غير مصنف 2

حكايات تضحك الغنمايات.. بقلم حيدر المكاشفي

السودان اليوم:
في تبريره لقطوعات الكهرباء الأخيرة والتي تمتد لنحو سبع ساعات، قال وزير الطاقة والتعدين المكلف الباشمهندس خيري عبدالرحمن، ان سبب هذه القطوعات يعود لحريق نشب بمحطة توليد سد مروي الامر الذي ادى لنقص التوليد المتاح فاضطررنا لبرمجة التيار الكهربائي..وقبل حريق مروي كانت تبريرات القطوعات تلقى على النيل في حالتي فيضانه وانحساره، اذا فاض انحسرت الكهرباء واذا انحسر انحسرت ايضا، هذا طبعا غير المبرر الثابت وهو شح الوقود المشغل للمحطات الحرارية، وهكذا بقيت ادارة الكهرباء على حالها القديم بلا جديد فى التبريرات، ومن عينة هذه التبريرات العجيبة أذكر ما قالته ادارة الكهرباء فى سنة ما للأهل في سنار حين انقطعت عنهم الكهرباء والماء لثلاثة أيام وكانت يومها الدنيا رمضان والناس صيام والحر لافح، إن ضبا يبدو انه من فصيلة (ابو فنيلة) هو من تسبب في قطع الكهرباء والمياه لثلاثة أيامٍ حسوما ذاقوا خلالها الامرين بأمر هذا الضب الذي إتخذ من علبة المفتاح الرئيسي جحرا له، ومثله كانت تلك الكديسة التي حملها مسؤولو الكهرباء مسؤولية الإظلام الكامل الذي حل بالعاصمة فى احد الاعوام، والقوا باللائمة على الكديسة المسكينة التي ربما حلت بإحدى التوربينات لتضع حملها حين لم تجد أفضل من ماكيناتهم مكانا لولادة صغارها فأحدثت تلفاً بمحطة التوليد، أو ربما الفضول الذي أشتهرت به القطط (Curiosity killed the cat) هو الذي دفع بها لاكتشاف تلك المجاهل فكان أن دفعت حياتها ثمناً لكشف عورة محطة الكهرباء التي وضح أنها (قاعدة أم فكو) تسرح وتمرح في حماها الهوام والسوام والبغاث والنطيحة والموقوذة وما أُهل به لغير الله، ومنها أيضاً ذاك الصقر أو تلك الحدأة لا أدري التي قيل إنه أو إنها تسبب أو تسببت في قطع الكهرباء بإحدى مناطق الجزيرة، وهكذا لم يتركوا ما يطير او يزحف وما يبيض او يلد من حيوانات إلا وجعلوه سبباً لتلك الخيبات والاخفاقات، أما الآن فيبدو أن موضة التبريرات بتعليق أسباب الاخفاقات على رقاب الحيوانات قد باخت ولم تعد مبرئة للذمة، فارتقوا بها درجة نقلتها من عالم الحيوان الى دنيا النيران..
وغير تبريرات اهل الكهرباء هناك ايضا تبريرات عجيبة وغريبة من جهات اخرى، منها على سبيل المثال الجقور التي قيل انها قرضت اساسات كبري المنشية، والسناجب التى قدموها قربانا لفيضان القاش فى عام ما، بأن حملوها مسؤولية تخريب المتاريس وإحداث الثقوب التي اندفعت منها مياه السيول الكاسحة التي اهلكت الزرع ودمرت المنازل، فهل بربكم هذه التي قرضتها السناجب بأسنانها متاريس أم مقاشيش؟ واظنكم لم تنسوا حكاية اختفاء 450 جوال سكر من حصة المواطنين بمنطقة الدندر التى قيل ان نملا قد التهمها عن آخرها بما يعيد الحكاية الدائرية (دخلت نملة اخذت حبة وخرجت)، وأخيرا وليس آخرا حكاية الـ 6000 جوال دقيق بأحد المخازن بمدينة عطبرة التي قيل ان الخنافس افسدتها وعاثت فيها فسادا..وهذه كلها والله حكايات تضحك الغنمايات..

The post حكايات تضحك الغنمايات.. بقلم حيدر المكاشفي appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى