غير مصنف --

عبداللطيف البوني يكتب: سمك, لبن , تمر هندي

(1 )
تقول الاقصوصة الشعبية إن ريفيا كان مسافرا الى البندر فتوافد عليه اهل القرية كل واحد منهم يطلب شيئا من المدينة فكانت اجابته حاضر حااااضر فجاءه طفل صغير وقال له عمي جيب لى معاك صفارة وقدم مع طلبه مبلغا من المال فرد عليه الرجل بالقول انت الصفرت ياولدي وفي رواية انت الزنبرت وهذه من زنبارة . طبعا مغزى القصة واضح وهو أن الذي يدفع المقابل لما يطلبه سوف سيجده اما الذي يطلب دون ان يدفع فلا يتوقع الا طق الحنك . اما مناسبة الرمية فإن بلادنا هذه الايام تشهد توافدا غير مسبوق من زوار كبار وكل له طلب من السودان فالسؤال من الذي سليبي له السودان طلبه اي من الذي سيدفع المقابل هذا بافتراض أن السودان هو اﻵخر يعرف ما يريد من الآخر اما اذا كان الآخرون يعرفون ماذا يريدون من السودان والسودان لايعرف ما يريد بالضبط من الآخر فالشهادة والعمل الطيب
(2 )
لا ادري إن كان من حسن الحظ اوسوئه أن تكون مطالب الزوار مختلفة وليس هناك طلبا واحدا فالزائر مثلا لدولة ثرية سيكون طلبه معروفا حتى ولو كان ترامب ذات نفسه ولكن قد تختلف الوسائل بينما ما تطلبه تلك الدولة الثرية سيكون معروفا وهو الدعم والنفوذ السياسي فاختلاف المطالب قد يكون دليل قوة لانه يعني أن المطلوب منه لديه الكثير الذي يمكن أن يقدمه لﻵخر وقد يكون دليل ضعف اذا المطلوب لديه حوائج مختلفة على حسب الطالبين لانه يعني أن نواقصه كثيرة فاذا ايقنا بأن مطالب الزوار كانت مختلفة والمقابل الذي يريده السودان مختلف من طالب ﻵخر فالرماد كال حماد.

(3 )
كان اول زوار الفترة الاخيرة رئيس الوزراء المصري السيد مدبولي على رأس وفد كبير يضم تخصصات مختلفة فالمؤكد أن مصر تريد توحيد الموقف مع السودان فيما يتعلق بالموقف من سد النهضة الاثيوبي فما الثمن الذي طلبه السودان ؟ هل هو حلايب؟ ام كهرباء ؟ ام عدم معارضة؟ ام .. ام ..؟ ثم صباح الثلاثاء طل علينا رئيس الوزراء الاثيوبي ابي أحمد وطبعا طلبه من السودان معروف ولكن ما المقابل الذي طلبه السودان ؟ هل الفشقة ؟ هل ضمانات لسدوده ؟ هل … هل …؟ عندما منتصف نهار الثلاثاء كان كبير الزوار السيد بومبيدو وزير الخارجية الامريكي الذي قدم الينا من تل ابيب مباشرة وقالها علنا انه يريد أن يدشن هذا الخط الملاحي الجوي الجديد فهذا يعني أن مطلبه من السودان واضح والسودان طلبه من امريكا واضح لا بل وحيد في هذه المرحلة فما مدى استجابة اي طرف للآخر ؟ بعبارة اخرى هل سيطبع السودان مع اسرائيل واسمه مايزال في القائمة الامريكية الملعونة ؟ الضيف الكبير التالي هو وزير الخارجية السعودي فهذا مطالبه من السودان ليست بذات وضوح مطالب السودان من السعودية وفي تقديري أن هذا هو الجدير بالاحتفاء لان المطلوب منه واضح وهو الدعم المالي
(4 )
المساحة انتهت ولكن الكلام يحتاج للمزيد من التقصي والتحليل هذا ما سنحاول فعله في مقبل الايام إن شاء الله ولكنني اختم اليوم بالقول كمواطن سوداني سأكون حزينا جدا وغاضبا جدا لدرجة ضرب الرأس بالحيطة اذا كان هناك اختلاف في مطالب السودان من الزوار بين جناحي الحكم المدني العسكري بعبارة ثانية اذا كان خلاف بين الجناحين لعب عليه الزوار .

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى