غير مصنف 2

منصة الثورة.. بقلم محجوب مدني محجوب

السودان اليوم:
كل الاتجاهات السياسية الآن في السودان تبحث عمن يعبر لها عن أشواقها، وطموحاتها، وأهدافها، ومنها من تبحث لإرساء قيم وتعاليم الإسلام.
فما هي المنصة المناسبة التي تحقق لنا أهدافنا وغاياتنا المشروعة والمختلفة؟
* هل هي منصة الفرد؟
* هل هي منصة الجيش؟
* هل هي منصة الحزب الواحد؟
* هل هي منصة أصحاب الأطماع الخارجية:
* أم منصة الانتظار من دون تحديد حتى تظهر نهاية الصراع، ومن ثم نبث من خلالها ما نطمع أن نحققه؟
فلننظر لكل منصة من المنصات السابقة، ولنتعرف عليها، ونكتشفها.
هل تستطيع أن تحتضن ما نرجو ونطلب في غاياتنا السياسية؟
إن قلنا ملاذنا في منصة حكم الفرد فقد ثبتت التجربة أن حكمه لا يتجاوز ما ينادي به أرنبة أنفه، وسرعان ما يتحول إلى وحش كاسر ينهش لحومنا، ويحول طاقاتنا وقواتنا وشبابنا إلى قوى تأكل بعضها بعضا، كما يحول ثرواتنا إلى دمار، والباقي منها إلى جيبه.
أما منصة الجيش فقد رأيتم حكمها فهو لا يحمل أي رؤية سياسية، وما هو في كل تجاربه إلا بوقا لحزب ما يستغله ليصل به إلى الحكم، ليتحول بعد ذلك إلى حكم فرد، فلا الحزب الذي امتطاه ليصل به إلى الحكم فلح، ولا الشعب استفاد بعد أن تحول حكمه إلى حكم فرد.
والحزب الذي في أجندته أن يصل إلى الحكم بأي وسيلة، وليس في حسبانه أن يجلس ولو ليوم واحد في مصاطب المعارضة، فسوف يستغل كل ما هو حوله للوصول لهدفه بما في ذلك الوطن نفسه، فلا يبالي من أن يستخدم أي وسيلة وإن كانت هذه الوسيلة تمتص وتدمر بلده.
والذي يضع يده على يد طامع خارجي فهو يدرك تماما أنه يخادع نفسه قبل أن يخادع الشعب، وأنه ما سعى للتحالف معه إلا ليسبق منافسه وينتصر عليه.
أما من ينتظر أي منصة من المنصات السابقة حتى تنتصر على أخواتها، فسوف يجد بما لا يدع مجالا للشك أنها ابتلعته وصار من ضمن قوتها.
فأوضحت التجربة والتاربخ والمنطق أن جميع هذه المنصات التي ذكرت مضروبة ومغشوشة، وما هي إلا فترة معدودة، ويتبين فشلها، وخسارة الوطن من عملها.
ليس لنا من حل إذن سوى منصة الثورة هي التي تحمي أهدافنا السياسية، وترقيها، وترسم لنا طريقا معبدا يسير عليه الكل من أجل الوطن والشعب.
وإن قال قائل أن منصة الثورة عرضة للسرقة والاستغلال والفوضى، فإن هذا المنطق هو منطق العاجز المتفرج في ميداين السياسة.
إذ أن هذه الدنيا التي نعيش فيها هي كذلك مرتع للشياطين والفسقة والملحدين، ومع ذلك لم يقف المصلحون والمرشدون والموحدون ليتركوها لهم وإنما جعلوها لهم أيضا ميدانا ينشرون عبرها قيمهم ومثلهم.
فلا تترك منصة الثورة لأن كلابا استولت عليها، وإنما من تحديات الثورة هي توجيهها لما نريد، بالإضافة إلى أنها مصدر تحقيق أهدافنا وغاياتنا.
وبذلك يتبين أن الالتفاف والسعي لإنجاح وحماية منصة الثورة ليس لأنه أفضل الحلول، بل لأنه يمثل الحل الوحيد الذي يخرج العمل السياسي من هذا النفق المظلم.
فالجهة التي لا تعطي منصة الثورة هذا الاهتمام والأهلية، فهي بلا شك تنتمي لواحدة من تلك المنصات المضروبة.

The post منصة الثورة.. بقلم محجوب مدني محجوب appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى