بينما كنت أقف في صف الوقود في محطة أويل إنرجي في الأزهري – بعد تقاطع شارع المطار مع شارع الهواء وأنت متجه على مايو – وأنا مستمتع بالأجواء الخريفية البديعة موقفاً مكيف السيارة فاتحاً نوافذها وتجول بخاطري تفاصيل الطريق الذي ينتظرني قطعه إلى مدني نقاط تفتيشه ودوريات المرور فيه وكيف أتجاوزهم ويقطع كل ذلك التفكير رنين هاتفي الجوال إذا به أخي الشفيع الذي سيرافقني في رحلتي إلى مدني يخبرني أنه سيصلني بعد دقيقتين وقبل إنتهاء المكالمة والهاتف على أذني يخطفه أحدهم ويجرى ومعه إثنان ويقطع ثلاثتهم الظلط شرقاً ليدخلوا الإنقاذ دلالة العربات القديمة وما كان مني إلا أن جريت خلفهم تاركاً العربة والمفتاح فيها وبها أشياء قيمتها لا تقل عن ٥٠٠ ألف جنيه أوصيت عليها شخص بجوارها لا أعرفه وانطلقت خلف اللصوص لتبدأ تفاصيل الفيلم الهندي.
كان إثنان منهم يحملون سكاكين والثالث يرميني بالحجارة وأنا أطاردهم أعزل لا أحمل شيئاً ولو لا لطف الله بي لكن في عداد الموتى أو أقلاها طريح الفراش في العناية المركزة فقد أفلت من محاولات عدة للطعن تمزق منها قميصى وأصبت بجروح خفيفة وعدد من ضربات الطوب رغم من إفلاتي من معظمها حامياً ظهري بالحائط وكل ذلك وأنا ضابط نفسي من أن أضرب أحدهم لأنهم وسط أهلهم الذين كانوا يستمتعون برؤيتي وأنا أفلت من هذه المحاولات فقد كانوا يجلسون جماعات في الشوارع لم يهرع أحدهم لحل المشكلة بيننا فعلمت حينها أني إذا أصبت أحدهم لن أخرج حياً منهم لأنها ستأخذ بعداً قبلياً، لذلك تصرفت بحكمة وكففت يديَّ عنهم رغم أنه كان بإمكاني إصابتهم جميعاً.
ولما تأكدوا من إصراري على إستعادة هاتفي مهما كلفني الأمر لجأوا لأسلوب التفاوض معي ( السالف) وهو أن أدفع لهم مالاً ويعيدوا لي هاتفي.. وبالفعل دفعت لهم ٢٠٠٠ جنيه استلموها وتواصلوا فرارهم ليبدأوا تفاوضاً جديداً دفعت فيه ٥٠٠٠ جنيه استعدت بعدها هاتفي ليصبح ثمن إستعادة هاتفي ٧٠٠٠ جنيه وجروح وضربات طوب وتمزيق قميص وركض مسافة طويلة جداً خلفهم عدت بعدها باستئجار ركشة للوصول لمكان عربتي وقلبي يتحرَّق ألماً أنني لم أقتلهم جميعاً
هذا ما حدث معي فاعتبروا يا أولي الألباب ولا تفارقوا أسلحتكم
حفظكم الله وجنبنا الفتن
أبو سعيد ودالفكي
من قروب
احترس .. امامك كشة