مازالت الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد تتفاقم يوماً بعد يوم، وأصبح الوضع في غاية الخُطُورة ومعضلة حقيقية وعقبة ثابتة لم تفلح الجهود في مُعالجتها طوال الفترة الماضية، والمشكلة أنّها تتفاقم يوماً بعد يومٍ وقطاع المياه ليس بمعزل عما يدور ويعاني المواطن كثيراً في أنحاء الولاية كافة من القطوعات المتكررة في الإمداد المائي، وفي بعض الأماكن الطرفية يعتمدون على مياه الآبار و(الدوانكي).
نهاية الأسبوع المنصرم، أرجعت هيئة مياه الخرطوم الانقطاع إلى الانخفاض المفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل مما أدى إلى خروج عدد من المحطات والذي تسبب في عطش كثير من الأحياء، وأمس الأول أيضا أصدرت هيئة مياه الخرطوم، بياناً بارتفاع مُفاجئ في مُستويات الأنهار الثلاثة مما أدى لانخفاض انتاجية المياه النقية في عدد من المحطات خاصة محطة تنقية مياه بحري، مبيناً أن العمل جارٍ لرفع المنصات المائية بالمحطات.
وقال مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم مهندس مستشار أنور السادات الحاج محمد في تعميم صحفي، إن ارتفاع العكارة في المياه من 3000 ألف وحده إلى 14 ألف وحدة بصورة مُفاجئة قلل من إنتاجية المياه النقية في جميع المحطات بالولاية، منوهاً إلى ان اكثر المناطق تأثراً أحياء مدينة الخرطوم بحري وشرق الخرطوم، إضافةً إلى محطتي الصالحة (أ) و(ب) وبيت المال وشمال بحري وأم كتي والشجرة، خرجت عن الخدمة جراء الانحسار المفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل. وكشف عن إنزال مَنَصّات مَضَخّات المياه الخام لأدنى مستوى لها في محطات مياه سوبا وبحري القديمة والمقرن والمنارة، وأوضح أنّ ما نجم عن الانحسار أدّى لخفض كميات المياه النقية المُنتجة من المحطات المذكورة، وأكدت أن الهيئة أبلغت إدارة الخزانات بخروج محطاتها عن الخدمة للانحسار والارتفاع المُفاجئ للنيل، منوهاً إلى أن إدارة الخزانات أبلغت الهيئة عن فتح عدد من بوابات خزان الروصيرص، وتوقع حدوث شح في إمداد المياه في عددٍ من الأحياء بالولاية ونقصها الحاد في مناطق أخرى بعيدة.
شكاوى عديدة اطلقها المواطنون عبر (الصيحة) لعدد من أحياء العاصمة القومية للقطوعات المتكررة للإمداد والمائي في مناطقهم، وشكت المواطنة (إ. م) من قاطني منطقة بيت المال بأم درمان عن مُعاناتهم من عدم توافر المياه لمدة طويلة قبل خروج المحطات التي أعلنتها هيئة مياه ولاية الخرطوم، وقالت للصحيفة إن هناك عشرات المواسير “المكسرة” في أم درمان، لافتةً إلى الوضع الاقتصادي الكلي الذي اصبح المواطن فيه هو الذي يدفع الثمن!
أما المواطنة (ع. م) من منطقة الأزهري، أكدت معاناة مواطن المنطقة جراء انعدام المياه، وقالت بالرغم من أن المياه المتوفرة في منطقتهم لا تستخدم للشرب للملوحة الزئدة وافتقارها للتنقية المطلوبة، حيث تسبب في العديد من الأمراض، الأمر الذي ادى إلى احتجاجات للمطالبة بمعالجة الأزمة.
وأوضحت المواطنة مدينة عبد الرحيم من منطقة (مايو) مربع (23) أن انقطاع المياه بات أمراً يتكرّر طوال العام، حيث تفتقر المنطقة لتوفير الخدمة على الرغم من أننا نقوم بدفع الفواتير كل شهر مع انعدام توفير المياه، واوضحت خلال حديثها للصيحفة: نضطر لشراء المياه عبر (الكارو) والتي شهدت زيادة كبيرة، حيث بلغ سعر الجوز (150) جنيهاً، لافتة أن الأمر بات فوق طاقة المُواطن المسكين خاصة ذوي الدخل المحدود، وشكت أن المنطقة تُعاني من انقطاع متكرر، وطالبت الجهات المُختصة بضرورة النظر ومُعالجة المُشكلة. فيما أكد مصعب مضوي من سكان حي الصالحة لانقطاع متكرر للإمداد المائي في المنطقة، وقال لـ(الصيحة): منذ الأسبوع الماضي المياه غير صالحة للشرب، حيث تأتي مُحمّلة بالطمي والطين وغير معالجة، الأمر الذي يجعل مواطن المنطقة للجوء إلى شراء المياة عبر الكارو الذي يتراوح سعره ما بين 200 الى 300 جنيه، وشكا من استغلال اصحاب (الكوارو)، المُواطنين بارتفاع أسعار المياه، لافتاً إلى أن محطة الصالحة تتغذى من نهر النيل مباشرةً وليست لها علاقة بملء سد النهضة.
تقرير: سارة إبراهيم
الخرطوم (كوش نيوز)