خاص السودان اليوم:
من المتعارف عليه بين الناس فى السودان قديما وحديثا ان الجميع على اختلاف توجاهتهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية انما يلتقون اجتماعيا ، وتشهد بذلك المناسبات فرحا وكرها ، وعلاقات الجيران مع بعض وتداخلاتهم تشهد على ذلك ايضا ، وهذا الامر من الوضوح بمكان حيث ان السودانيين يفرقون جيدا بين ممارسة السياسة والعمل الاجتماعى فترى الخصوم السياسيين الى درجة القطيعة (السياسية طبعا وليست الإجتماعية) تراهم يجتمعون فى بيوت الاعراس والمآتم دون ان يكون لخلافهم السياسى أى أثر سالب فى علاقاتهم الإجتماعية ، وما كان هذا بالامر الذى يحتاج الناس الى الحديث حوله لولا هذه التغيرات التى شهدتها أخلاق البعض فاصبحوا يخلطون بين السياسى والاجتماعى ، وتترتب على ذلك نتائج ليست جيدة ، وفى انباء اليومين الماضيين ان بعض قاصرى النظر أو اولئك الذين لا علم لهم بفن ممارسة السياسة ، واولئك الذين لم يتعلموا فى مدرسة الاباء الذين مارسوا السياسة كما ينبغى ، هؤلاء الشباب خرقوا ما كان سائدا من عدم الخلط بين السياسى والاجتماعى .
نتحدث اليوم عن شباب حى الحتانة جنوب بمدينة أمدرمان الذين لم يتعاملوا بالخلق والذوق الرفيع ، ولم يتحققوا من معلومات مضللة وصلتهم عن اجتماع للفريق كباشى مع بعض الاسلاميين ، واعتبروا الأمر قضية مضادة للثورة فاحتشدوا حول المكان يهتفون ويهاجمون المجتمعين واذا باللقاء ليس إلا مناسبة اجتماعية ومعايدة للصحفى جمال عنقرة الذى اجتمع عنده بعض اهله وصحفيين وسياسيين لتهنئته بالسلامة من الوعكة التى الزمته سرير المستشفى ، وتزامن اللقاء مع أيام العيد فكان معايدة وتهنئة بالسلامة ، وكان من بين الحضور الفريق كباشى الذى تربطه علاقات رحم مع النور عنقرة ، وحتى ان لم تكن له علاقة مباشرة فالامر يدخل تحت دائرة السلوك الاجتماعى للسودانيين ، وليس من خلاف فى ان السودانيين يتواصلون مع بعضهم فى المناسبات ويستقبلون ضيوفهم ويكرمون نزلهم وليس الأمر كما حدث من شباب حى الحتانة جنوب الذين لم يحسنوا استقبال ضيفهم ولم يحترموا جارهم (جمال عنقرة) وكان هتافهم ضد الضيوف غير لائق.
وننقل ادناه جزءا مما ورد منسوبا للأستاذ عبد الرسول النور الذى يوضح ان اللقاء كان اجتماعيا ولا علاقة له بالسياسة وتقاطعاتها ، وان الشباب الذين كانوا يهتفون انما صدر ذلك عنهم عن سوء فهم .
قال الأستاذ عبد الرسول :
جاء الفريق اول كباشي بالجلابية و العمامة دون أن الحظ حراسة او مرافقين باعتبارها زيادة اجتماعية ، كانت الجلسة بعد الغداء في الهواء الطلق تحت ظل شجرة وكانت أبواب الحوش مشرعة. كان هناك د. التجاني سيسي.. ومن الصحفيين مصطفى ابو العزائم.. ومحمد مبروك.. ومحمد عبدالقادر وعادل سيد أحمد وضياء الدين بلال.. و معاوية ابو قرون وآخرون.. بينهم سيدات واعلاميات..واطفال..
فجأة تجمع بعض الشباب وبداوا في قرع الطبول والهتاف أمام بوابة البيت والاساءة المباشرة للسيد عضو مجلس السيادة , وجاء عميد شرطة و تفاوض معهم ففتحوا الطريق للضيوف للخروج ، وهتفوا ضد الكيزان ، اي كوز ندوسو دوس ، وقد اعتذروا لنا وقالوا انهم يقصدون اخرين ، وقد دامت تلك الحالة حوالي الساعة وعندما خرج مسلم ومحمد المهدي وهما من لجان المقاومة لا فهامهم الحقيقة هتفوا انصاري انصاري
كان العدد محدودا ومعظمهم شباب صغار ، لم تمتد ايديهم الي اي شخص بسوء فقط أطلقوا لحناجرهم العنان.
ما حدث يمثل ممارسة خاطئه للديمقراطية ولكنها من ناشئة يحتاجون للتقويم لا الي اللوم ، ولكن اللوم يقع على من مدهم بالمعلومة المضللة ابتغاء الفتنة والتشويه
ومن المناسب فى هذا المكان ايضا ان ننقل كلمة الناشط الأستاذ هاشم عباس الذى كتب حول هذا الموضوع تحت عنوان حقيقة موضوع كباشي
الحكاية وما فيها ان الرجل كان مدعو لمناسبة عائلية بمنزل قريبه الصحفي جمال عنقرة وبطبيعة الصحفى جمال عنقرة وعلاقاته بالوسط الصحفي والسياسي كان هناك حضور من الصحفيين والسياسيين اي ان الموضوع ليس اجتماع مع قيادات كيزانية كما اشيع ولا علاقة للامر بأي تآمر او غيره ،، بعض الشباب عندما علموا بوجوده تجمعوا امام المنزل وهتفوا ضده دون ان يحدث اي تعدي او تجاوز .
مثل هذه التصرفات قد نتفهمها في اطار حماس الشباب وحرصهم على ثورتهم لكنها للامانة مضرة ولا تفيد الا في اثارة البلبلة وزيادة الفجوة بين كافة الاطراف .
نحن في حاجة ماسة لضبط النفس والتهدئة لان الوطن في وضع لا يسمح بالمزيد من الشقاق والفوضى .
انتهى كلامه ونقول لابد من التفريق بين ما هو سياسى وما هو اجتماعى ياقوم والا لاختلط الحابل بالنابل وضاعت كثير من الامور .
The post لاتخلطوا بين السياسي والاجتماعي يا قوم appeared first on السودان اليوم.