السودان اليوم:
الخطوة التي اتخذها حمدوك بإصرار على تأدية القسم لولاة الولايات، هي خطوة خطأ ولا تؤدي إلى خير لهذه البلاد المضطربة أطرافها قتلاً وفتكاً واحتجاجات واعتصامات في البقاع المختلفة. وهي صب الزيت علي النار، وتحريك براميل البارود في مناطق مختلفة من أنحاء السودان. وهو توقيت غير سليم ولعبة (أوف سايد) ظاهرة ومكشوفة لا يحتاج الحكم السياسي إلى تأكيدها من حكام الرايات.
الشرق الإقليم المضطرب بسبب تعيين والي لكسلا والتعبير عن رفضه بل الخروج باحتجاجات عنيفة في كسلا وغيرها وتطورت الاحتجاجات إلى قفل الطريق القومي بورتسودان سنكات هيا مما تسبب في تعطيل حركة الصادر والوارد من وإلى ميناء بورتسودان.. ودارت إشتباكات بين السائقين والمحتجين.. كل ماحدث هو تعطيل لحركة الإقتصاد.
الولاة الجدد لا أعتقد أنهم سوف ينجحون في إدارتهم لولاياتهم فمعظمهم تنقصهم الدراية والخبرة وأتوا بطريقة غير شورية ولا فاحصة.فالحكومة المركزية التي تدير شأن البلاد تشكو من الضعف والتشذب والكيل بأكثر من ميكيال. هم شركاء لكنهم متشاكسون تشاكس ظاهر البيان لايخفي على أحد. كل واحد منهم يصرح علي شاكلته ويكيل التهم للآخر ومنهم من قال بالحرف الواحد أننا فشلنا. ومنهم من خرج خوفاً من مستقبل قادم وغير حاضنته السياسية والعسكرية ومنهم من يعطي توجيهاته لأتباعه بعدم المشاركة في الحكم لكنهم يرفضون ولا ينصاعون. فشل في كل شيئ.
الولاة الذي تم تعيينهم سوف يواجهون واقعا أليماً، وأخشى أن يهزموا في ولاياتهم وتكتب في أسفارهم قصة الفشل الذريع. فوالي غرب دارفور جاء في ظرف فيه قتل جماعي ومذابح ونهب وسلب وأرواح زهقت بغير وجه حق. هذه الأحداث حركت الرأي العام الدولي تجاه دارفور وبرزت تصريحات دولية هنا وهناك. نزوح مستمر من قبل الأسر إلى المدن القريبة والبقاء في المؤسسات الحكومية من أجل الحماية وإيجاد وضع آمن لهم وتحسب من خطر قادم إن بقوا في أماكنهم. الولاة سوف يواجهون تردي مريع في الخدمات، وإنعدام للاحتياجات الأساسية. وسوف يواجهون المستشفيات الخالية من الكوادر والاحتياجات الطبية.
فيا والي كسلا.. أولاً لك مني التحية والتقدير. ثانياً أقول لك: السديري السياسي في كسلا الآن لا يليق بك. ولا أدري ماتفصح عنه الأيام القادمات. من الصعب جداً الإستلام في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها ولايتك. فنصيحتي قدم استقالتك وأحفظ ماء وجهك، حفاظاً على النسيج الإجتماعي والقبلي بالولاية. تكن بذلك أقدمت على خطوة شجاعة تذكر لك في تاريخك السياسي وتكون أزلت الحرج من حكومة المركز، وأكرمت ملايين العيون. أفضل لك الخروج بهدوء وأجدى وأنفع لك من الإقالة. فالتضحية من أجل إزاحة ضرر بَولاية كاملة برغبتك يحسب من البطولات، وهو قيمة عظيمة افتقدناها في السياسين ردحاً من الزمان. وأتمنى لك كل التوفيق.
The post والي كسلا .. السديري لا يليق بك الآن!.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.