خاص السودان اليوم:
الملاحظ لمواقف الحزب الشيوعى وتعاطيه مع الاحداث اليومية يجد ارتباكا واضطرابا كبيرين يجعل قاعدته والمراقبين فى حيرة من امرهم وهم يطالعون مواقف ظاهرها التناقض ولن يكون باستطاعة احد ان يدافع عن الحزب الشيوعى ويصبح من حق أى مراقب ان يعتبر الحزب متناقضا فطريقة تعاطى الحزب الشيوعى مع الاحداث والوقائع اليومية تجعل الشخص يقول ان فوضى مقصودة يراد لها ان تسود بين الناس دون معرفة الهدف من ذلك بالضبط.
ومن مظاهر هذا الاضطراب والارتباك ما اورده الموقع الالكترونى لصحيفة السودانى يوم السبت من بيان منسوب للحزب الشيوعى كان حادا جدا وصادما للكثيرين وهو يعلن البراءة
من الحكومة الانتقالية بل يذهب ابعد من ذلك وهو يدعو الى اسقاطها ، ومما جاء فى الخبر
الاتى :
أعلن الحزب الشيوعي السوداني تبرؤه من الحكومة الإنتقالية واسقاط حكومة حمدوك، متهماً إياها بالفشل، ودعا إلى سحب جميع منسوبيه من جميع المواقع، بحسب بيان له في وقت متأخر من مساء الجمعة اطلعت عليه ( السوداني).
واتهم البيان فى جانب منه الحكومة بتبنى سياسة البنك الدولي بديلاً عن البرنامج الإقتصادي لقوى الحرية والتغيير مما زاد الأزمة المعيشية الطاحنة سوءاً والأوضاع الإقتصادية تردياً ، وإنتكاسة وتراجع في جبهة الحريات، وإعلان الخلاف مع الحرية والتغيير وقوى الثورة الحية ، والعجز عن تحقيق المطالب التي خرجت لها الجماهير في مليونيات فاضت بها الشوارع والميادين ، من سلام و إعادة هيكلة القوات النظامية والمليشيات وولاية المالية على كل الشركات الأمنية وإيقاف توغل المكون العسكري على صلاحيات الحكومة التنفيذية.
وأعلن الحزب عن عدم توانيه في بذل كل الجهد في سبيل إسقاط هذه الحكومة التي فشلت كل مساعيه في تقويمها وإعادتها إلى خط الثورة وطريقها ، “وفق البيان”.
ودعا البيان كل من ينتمي للحزب الشيوعي وبرنامجه مغادرة اي موقع تم تعيينه فيه حتى لانكون شركاء في اجهاض اعظم ثورة في تاريخ السودان وفي هدم مكتسبات شعبنا.
بيان بهذه القوة والحدة لايمكن ان يمر عليه الناس هكذا دون توقف عنده وهو بمثابة اعلان حرب على الحكومة ويكشف مدى
العلاقة المتردية بين الحزب وحكومته ، بيان بهذه الدرجة وهذا الوصف لابد ان يشعر المنسوب اليهم بالخطر فيسعون الى تكذيبه وانكاره وهذا ما دعى القيادى الشيوعى الكبير الاستاذ صديق فاروڤ الى قول الاتى عبر صفحته على الفيسبوك ، قال صديق :
اصدار بيانات باسم الحزب الشيوعي ونشرها على الجرايد الالكترونية هو جزء من الحملة لأبلسة الحزب، فكثيراً ما نقول ان الهجوم على الديمقراطية يبدأ بالهجوم على الحزب الشيوعي، والتشويش على مواقف حزبنا ممن يقودون حملة ضده او من ينتقدونه باسلوب لايليق بادب الخلاف ويمارسون الاستعلاء والاستاذية ، ونقول لهم نحن مع النقد الموضوعي لبعضنا البعض وضرورة أن نبتعد عن المهاترات ارتقاءً بالسياسة السودانية.
ونحن ندعم كل ما تقوم به الحكومة ومن شأنه تحقيق مصالح شعبنا ويقود للانتقال الديمقراطي ويحقق العدالة.
ونرفض ونعارض كل ما يقف عائقاً من سياسات ضد مصالح شعبنا ويعرقل الانتقال، ويعمل على مساعدة المجرمين للافلات من العقاب
ومما نقل عن قيادى آخر بارز بالحزب هو الاستاذ صديق يوسف قوله :
موقفنا واضح لا ندعو لاسقاط الحكومة كما جاء في البيان المزعوم بل نعمل علي ان تنجز الحكومة مهام الثورة وفق برامج قوي الحرية والتغيير وندعم كل ما هو ايجابي وننقد كل ما هو سلبي
ننادي بالغاء تعديلات الميزانية الاخيرة وان تكون رؤية اللجنة الاقتصادية لقحت هي المعبر عن سياساتنا
نرفض قمع الحراك الجماهيري بالقوة المفرطة ومع حق التعبير ااديمقراطي والسلمي
نسعي لوقف النزاعات القبلية واستخدام السلاح لحسم النزاعات والعمل علي عقد اللقاءات القبلية لمعالجة الخلافات
ضد التطبيع مع اسرائيل ومع حق الشعب الفلسطيني
نحن مع وحدة كل قوى الثورة المنضمين لقحت او غير المنتمين
ومن المعروف ان صحيفة السودانى قد اعتذرت عن نشرها البيان الذى يحرض فيه الحزب الشيوعى على الحكومة ويسعى لاسقاطها والذى نفاه قادة من الحزب على مواقع التواصل الاجتماعى، ويكفينا هذا دليلا واضحا على مدى التبنى الشيوعى لسياسة الاضراب الذى يسود الان ، والحزب ليس مصدقا فى مايذهب إليه ، وعليه الوضوح فى هذا الباب.
The post اضطراب وارتباك وسط الشيوعيين appeared first on السودان اليوم.