غير مصنف 2

خطاب الأماني العذبة.. بقلم محجوب فضل بدري

السودان اليوم:
– من مداعبات المرحوم الفنان خليل إسماعيل إنّه ردَّ على مدير الإذاعة المرحوم محمد خوجلي صالحين عندما قال له بصوته الجهوري وهما فى حوش الإذاعة: (ياخليل ماعندك غير أغنية الأماني العذبة، وأنا مابريدها !!). فقال خليل: (والله انت كمان إذاعتك دى ما فيها غير النشرة، وأنا من يقولوا يقرأها عليكم قاشرين – صالحين – بقفل الرادي طوالي). وضحكا بصفاء وانصرفا، فقد كانت النفوس متطايبة رحمهما الله.
– خطاب حمدوك الذي أعلن عنه قبل يوم من موعده، توقع البعض أن يكون خطاب إستقالة، ولن تكون إستقالته مقبولة، لأن مشرِّعي الوثيقة الدستورية سكتوا عن خلو منصب رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية، بالعجز او الموت أو الإدانة بالخيانة أو الإستقالة، أو حجب الثقة أمام البرلمان – هذا إن وُجِد – !! فلو أن حمدوك تقدم بإستقالته للمجلس السيادي لأدخلهم (في فتيل) كما يقولون هذه الأيام فقد كان الإدخال على أيامنا (في كستبانة) !! لكنه لم يفعل فأطلق أحد الساخرين بوست به أغنية جديدة للفنانة إنصاف مدني عنوانها: (أبى يقولا) في إشارة لتوقعاته بإستقالة حمدوك وإعلان فشل حكومته، والذي خذله فأعلن في عيد ميلاد تكليفه برئاسة الوزارة، أو عيد الجلوس كما أشار بعضهم، إستمراره في المنصب، وأنه سيكون رئيساً لجميع السودانيين، وهذا ماقال به أول عهده بالوزارة ولم يفِ به بل إنَّه إختزل علاقته في (شلة المزرعة) التي طبقت شهرتها الآفاق، وأشبعها الأصدقاء قبل الأعداء نقداً وتجريحاً، ولم يجد دولة رئيس الوزراء من بشريات غير نجاح الموسم الشتوي بزعمه، والذي لم توجف حكومته عليه خيلاً ولا رِكاب !! ومن حسنات خطاب الأماني العذبة إنه خلا إلَّا قليلاً من سينات حمدوك المشهورة، س نعبر!! س ننتصر!!
كما إنَّ دولته – حفظه الله – لم ينسب زيادة معدلات هطول الأمطار لحكومته السنيّة، وفي هذا شفافية وصدق يُحمد لحمدوك !! وعلى مساحة أحدى عشر ورقة من مقاس A4 تمددت كلمات الخطاب الذي قرأه حمدوك من على الملقِن (برومتر) الذي أتاح حرية الحركة ليديه ليستعين بهما في الإشارة لتوكيد المعاني وتكملتها بتؤدة وثبات أخرجه من وصف الشيخ المجذوب جلال الدين لأحد تلامذته وقد ضبطه وهو يقف أمام الفصل يقلِّد الشيخ في تدريسه فقال له: (ود القام دابو، خطَّاءٌ لحَّانٌ بليد الإشارة، بيد أنَّك وجدتَ الفصلَ غابةً من الرياحين). وهكذا لم ياتِ حمدوك بأي جديد في خطابه، وإن حاول دغدغة مشاعر الشارع اليساري بذكر المحاكمات المزمعة، والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، وأيلولة المؤسسات الإقتصادية العسكرية والأمنية لولاية وزارة المالية، ومواصلة لجنة أديب لعملها وكذلك اللجان الأخرى، ومواصلة إستكمال هياكل السلطة الإنتقالية، والتوقيع على اتفاقية – مجتزأة – للسلام. والتبشير بمفاوضات منفصلة مع القائد عبدالعزيز الحلو، والأستاذ عبدالواحد محمد نور !! ولم يألوا حمدوك جهداً فى إعلان نيته لاتاحة الفرصة للمزيد من كوتة النساء في مختلف المواقع الدستورية، آنحيازاً للجندر، وإستمرار دعم ست سلع من أصل ثماني !!
– وبقدر ما اتيح لي من سماع الخطاب حيَّاً وقرأته فى نسخته الإليكترونية pdf، وتابعت مداخلات المعلقين على القنوات الفضائية، او المواقع الإسفيرية، لم أجد ما يستحق الإحتفاء أو التقريظ. إذ لم يخرج من دائرة التمني، وأنا أنا في التمني ديمة هديلي ساجع.

The post خطاب الأماني العذبة.. بقلم محجوب فضل بدري appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى