خاص السودان اليوم:
لا يخفى على أي مهتم بالشأن السياسي السوداني البون الشاسع جدا بين مكونات قوى الحرية والتغيير وما آلت إليه الأمور بينهم ووصلت إليه خلافاتهم مع بعض ، وكثيرة هى النماذج لصراعات الاخوة الاعداء وما ينشب بينهم من خلافات تكاد تودى ببنيان تحالفهم الهش وتصل به الى التضعضع والانهيار.
ونقف اليوم مع حزب المؤتمر السودانى فى افادات له بهذا الخصوص عن العلاقة مع قوى الحرية والتغيير كجسم كبير وتحالف يجمع المختلفين فى الرؤى ، وعن خصوص العلاقة مع الحزب الشيوعى والموقف منه ، وسوف نستفيد بشكل اساسى فى هذه المساحة من مادة منشورة بصحيفة الانتباهة ، وهى عبارة عن لقاء مع الرجل الثانى فى الحزب الأستاذ مستور أحمد الذى تحدث عن هذه الخلافات بشكل عام ورؤيتهم للعلاقة مع الحزب الشيوعى ، وسنورد جزء مما قال ونعلق عليه بشكل أو آخر .
الصحيفة سالت الأستاذ مستور عن الصراع داخل الحاضنة السياسية للحكومة ، وانه لم يعد اختلافاً في وجهات النظر ، وانما اظهرت المسألة خلافات سافرة وعداءً كبيراً – بحسب تعبير الصحيفة – ، مشيرة الى الحديث عن خلافات بين المؤتمر السوداني والحزب الشيوعي تمثلت في عمليات ترصد سياسي ، الصحيفة سالت واجاب الأستاذ مستور بقوله :
الصراعات والنزاعات داخل القوى السياسية ليس جديداً ، فهو إرث وثقافة في الممارسة السياسية ، ولديها جذورها وتبعاتها ، ونحن كحزب صراعاتنا مع القوى السياسية مرتبطة بالموقف من النظام السابق وغيره ، لكن بعد التغيير والثورة اصبح الخلاف مرتبطاً بكيفية التعامل مع الحكومة الانتقالية والملفات التي تحتاج الى حسم ، والحزب الشوعي لأنه ينطلق من خلفية آيديولوجية جامدة ، وبالتالي كل من يختلف معه في نظرته للقضايا ، قد يقود ذلك الى صراع وتوصيفات (هبوط ناعم ورجعيين) وغيرها من التوصيفات ، وهذا ديدنه ، وهذا في الحقيقة قاد إلى صراعات في الحرية والتغيير وفي تجمع المهنيين وفي النظرة لبعض قضايا السلام والاقتصاد ، والذي يحدث هو تجلٍ للخلافات في تحليل الصراع والنظرة للحلول ، والصراع في تجمع المهنيين واحد من الاعراض والنتائج ، لكنه ليس صراعاً بيننا وبين الشيوعي ، والطرف الآخر مجموعة من الاحزاب التي كان لديها رأي واضح في الطريقة التي ادار بها الحزب الشيوعي تجمع المهنيين ، والنتيجة ان التجمع اصبح جسمين رغم محاولات التوافق ، والآخرون كلهم وافقوا على ان يصبح جسماً واحداً لأن التجمع ساهم في قيادة الشارع ، ونحن كنا رافضين لأن تتم السيطرة على التجمع من جهة واحدة ، لكن هذا يؤدي الى احداث خلل وتعطيل التوافق حول بعض القضايا.
وهنا نقول ان حزب المؤتمر السودانى قد افصح على لسان الأستاذ مستور عن امر طالما كان يتم تناوله همسا ، وهو اتهام الحزب الشيوعى بموقفه السلبى من شركائه فى العملية السياسية وعدم تعامله معهم بشفافية ، والاخطر فى كلام الرجل الثانى بحزب المؤتمر السودانى تأكيده على اختطاف تجمع المهنيبن واصراره على ذلك مما ادى الى انشقاق التجمع واضرار ذلك بالعمل الثورى ككل ، معتبرا ان الحزب الشيوعى يسهم بافعاله هذه فى الحيلولة بين الثورة وبلوغ مقاصدها ، ويمكن القول ان هذا اقسى اتهام سياسى يتم توجيهه للحزب الشيوعى من شركائه .
The post الحزب الشيوعي متهم باعاقة الثورة appeared first on السودان اليوم.