خاص السودان اليوم:
المعروف عن المؤتمر السودانى بزعامة الباشمهندس عمر الدقير انه احد المكونات الرئيسية لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير , واحد الفاعلين فى الحراك الذى أدى لاسقاط الطاغية ونظامه البائد ، وقد عانى الحزب كثيرا من المتاعب والتضييق عليه أيام النظام السابق ، وبعد انتصار الثورة قرر الحزب العزوف عن تولى أى منصب تنفيذى وظل منتظرا تشكيل المجلس التشريعى ليشارك فيه ، ولكن مازال المجلس غائبا ولاندرى متى يتم تكوينه ، وقد اشار السيد رئيس الوزراء فى حديث له أمس الجمعة انه لايدرى متى يتم تشكيل المجلس ، حزب المؤتمر السودانى قرر مؤخرا ان يشارك فى المناصب التنفيذية وقدم مرشحيه لمناصب الولاة ، ولم يرض بالطريقة التى تم بها اختيارهم والنتيجة المترتبة عليها ، وآلان ينتظر ان يشارك فى الحكومة ، وحمدوك لم يعلن بعد اسماء الوزراء الذين يفترض ان يحلوا محل الماضين.
حزب المؤتمر السودانى وفى تعليقه على أحداث مليونية جرد الحساب أخرج بيانا حاول ان ينأى بنفسه فيه عن الاحداث ، فلا هو جزء من الحكومة لذا يطالبها بالاصلاح والتغيير ، ولاهو راض عن بعض ما وقع من أحداث فى مليونية جرد الحساب لذا ينصح الثوار ويعترض على بعض ما وقع منهم ، والحزب بموقفه هذا كانما يمسك العصا من المنتصف فهو مع الطرفين وضدهما فى نفس الوقت ، ونقرأ ادناه بعضا مما ورد فى البيان :
– نعيد تأكيدنا على إدانة العنف المفرط الذي واجهت به السلطات الأمنية مسيرة جرد الحساب.
– نكرر دعوتنا للحكومة المركزية و الولائية على ضرورة محاسبة العناصر الأمنية التي تورطت في هذه الأحداث بصورة عاجلة.
– نؤكد إدانتنا لبعض مظاهر الخروج عن السلمية التي شهدتها التظاهرة و رفضنا التام لأي خروج عن قيم الثورة و أدواتها بغض النظر عمن يقف خلفها.
– لشعبنا مطالب مشروعة من حكومته الإنتقالية ، على رأسها تحقيق السلام و إستكمال هياكل السلطة الإنتقالية و تحسين أداء الحكومة و تحقيق العدالة و هي مطالب نبذل أقصى طاقتنا كحزب من خلال عضويتنا في تحالف الحرية و التغيير على إعانة الحكومة الإنتقالية على إنجازها، واضعين في الإعتبار تعقيدها و الحواجز التي تفصلنا عن تحقيقها.
– ان تجاوز هذه العقبات هو في وحدة قوى الثورة و عملها المشترك مع بعضها البعض و تحمل المسؤولية في إنجاز مهام الثورة عوضاً عن إنتظار إنفاذها بواسطة عدد محدود من الأشخاص في مجلس الوزراء و تحول كل قوى الثورة لعوامل ضغط عليهم تزيد من تعقيد مهمتهم.
– نجحت الثورة بتحمل كافة قوى التغيير لمسؤولية مقاومة النظام ، و لن تنجح الفترة الإنتقالية إلا بتكاتف كافة قوى الثورة و تحملها مسؤولية البناء و هي تتطلب أدوات جديدة لا إستخدام ذات أدوات المقاومة التي رفعناها في وجه النظام البائد.
– أنتجت عبقرية شعبنا أساليب عديدة للمقاومة و الإحتجاج السلمي و منها وسيلة المتاريس التي تم إبتكارها منذ عقود عديدة كوسيلة لمنع عربات و آليات الأجهزة الأمنية الباطشة من إقتحام مناطق التظاهر السلمي الشعبي و كانت وسيلة فعالة في تلك السياقات. إن استخدام المتاريس الآن في ظل حكومة الثورة المدنية التي لا تهاجم تظاهرات الأحياء و لا تنتهج العنف فيها ، يؤدي لوضع مزيد من الرهق على كاهل شعبنا المغلوب على أمره ولا يوصل أي رسالة تتعلق بالمطالب التي تبتغيها الحركة الجماهيرية من الحكومة الإنتقالية. قاد إستخدام المتاريس في بعض المناطق لمواجهات بين المواطنين و الثوار و هو أمر يفتت الحركة الجماهيرية و يبطل أدواتها الفعالة بعزلها من حاضنتها الشعبية. مع إيماننا أن متاريسنا يجب أن تظل حاضرة في وجه كل من تسول له نفسه إختطاف ثورتنا المجيدة.
ونلاحظ ان المؤتمر السودانى فى بيانه هذا يحاول ان ينصح الحكومة والثوار معا بسلوك طريق الحوار وهذا امر جيد فى ذاته لكن نتساءل أين يضع الحزب نفسه ؟ اهو فى الحكومة وينصح نفسه ام ماذا ؟ انه امساك العصا من النصف ، فهل هو النهج الجديد للحزب ام ان الامر اقتضته الظروف ؟
The post المؤتمر السوداني وامساك العصا من النصف appeared first on السودان اليوم.