ثلاثي الرعب..
هكذا وصف محللو كرة القدم ثلاثي نجوم (باريس سان جيرمان) قبل لقاء (البايرن)..
والفائز منهما يحظى بكأس الأندية الأوروبية..
والثلاثي هم مبابي… ونيمار… وايكاردي؛ مقابل الفريق الألماني الذي يخلو من النجوم..
فالقيمة التسويقية للثلاثي هذا فقط تفوق قيمة كل لاعبي غريمه..
ورغم ذلك انتصر (بايرن ميونخ) ؛ بفضل جماعية الأداء… وقوته… وتناغمه…وجماله..
فلاعبوه كان هدفهم أن ينتصر فريقهم… ويفرح شعبهم..
بينما ثلاثي نجوم الرعب كان هدف كل واحد منهم أن ينتصر هو لنفسه… ويفرح معجبوه..
فكان القدر ضد هدفهم هذا… وهو قدر منطقي..
وبلادنا الآن يقودها ثلاثي..
السيادي… والوزاري… وقحت؛ وكل جهة من هذه الجهات الثلاث تتقمصها روح النجومية..
ثم يهم كلٌّ منها أن تنتصر لنفسها أولاً… لتفرح..
ثم يمكن أن يأتي فرح الشعب من بعد ذلك… أو ربما لا يأتي؛ فهو أمر غير ذي أهمية..
وعلى سبيل المثال قضية الفارهات المليارية..
فمن فكروا فيها فكروا في ذواتهم فقط… ولم تكن أوضاع البلد – والعباد – على بالهم أبداً..
و(الذاتية) هذه نفسها هي التي تتسيد المشهد..
فكل حزب – وكل أحد – يريد أن يستأثر هو بولاية… أو وزارة؛ ومن بعده الطوفان..
أو الفيضان الذي يضرب البلاد هذه الأيام..
فكان قدراً منطقياً على الشعب أن يجرفه طوفان الأسعار… ويغمر جنيهه فيضان الدولار..
والبارحة زار بلادنا وزير خارجية أمريكا..
وعلى قائمة أولويات أجندته إتمام التنازل الثالث من بعد قضيتي (كول)…و(السفارتين)..
رغم إن جرمهما يقع على عاتق نظام البشير..
أما التنازل الثالث – والذي توقعناه مسبقاً – فهو إكمال موضوع التطبيع مع إسرائيل..
فإن اكتمل… اكتمل قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب..
ويكتمل – عندها – قدر السودان (المنطقي) برفرة علم نجمة داؤود في سماء عاصمته..
وتتزامن مع زيارة بومبيو زيارتان أخريان…لتكون زيارات ثلاثية..
فقد وصل إلى الخرطوم أمس – كذلك – رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد..
واليوم متوقع وصول وزير الخارجية السعودي الفرحان..
ويبدو أن هذا الأخير قصد – نيابة عن حكومته – أن تأتي زيارته بعد زيارة نظيره الأمريكي..
وقبل زيارة المبعوث القطري… بعد غد الخميس..
والغرض منها إظهار الدعم المعنوي للسودان… بعد فشل (المادي) في مؤتمر الرياض..
ثم دعم مسألة التطبيع مع إسرائيل… بعد مباركة التطبيع الإماراتي..
عل ذلكم كله – مع وعد بتدفق الخير على السودان – يغطي على زيارة القطري..
سيما وإن قطر معروفٌ عنها كثرة الدفع… وقلة الكلام..
أما الأثيوبي فله شأن يُغنيه… فهو غير معني بتقاطعات قضايانا العربية الأمريكية الإسرائيلية..
وإنما يهمه (اللعب) على تحالفات ثنائية..
وذلك في إطار ثلاثية دول النيل…وتشابكات الدول الثلاث بخصوص أزمة سد النهضة..
فهل مكوناتنا الثلاثية قادرة على هضم هذه الزيارات الثلاثية؟..
ومن ثم التعاطي معها بعيداً عن مرارة التنازلات؟…. وقريباً من حلاوة المكتسبات؟..
أم ستفشل كفشل ثلاثي (سان جيرمان) في هز الشباك؟..
وكفشلها هي في هز شباك أيٍّ من قضايانا الثلاثية داخلياً؛ المعيشة… الدولار… السلام؟..
ثم الاكتفاء بالتغني – الحزين – للشعب:
أقدار يا نور عيني !!.
صحيفة الصيحة