غير مصنف 2

خطاب حمدوك وبتاع المطعم.. بقلم صبري محمد علي

السودان اليوم:
تقول الطرفة أن أحد المتسولين جاء لصاحب مطعم بخيل وإمعاناً في تقديم ما يثير شفقة الرجل حتى يغدق عليه العطاء أقسم هذا المُتسول بأنه لم يذق طعم الرغيف منذ ثلاثة شهور فبادرة صاحب المطعم قائلاً (ياهو زاتو طعمه ما إتغير) ، و لعل هذا لسان الحال لكل من تابع خطاب السيد حمدوك ليلة البارحة بمناسبة مرور عام على توليه رئاسة مجلس الوزراء . فلم يجد الناس سوي ذات الطعم القديم لخطابات السيد (حمدوك) الوعود والغبطة والسرور بالانفتاح حول العالم الخارجي والمطالبة بالصبر وإبداء التعاطف مع المواطن المنكوب بحكومته في معاناته اليومية (لاحظ تعاطف) والقفز و تجاوزاً الصلاحيات ومهام الفترة الانتقالية كالتعاون مع المحكمة الجنائية وحديثه عن محاكمة الرئيس المخلوع وما تبقى له من تهم وكانه يذيع لنا سراً وعن غلاوة الدم السودانى و وقف الاحتراب كانت له مرثية عاجزة عن فعل أي شي كرئيس حكومة وغيرها من العبارات الخاوية من (النوع أبوكديس) أعدنا الاستماع علّنا نجد ما قصرت عن فهمه عقولنا فلم نجد سوي أن الرجل سعى أن (يخمنا) قولاً بعد أن فشل في العمل والعطاء و أغلب ظنى أن من أعدّ خطاب البارحة لم يجد كبير عناء من تجميع القصاصات القديمة للخطابات السابقة وجمعها في ولم تسقط عنه (الاحزمة الستة) التى بشرنا بها السيد حمدوك للنهوض بالاقتصاد ، حزام الصمغ العربى وحزام السافنا وغيرها من الاحلام (القذافية) التى حلّت مشكلة العرب وإسرائيل (بشخبطة) قلم و إنشاء دولة (إسراطين) برأيي هذه العقلية التى يتعامل بها حمدوك مع إدارة الدولة (الدنيا مُنى و أحلام) ، حمدوك لم يطرح أي بشري يتوسدها المواطن السودانى قبل أن ينام ولو أن يلّوح بإستقالته ولا أدري هل تعتبر الوثيقة الدستورية (خلو) منصب رئيس الوزراء بالوفاة أم العجز أم فقد الأهلية لادارة شؤون الدولة أم أنها (طنّشت) هذه الفرضيات القانونية في غيبوبة الثورية ! وهل السيد حمدوك (الحي ده) حتى لان لم يعجز ولم يفقد الاهلية في إدارة الدولة ؟ حاولت أن أجد أمر جديد في ثنايا الخطاب يُمكن أن يُحلل فلم أجد سوى (طعم الرغيف القديم) وعبارات الرجل العاجزة و الامال العراض التى يؤملها على الدعم الخارجى و (الانفتاح) كما يحلو له أن يرددها مزهُواً في كل خطاب . للأسف كل يوم يزداد الاحباط ويتلاشي التفاؤل في هذه الحكومة و يقصر حبل الصبر الممدود فإن كان خطاب الامس هو منتهى فهم حكومة السيد حمدوك فليقوم الشعب الى ثورته فما زالت الغايات بعيدة المنال، والحكومة تنتظرُ (قحت) وقحت (كراع برة وكراع جوة) والسفينة تتصارعها رياح المحاصصة وحمدوك مشغولً بتصفيف شاربه لا أظنه يري شمساً في الخرطوم . وبين الامانى والواقع تتبخر أحلام السودان الجديد لن يختلف أثنان على فشل حمدوك وحكومته وليس أمامه إلا الرحيل أو الرحيل و إلا فقد يُرحّل كما ذهب البشير وليس دونه وسلفه (أكرم) إلا حزم الحقائب فقد أدمن الشيوعيون الفشل ، حقيقة لا أحد من الشعب كان يتوقع أعلى مما سمع وهذا ديدن القاعدين من الساسة . عام كامل لم يُضف حمدوك لبنة واحدة في إقتصاد الوطن ، عامٌ واحد تدهورت أسعار حمدوك لحضيض لم يصله البشير في ثلاثين عاماً ، ترك البشير الدولار بسبعة واربعين جنيهاً وها هو دولار (حمدوك) يتجاوز المائتى جُنيهاً لن نتحدثُ عن تنمية و كباري ومدارس وجامعات ولكن نُحدث عن كسرة خبز ناشفة و ملح وماءٍ وطن يتمزق .
قبل ما أنسى:ـــ
سألت في أحد الاحتفالات الرسمية وانا طالب بالجامعة سفير السودان بالقاهرة آنذاك وكان خريج زراعة (زي حمدوك) فقلت له ما علاقة الزراعة بالدبلوماسية فقال لى مُحرجاً وقد رأيتُ الاستياء بادياً على وجهه قال لى: يا ابنى للاسف هذا حال السودان الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، فهل يا تُري بماذا سيجيب حمدوك على هذا السؤال؟ بسنعبر أم (ده سؤال كويس جداً إذا تضافرت الجهود وعملنا سوياً) غايتو يحلنا الحلّ بلّه

The post خطاب حمدوك وبتاع المطعم.. بقلم صبري محمد علي appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى