابق ، وشكا من ندرة في المبيدات الزراعية بالولاية برغم مضاعفة أسعارها ، وناشد الدولة بتوفير ودعم المدخلات الزراعية للمزارعين لضمان نجاح السوق الزراعي، وطالب حكومة ولاية القضارف بتقنين العمالة الإثيوبية في فترة الموسم الزراعي وعدم مطاردتهم بتنظيم (الكشات) التي تطالبهم بإبراز الإقامة حتى لا يؤثر ذلك على عملية الحصاد التي على الأبواب.
أثر نفسي
ويؤكد رئيس اللجنة الزراعية السابق والمزارع بمنطقة المِقرِح وليد حسن علي لـ (السوداني) أن آفة الهاموش أو(الكرمشة) انتشرت انتشار النار في الهشيم في المشاريع الزراعية وبددت أحلام المزارعين وحولت أرباحهم إلى خسائر فادحة بعدما قضت على نسبة (٨٠%) من المساحات المزروعة بمحصول السمسم بالولاية ليتم بعد خسارة مليارات الجنيهات في عمليات الزراعة والكديب إعادة حرثها بمحصول الذرة كتحصيل حاصل بعد فوات أوان الزراعة وضعف احتمالية نجاحها ، وأوضح حسن أن وزارة الزراعة تمكنت من كشف المرض فقط دون الوصول إلى علاج له يُعد كارثة في حد ذاتها وله أثر نفسي بالغ على المزارعين ، ونوه إلى أن هذا الموسم منذ بدايته بدأ بالخسارة مع المزارع بحيث تمت زراعة الأراضي وتأخر هطول الأمطار لفترة ليست بالقصيرة مما أسفر عن تلف (بوساب) للتقاوى المزروعة وفاقد لكل من السمسم ، الدُخن، الذُرة.
مِساحات مُستهدفة
وأكد أن المساحات المستهدفة للزراعة بالولاية بما فيها من فراغات الغابات تُقَدَّر بـ (١٠) ملايين فدان ، وتوقع إنتاج وفير لمحاصيل الذرة ، الدخن ، وزهرة الشمس لهذا العام بعد تغطية الأمطار لمعظم مناطق الزراعة أكثر من العام السابق الذي تدنت فيه نسبة الإنتاج إلى(٣٠%) بسبب شُح الأمطار وقضاء الكرمشة على محصول السمسم إضافة إلى(الماسح) الذي أصاب الذُرة والدُخن ، وربط نجاح الموسم بالسيطرة والقضاء على الآفات متخوفاً من ظهور آفة البُودة هذه الأيام برغم اكتشاف مبيد معالج لها ، مشيراً إلى أن ارتفاع اسعار المبيدات زاد بنسبة(١٥٠%) وإحجام الشركات عن البيع بحجة ارتفاع سعر الدولار بحيث ارتفع سعر البرميل من (٧٠) ألف إلى(١٨٠) ألفا مما يضع المزارع في حيرة من أمره وهو استسلامه للآفات للعبث بمحاصيله.
طواف وزاري
مُدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية القضارف نفيسة نوح محمد كشفت لـ (السوداني) عن ارتفاع مُعدّلات الأمطار بالولاية مما أسفر عن تأسيس جيد لعدد من المحاصيل الزراعية كالسمسم، الفول السوداني ، زهرة الشمس، الدُخن، والقُطن مع استخدام التقانة الزراعية.
وأوضحت نوح أن الوزارة تقوم بعملية طواف لكافة محليات الولاية استهلتها بالمنطقة الجنوبية (الصعيد) لتشمل ثلاث محليات وهي القلابات الشرقية، والقلابات الغربية، وباسُندا، وأكدت خُلو تلك المحليات مما يُعرف بآفة الهاموش (الكرمشة) التي تصيب محصول السمسم في جولته الأولى.
تَخَوُّف وحذر
وتَخوَّفت نفيسة من ظهور آفة (دودة الحشد الخريفية) التي تقضي على القمم النامية للمحاصيل وتمنع إزهارها بعد تزايد نسبة هطول الأمطار، ونوهت إلى أن هذه الآفة وافدة من دولة إثيوبيا تعيش في أجواء الأمطار والرطوبة وتضر بالمحاصيل الزراعية لذلك يجب علينا الاستعداد والحذر منها، مُشيرة إلى أن هيئة البحوث الزراعية بالولاية بالتعاون مع الوكالة اليابانية (جايكا) منذ سبع سنوات يقومان بعمل دؤوب لكشف علاج لآفة البودة التي تقضي على محصولي الذُرة والدُخن ، مشيرة إلى أن مساعيهم كُلِّلَت بالنجاح وإنتاج مُبيد محلول لمكافحة آفة (البُودة) ويتم استخدامه عن طريق الرش في المرحلة الأولية، وتوقعت موسم زراعي أفضل من سابقه من خلال طوافها على ثلاث محليات واطلاعها على التقارير التي أكدت هطول الأمطار وزراعة كافة المشاريع الزراعية بالولاية.
تحليل علمي
رئيس قسم الحشرات بمحطة بحوث القضارف الزراعية د. أيمن الأمين علي أكد لـ (السوداني) أن الاسم العلمي لآفة الهاموش هو (ذُبابة تَدَرُّن أوراق السمسم) وأضاف أن الآفة ليست جديدة بالولاية بل ظهرت منذ أربع سنوات ، وكشف عن التوصل إلى عِلاج ناجع لها عبارة عن مُبيد متوافر بالصيدليات يحمل اسم
(Lambdacyhalothrin 5% EC)
وأوضح أن المشكلة ليست في الآفة وإنما في توعية المزارع بحيث إن غالبية المزارعين لم يعلموا بأنه تم اكتشاف علاج للآفة حتى الآن ، وحثَّ على ضرورة تضافر الجهود بين وزارة الزراعة وتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع الآفة عبر وسائل الإعلام المختلفة، خاصةً فيما يتعلَّق باستخدام المبيد بحيث يتم إضافة(٢) مل لكل لتر واحد من الماء ، مشيراً إلى أن عملية التطبيق لرش المُبيد مرتبطة بالتوقيت وهو قبل مرحلة الإزهار ، ونوه إلى أنه حتى الآن لم تتم مسوحات للمشاريع المتضرِّرة وتحديد نسبة مئوية وتقييم حقيقي لمساحة السمسم محل التي اتلفتها الآفة.
The post سمسم القضارف… خسارات بالمليارات…. appeared first on السودان اليوم.