السودان اليوم:
جامعة الدول العربية من أقدم المؤسسات الدولية لكنها الاكثر اخفاقا عبر التاريخ بكل آسف ، وقد سقطت الجامعة بشكل مريع وارتكبت جريمة كبرى وامينها العام يهنئ الأمارات بما اسماه النجاح الكبير بتوقيع اتفاق السلام المزعوم مع العدو الصهيونى .
ان الجامعة التى قاطعت مصر عام 1979 لتوقيعها اتفاقية كامب ديفيد يومها ، والى جانب مقاطعة مصر تم نقل مقر الجامعة الى تونس وايضا تغير الامين العام ، ودعت الجامعة يومها الى مقاطعة مصر حتى اقتصاديا ناهيك عن المقاطعة السياسية ، وهاهى الجامعة العربية تتحول اليوم بكل آسف الى منبر للمنبطحين العرب المطبعين مع العدو الصهيونى وكأنما أصبح دورها إقناع الفلسطينيين بالانضمام الى مايعرف بركب الاعتدال العربى وهى الدول التى مضت مع المشروع الامريكى لتصفية القضية الفلسطينية ، وايدت ماعرف بصفقة القرن ، فالسعودية والامارات ومصر مثلا يتفقون على القبول بما يعرف بصفقة القرن وهذا يعنى ان الجامعة الان أصبحت أداة طيعة فى يد المطبعين المتفقين مع امريكا لتصفية القضية الفلسطينية ، وبكل أسف تحولت الجامعة العربية من كيان يجمع العرب ويسعى لتحرير الأرض المحتلة الى أداة لتنفيذ مخططات الصهاينة وخدمة مشروعهم العدوانى ، وبدلا من الدفاع عن قضية العرب المركزية وتبنى نصرة القدس والوقوف الى جانب الحق الفلسطينى رأينا البيان الخجول جدا الذى صدر عن الجامعة العربية ليلة الاعلان عن ماعرف بصفقة القرن وهو ما لايتواءم مع الحدث واهمية القدس فى الوجدان الرسمى العربى.
الجامعة العربية التى اخفقت فى تحقيق رسالتها ولم تكن بحق مكانا يجتمع فيه العرب فهى التى سكتت عن الغزو الامريكى للعراق ، وساهمت فى تضييع ليبيا وقتل شعبها بشرعنتها القصف الجوى الاطلسى على الشعب العربى الليبى الذى مازال يعانى من تدمير بلده ومطامع الجميع فى ثرواته ، والجامعة هى نفسها التى وقفت ضد الشعب السورى ودعمت الحرب عليه وتسببت ضمن اخرين داخل وخارج المنطقة فى قتل السوريين وبلدهم والتآمر الكبير عليهم ، ومازال مقعد سوريا فى الجامعة فارغا وهى التى قالت انها لن تعود الى الجامعة ما لم تتراجع الجامعة عن قرارات ومواقف ضد الشعب السورى كانت قد اتخذتها جورا وعدوانا وتعود حقا الى وصفها بالكيان الجامع للعرب لا الاداة الطيعة فى يد اعداء العرب وعملائهم من حكامنا الذين اصبحوا يشكلون وصمة عار فى جبين امتهم ، والجامعة العربية هى نفسها التى تقف مكتوفة الايدى امام جريمة العصر التى ترتكبها السعودية والامارات بقصفهما الشعب اليمنى المظلوم صباح مساء ، والعالم كله يشهد الان مدى الضرر الى تلحقه السعودية والامارات باليمن ، واليوم والامارات تنغمس فى مستنقع التطبيع وتقف هذا الموقف المخزى وتتآمر على القدس فإن السلطة الفلسطينية طلبت عقد قمة عربية لكن الجامعة العربية الخاصة بحلفاء الصهيونية لم تستجب للطلب الفلسطينى ولن تستجيب مادامت تخضع للسعودية والامارات ويهنئ امينها العام الاماراتيين على خيانتهم.
تبا للجامعة العربية وتعسا لها وهى تخدم العدو الصهيونى وتنفذ مخططاته .
The post جامعة الدول العربية في خدمة اسرائيل.. بقلم محمد عبدالله appeared first on السودان اليوم.