غير مصنف --

عبداللطيف البوني يكتب: ستموت في ال….

(1 )
لا اذكر من الكاتب الذي وصف العقلية السياسية السودانية بالعقلية الدائرية ولكن اظنه لم يجانب الحقيقة فالتاريخ عندنا دائري وما من حدث يحدث لدينا الا واوجدنا له شبيها من الامس ثم ننتظر الذي يليه والذي سيكون مثل الذي تلا ذلك السابق فالتاريخ عندنا لايمشي في خط مستقيم لذلك اصبحت حياتنا كلها مكررة ومسيخة كمان وهذا ناتج من انه يعوزنا التفكير خارج الصندوق (الباراديم) بعيدا عن التجريد فمن كثرة ترديد ان الفترات الانتقالية قد فشلت ثم الغوص في اسباب فشلها قابلنا الفترة الانتقالية الحالية والتي اعقبت ثورة ديسمبر المجيدة بذات التصور وانها حتما فاشلة لا بل اخذنا نعدد في اسباب الفشل الامر الذي جعل الكل يهرب من هذا الفشل
(2 )
في الفيلم السوداني الضجة (ستموت في العشرين) بعد ان وضعت الام طفلها الذي اسمته مزمل ذهبت به للشيخ ليمنحه البركة ويمد له في عمره وبينما الشيخ يحمل الطفل بين يديه ويدعو له وعندما قال ان شاء الله ربنا يديه من العمر … طاخ درويشا خلف الشيخ على الارض وهو يصيح عشرين فاعتبر الجميع بما فيهم الام والشيخ بان عمر الطفل لن يتجاوز العشرين فعاش الطفل كل صباه وشبابه الباكر وهو محكوم بهذا العمر المحدود فكانت حياته بائسة خالية من اي انجاز الي ان وقع الفال الذي في اذهان الجميع بينما لم يكن في الواقع ولكن للاسف القناعة الزائفة هي التي تحكمت (سنعود لهذا الفيلم العالمي بكل المقاييس ان شاء الله اذا وجدنا لذلك صفحة ثقافية وهذة قصة اخرى ) وهذا هو بالضبط حالة الفترة الانتقالية التي نعيشها الآن فهي في اذهاننا ميتة موت مزمل اي فاشلة واخذنا نتعامل معها على هذا الاساس الامر الذي انعكس على الواقع فبدلا من ان ننتظر الانتخابات لتاتي بحكومة حزبية ضعيفة ليقوم عليها انقلاب عسكري كما حدث في المرات السابقة اصبحنا ننظر لنهاية الفترة الانتقالية لتصبح الانتحابات حلما وهذا يعني بالضرورة ان الانقلاب نفسه اصبح خلما ليطل علينا ما هو اسوأ منه ولا حول ولا قوة إلا بالله
(3 )
تبارى الناس في اسباب فشل الفترة الانتقالية فمنهم من ارجعها الي الوثيقة الدستورية والسبهللية التي كتبت بها ومنهم من يرى الفشل في الضعف العضوي للحكومة الانتقالية ومنهم من رجعها لمقاومة الفلول ومنهم من يراه في التدخلات الخارجية اما اكبر دليل على هذا الفشل فهو في النيران المشتعلة في الشوارع وفي الجنيه السوداني المسكين ولكن ليت الجميع يعلم ان الفشل في اذهاننا قبل ان يكون على الارض فياجماعة الخير الركن المعنوي في اي مكون اهم من الركن المادي الركن المعنوي هو القائد والمادي هو المقود فاستهدوا بالله واصلحوا من شان انفسكم وصبوا فيها شيئا من الثقة و(اقعدوا في واضاة الله دي) وجردوا انفسكم من الهزيمة النفسية اولا . ويا حكومة الثورة اعملي ليك شوية همة وشوفي ليك مشروع قومي يلتف حوله الناس ليرفعوا معنوياتهم ويتعاملوا مع هذة الفترة باعتبار انها فترة ناجحة وليست فاشلة اقول ليكم حاجة (قللوا الرحل وكتروا السفر) الشرح الكثير يفسد المعنى او كما قال.

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى