السودان اليوم:
من حق الاحرار فى العالم أجمع ان يفخروا بانجاز المقاومة اللبنانية وانتصارها التاريخى فى العام 2006 والذى تمر ذكراه الرابعة عشرة الان ، ومن حق محور المقاومة وجبهة مناهضة الإستكبار بشكل خاص ان يبعثوا بالتهانى والتبريكات لبعضهم بعضا فى ذكرى انتصار لبنان على العدوان الاسرائيلى الغاشم ، وفى هذه الظروف التى تمايزت فيها الصفوف واتضحت الرؤى وبانت المواقف فان انتصار المقاومة فى العام 2006 ودحرها هجوما كبيرا شاركت فيه القوى الكبرى الى جانب اسرائيل سواء كان ذلك بالدعم العسكرى المباشر أو دعما سياسيا وماليا ، يلزم تجديد التهنئة للبنانيين على نصرهم الاستراتيجى الذى حققوه.
ومن المعروف ان ظروف المعركة كانت صعبة جدا على المقاومة فبعض القوى اللبنانية فى الداخل وبالذات الحكومة كانوا يقفون صفا واحدا ضد المقاومة فى تلك المعركة ، كما كانت غالب الحكومات العربية فى تلك المعركة ضد المقاومة التى وقفت تقاتل وحيدة فى الميدان باستثناء مواقف مشرفة سجلها البعض على قلتهم (إيران وسوريا كدول وحركات وفصائل مقاومة وشعوب العالمين العربى والاسلامى واحرار فى مختلف المناطق بالعالم ) ، وهذه المساندة على قلتها لكنها كانت اعظم من مواقف كثير من المنبطحين والنعاج واولئك النفعيين .
وكانت الحرب عام 2006 ضمن الخطة الأمريكية الساعية الى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد ، وكانت المعركة قاسية ولمدة ثلاث وثلاثون يوما صمد لبنان ومقاومته واجبروا العدو على التراجع عن كل شروطه التى حاول فرضها يومها ، وتحت اقدام المقاومين وبثباتهم وجهادهم انتصر لبنان وتم كسر الجبروت والطغيان الصهيونى وخاب تخطيط العدو للفوز بما يريده ولم يحقق ما يصبو إليه ، وبوقفة اللبنانيين وكل الاحرار والشرفاء رأينا الهزيمة تلحق بالعدو ، وكشفت هذه الحرب مدى الوهم الذى يسعى الكيان الصهيونى الى رسمه فى اذهان الناس عن قوته وتماسكه وبناءه المحكم ، وقد ابانت نتائج الحرب الاكذوبة الكبرى التى يحاول الاسرائيلى ان يثبتها فى اذهان الناس وهى ان قوته الباطشة هى التى تخيف الكل منه ولكن انجاز المقاومة تمثل فى جانب مهم منه على تثبيت قاعدة توازن الردع التى تحمى لبنان وتمنع العدو من الانجرار الى أى تفكير فى تنفيذ عدوان شامل على لبنان ، وهذا الانجاز يستدعى التوقف عنده طويلا والتأكيد على أهمية ما صنعته المقاومة وثبتت به نفسها قوية راسخة عصية على الالغاء أو التجاوز.
وفى هذا اليوم لابد ان نقول ان النصر الذى حققه اللبنانيون هو عمل عظيم يفخر به كل احرار الأرض .
The post انتصار يفخر به كل حر .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.