غير مصنف 2

نجمة تاكل نفسها.. بقلم صلاح الاحمدى

السودان اليوم:
هل تدرى فاطمة الصادق انها اكبر واهم موهبة ظهرت فى جيلها ولو انها لا تدرى فتلك مصيبة ..ولوانها تدرى فالمصيبة اعظم لانها تلقى هذه الموهبة بيديها فى التراب وتثير حولهاغبار الخطوات الصحفية المرتبكة ودخان الحياة الخاصة الملئية بالاضطراب
وهكذا تسبح فاطمة الصادق دائما فى دومة كبيرة- فتطفوعلى السطح بدور هنا او دور هناك .يثير الدهشة والاعجاب ثم تستسلم لها فتغرق الموهبة وتطفومنها اخبار سلبية عن كتابتها تحرق رصيدا جماهريا ما زال فى مرحلة التكوين وتعرقل انطلاقة صحفية ظلت متفردة بها من جيلها. خاصة فى الصحافة الرياضية كلما حاولت ان تصل الى مداها تتعثر وتتراجع…
لقد حصلت فاطمة الصادق على فرص صحفية هامة تستحقها دون شك بدايةمن دورها فى كتابة العمود الصحفى الرياضى والسياسى ووصولا الى فرصةعمرها الذهبية فى العمل بجميع الصحف الهلالية والوسائل الاعلامية المختلفة لمساحة وقيمة .وهبتها لها موهبتها الصحفية التى تكفى تماما لان تجعلها اول صحفية من النساء نجمة تنضم الى الصف الاول من الكتاب الرياضيين والصف الاول من الجيل الجديد .
بلا منافسة ولا مقارنة فى كل المجالات الاعلامية لان الفارق كبير جدا بينهاوبين زميلاتها فى الموهبة والاحساس والحضور …
ولكن هذا ما لم يحدث ومازالت فاطمة الصادق تائهة فى حلبة المنافسة وسط كثيرات تتقدم خطوة.وتتراجع خطوة وتدخل كغيرها فى ترشيحات روساء التحرير فيقع عليها الاختيار او لا يقع والنتيجة انها فى مكان ومكانة اقل من ما تستحق .
فاطمة الصادق تنتمى الى فصيلة نادرة من المواهب المتوحشة امثال كثير من الكاتبات السودانيات وللاسف فان هذا النوع من الموهبة ينفجر احيانا فى اصحابه وقد يقضى عليهم تماما .
ان لم يستطيعوا الحفاظ على توازنهم النفسى وصورتهم الاجتماعية .فالموهبة هنا مثل وحش مفترس ان لم تجد مواضيع هادفة تفيد المجتمع وتشبعها فانها تاكل اصحابها وان تنطلق عينيها اضواء النجاح الكاسح فانها تفلب الحياة الى ظلام كامل ترتبك فيه الخطوات وتعشش النزوات وتعمى العيون ……
نافذة
وتبدو المشكلة اخطر فى حالة فاطمة الصادق لان التعثر والخروج عن المالوف للمراة السودانية فى الصحافة بالنسبة لفاطمة الصادق جاء مبكرا وقبل ان تصبح نجمة صحفية بالمعنى الحقيقى لكلمة نجمة ولكنها فى الوقت نفسه لديه الفرصة لتعويض ما فاتها بمراجة عامة لكل ما تكتبه من مقالات تخدش حياء القارى .
بالاضافة انها تنتمى الى جيل مستقبله امامه وليس خلفه وعليها ان تتوقف الان فورا وتعيد حياتها الخاصة والصحفية .لان مقعدا شاغرا على قمة النجومية الصحفية النسائية ينتظرها وهى تستحقه شرط ان تعرف الطريق الموصل اليه …..
نافذة اخيرة
وبحكم التاريخ والسوابق التى تحولت الى قواعد وبديهيات ان الموهبة وحدها لا تكفى للنجاح والنجاح وحده لا يحقق النجومية فى المجال الصحفى للمراة .
الى جانب ذلك وقبل ذلك مظهر براق وصورة ذهنية مقبولة جماهيريا وذكاء اجتماعى واعلامى وسلوك شخصى لا يتناقض مع هذا كله .ولا مانع ايضا من قليل من الغرور والترفع يجعل الناس يشعرون انه بقدر اقتراب النجممنهم بقدر هو بعيد منهم ….
صحفيا فان فاطمة الصادق لا ينقصها شئ لتصبح نجمة فى عالم الصحافة فهى تملك جوهرة الموهبة التى جعلتها قادرة على التلون فى اية حالة انسانية فى الكتابة فقد كانت المتوحشة التى تقسوا على القارى فى بعض الاحيان والفقيرة المقهورة التى تبحث عن المال والكاتبة الاجتماعية التى تخطى العنوان والانطلاقة .وهاهى اخذت شيئامن كل شى واضافة اليه الجراة المطلقة والثقة لتقدم شخصية فاطمة الصادق فى الاخر حيث يعيد القارى وضعها من جديدفى اطار النجومية الذهبى ..هل تحطم فاطمة الصادق الاطار الذهبى بيديها مرة اخرى
وهل تلقى به فى سلة المهملات والمؤجلات وتعود بالصراع المحكوم عليه بالقتل فى دوامتها القاتلة ام تمنح نفسها فرصة التوقف واعادة التقيم والنظر فى كتابتها واستنشاق الهواء النقى ؟
اسالوها؟

The post نجمة تاكل نفسها.. بقلم صلاح الاحمدى appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى