السودان اليوم:
فجأة وبلا مقدمات أطلقت وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا لجميع الأمريكيين من السفر إلى السودان. وسببت الخارجية تحذيرها هذا بانفراط عقد الأمن والاختطاف والنهب المسلح واقتحام البيوت والاختطاف المسلح للسيارات واستمرار وجود بعض الجماعات الارهابية بالسودان.ونصحت الوزارة المسؤولين الأمريكيين القادمين الى السودان اضطرارا استخدام سيارات مصفحة لأداء مهامهم الرسمية..هذا تحذير غريب وعجيب ويكشف عن (لولوة) امريكية معتادة، ومبعث الغرابة و(اللولوة) فيه أنه يجئ بعد اقل من ثماني واربعين ساعة من الاتصال الذي اجراه وزير ذات الوزارة التى اطلقت التحذير برئيس الوزراء حمدوك، حيث اكد وزير خارجية امريكا (صاحبة التحذير) فى اتصاله دعم واشنطن للحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين وجهودها لبناء سلام دائم في السودان. كما ابدى تفاؤله بالتقدم في ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية..وقبل هذا الاتصال الهاتفي لأحد كبار المسؤولين فى الادارة الامريكية كانت تصريحات وبيانات امريكية عديدة قد صدرت من العديد من كبار المسؤولين الامريكان وكلها كانت تؤكد دعم الفترة الانتقالية وحكومتها بل وتعلن أن مسألة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب باتت مسألة وقت، ولكن للأسف لم يتحقق أيا من هذه الاحاديث (الهوائية) لا الملفوظة ولا المكتوبة، فلا كان هناك دعم ولا ازالة من القائمة السوداء (ولا صرفا ولا عدلا)، وانما مطل ومطاولات ومراوغات و(جرجرة) حتى اطلت علينا ببيان التحذير العجيب..
وعلى كل حال وطالما اننا لا نملك كلمة على امريكا، سنتوجه بكلمتنا لحكومتنا، فنقول لها اقلبي صفحة امريكا، ان دعمت وساندت وازالت فبها ونعمت، لكن ليس عليك ان (تربعي) يديك وتنتظري الامريكان الذين قد يوفوا بوعودهم أو ينكصوا فذلك شأنهم، فحالة الانتظار العبثي الممل مما يعيبه اهلنا ويقولون فيمن يقع ضحية له (فلان راجي الري).
فإذا قال لك أحدهم ( إنت راجي الري ) فهو إنما يسخر من إنتظارك العبثي لشيء لن يأتي أبداً، ولا أعرف لهذه العبارة حكاية أو قصة، ولكني وقفت على بعض الأشعار الشعبية والأغاني الدكاكينية التي أتت على ذكرها، مثل تلك الأغنية التي يدرجها النقاد الفنيون في عداد ما يسمونه الأغاني الهابطة، ويقول أحد مقاطعها (الجداد الحي يا عوض دكام، ناكلو مشوي وني يا عوض دكام، يوم الخميس الكي يا عوض دكام، هلالنا راجي الري يا عوض دكام)، ومنها قول شاعر شعبي:
صابر قلبي بي أشواقو * زي صبر السّلم في الصي
بدّل لي إبر أوراقو * عشان يفضل حي
صامد لي السموم يتحدى * في الوادي البلا حمبي
عينو على الخريف يتعدى * صابر وبرضو راجي الري
ومنها كذلك أغنية شهيرة للفنان جعفر السقيد يقول فيها:
تحبي سواي وتنسى وفاي وتغدري بي
تهدّي مناي تقرري تاني ترجعي لي
أكون لليلة مستنيك وراجي الري
ياخي ما معقول…
وهو ذات اللامعقول ان ترجى حكومتنا الري الامريكي..
The post الراجي امريكا يرجى الري!!.. بقلم حيدر المكاشفي appeared first on السودان اليوم.