غير مصنف 2

نقطة, سطر جديد.. بقلم د.عبد اللطيف البوني

السودان اليوم:
(1)
بعد إذن السادة القراء نعيد الرمية التي أوردناها قبل أيام لحاجتنا الماسة لها، وهي تلك التي تقول ان أحد أجدادنا تنازع مع ابن عمه على قطعة ارض فاعتركا فتمكن أحدهما من الآخر فطرحه أرضا ووضع رجله على رقبته وتناول فراره (فأس) وأراد ان يهوي به عليه، فما كان من المطروح إلا ان صاح (ياعوض الله قولب الفرار)؛ اي انه استستلم لقدره وأيقن ان الفرار سيقع عليه فأراد إدراك ما يمكن إدراكه وهو تجنب شفرة الفرار الحادة ولتقع الضربة عليه (بالحتة) المدببة لتكون النتيجة فلقة وليس شجا فاصلا. الضربة ستكون (بالحتة الفيها الحديدة).
(2)
فالآن أكملت اثيوبيا بناء سد النهضة وانتهت من المرحلة الأولى من ملء السد بأربعة مليارات ونصف من الأمتار المكعبة رغم توسلات ورجاءت مصر والسودان بان تتريث حتى يتم الاتفاق على مجمل الملء والتشغيل ومستقبل النهر الشرقي .
قالت إثيوبيا وعلى لسان وزير خارجيتها وهي تدشن المرحلة الأولى؛ الآن قد أصبح الآباي (بالامهرية) وعندنا النيل الازرق، ملك اثيوبيا وكان احتفالها بذلك بمثابة عودة الابن الضال. فسد النهضة سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب وهذه الكمية مجمل الحصة التي ترد للسودان ومصر من الآباي، حدث هذا بعد ان كانت اثيوبيا قبل 2011 تطالب بالسماح لها ان تكون سعة سد النهضة 17 مليار متر مكعب فقط لا غير، لكنها استغلت السيولة السياسية في البلدين واستغلت التوتر بينهما فـ(حدث ما حدس).
(3)
في نشرة أخبار التلفزيون الرئيسية مساء الجمعة أمس الأول قال السيد وزير الري البروف ياسر عباس وبعضمة لسانه ان السودان وفي ورسالة لوزير الخارجية الجنوب افريقي الممثل للاتحاد الافريقي قد رفض الرد الذي جاءه من الحكومة الأثيوبية وان السودان أصبح لديه مخاوف حقيقية من تصرفات اثيوبيا (بالله ضع خط تحت مخاوف هذه) فاثيوبيا قالت إنها لن تتفاوض إلا على مدة ملء السد، وبهذا تكون اثيوبيا قد تنكرت لما تم الاتفاق عليه وهو ان يكون التفاوض على مدة الملء وعلى التشغيل وكل ما يتعلق بتقاسم المياه مستقبلا ووضع إطار قانوني لما يتم الاتفاق عليه, غير المخاوف المشتركة بين مصر والسودان. فللسودان مخاوفه الخاصة وهي على حسب ما قاله وزير الري تتمثل في حماية خزان الرصيرص الذي يبعد كيلومترات فقط عن بحيرة سد النهضة وفي تهديد عشرين مليون سوداني يسكنون على ضفتي الآباي أقصد النيل الأزرق.
(4)
نحن هنا لسنا بصدد تقليب المواجع وتذكير الناس بحماس ذات وزارة الري لسد النهضة في السنوات الماضية، وكيف انها صورته بانه سيفيد السودان أكثر من اثيوبيا ذات نفسيها ولم تأبه للتحذيرات من النوايا الإثيوبية، ولكننا بصدد قولبة الفرار والقول إن اثيوبيا قد قضت وطرها من المسكنة للسودان وتعمل الآن بسياسة وضع مصر والسودان أمام الأمر الواقع ولن تأبه لشكوى السودان او مصر وستفعل ما تريد، فما على السودان إلا ان يبطل الجرسة ان لم نقل السكليب ويضع أمام ناظريه مخاطر السد ويعمل على كيفية تفاديها وكله بعد إذن اثيوبيا ست الآباي.

The post نقطة, سطر جديد.. بقلم د.عبد اللطيف البوني appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button